7 أبريل، 2024 10:04 ص
Search
Close this search box.

ابراهيم الجعفري على حق !

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما يعود بالمرء بذاکرته الى الوراء و يطالع تأريخ وزارة الخارجية العراقية منذ تأسيس الدولة العراقية في بدايات هذا القرن و حتى يومنا هذا، فإنه يتذکر نماذج فذة من الساسة العراقيين الذين صاروا وزراء للخارجية، نظير نوري السعيد، و محمد فاضل الجمالي و عدنان الباججي و عبدالرحمن البزاز و شاذل طاقة و سعدون حمادي ونماذج عديدة أخرى أثبتت جدارة العقلية السياسية العراقية و براعتها في المجال الدبلوماسي، لکن وعندما يقف المرء أمام نموذج مثل ابراهيم الجعفري، فلامناص من أن يعترف ببٶس و هزال و سخرية ماقد آل إليه أمر وزارة الخارجية في عهد هذا الرجل.
ابراهيم الجعفري و غيره من قادة”العراق الجديد” کما يسمونه و يصفونه، ماکان بإمکان نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية إطلاقا أن تجعلهم فيما هم عليه اليوم لولا الاحتلال الامريکي للعراق، ولو کان لهٶلاء شئ من الوفاء لکانوا يثنون و يشيدون بأمريکا التي أوصلتهم من شوارع و ازقة طهران و قم و أصفهان و کرمانشاه الى ماهم عليه الان، لکنهم و بدلا من ذلك، يسبحون و يحمدون بأفضال نظام ولاية الفقيه عليهم و يتسابقون في إظهار الولاء لها و بقائهم”جنود”و”سيوف مشرعة”بيمنى الولي الفقيه.
في الوقت الذي صارت السياسات الايرانية تجاه المنطقة ولاسيما العراق، موضع إنتقاد متزايد من جانب البلدان العربية و الاسلامية و تتجه النوايا بسياق مواجهة تلك السياسات و وضع حد للتدخلات الايرانية السافرة في العديد من بلدان المنطقة، فإن إبراهيم الجعفري، وزير الخارجية العراقية کما نعرف جميعا، رفض بقوة التصدي لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و الدخول في تحالف او جبهة ضده، زاعما بأنه لم يحتل شبرا واحدا من الاراضي العراقية، والانکى و الاهم من کل ذلك إن الجعفري تتصاعد”غيرة”غريبة من نوعها لديه فيقول و بصريح العبارة:” العراق دولة متحضرة ولاتتبع سياسة الأبيض والأسود تجاه قضايا متعددة ونرفض التحالف مع الولايات المتحدة ضد ايران وفي حال استهدافها ستكون قواتنا وفي مقدمتها الحشد الشعبي بالمرصاد.”!!
الجعفري الذي کان من المفترض أن يطلق تصريحات تتسم بالاتزان و الحيادية و تتجنب الانحياز “الانحداري” بحيث تذکر العالم کله بماضيه و ماضي أقرانه الذين جعلوا من العراق حديقة خلفية لإيران وصاروا کلهم بمثابة موظفين في بلاط ولاية الفقيه بالدرجات التي هم عليها، لکن هل بإمکان الجعفري أو هادي العامري أو نوري المالکي أو فالح الفياض أو أو أو و القائمة الطويلة التي يعلمها العالم جميعا أن يتجرٶوا و يقفوا ضد ولي نعمتهم و منبع و اساس عمالتهم خصوصا إذا تذکرنا قوائم الرواتب للحرس الثوري المتعلقة بهکذا نماذج و التي کشفت عنها المقاومة الايرانية سابقا؟!
ثمة ملاحظة مهمة و ملفتة للنظر عن ابراهيم الجعفري لابد من تسليط الاضواء عليها، وهي إن هناك العديد من”الفلتات”و”الهدات” التي وردت و ترد في تصريحاته و أحاديثه بحيث تجعله يبدو”مخرفا” أو من بدأت آثار”الزهايمر”تنال منه، لکن المميز و العجيب فيه هو إنه وعندما يطلق تصريحات تتعلق بإيران، فإنه يبدو کمن في عنفوان الشباب، وکيف لا؟ إنها قصة طبع صار يجري مجرى الدم في عروقه ذلك إنه و العديد ممن کانوا متواجدين في طهران قد ينسون أو يتخلون عن أي شئ مهما کان مهما و حساسا إلا”نظام ولاية الفقيه”، الذي دأب هذا”البعض” على المزايدة في الدفاع و الذود عنه من الايام الخوالي و حتى يومنا هذا، ومن هنا فإن الجعفري على حق تماما في تصريحه لأن هذا هو مابوسعه!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب