12 أبريل، 2024 4:39 ص
Search
Close this search box.

ابراهيم الجعفري : ” ألآنتكاس المبكر , خلقا وخلقا ” مثالا لآعضاءالسلطة الفاسدة “

Facebook
Twitter
LinkedIn

قال تعالى ” ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون ” – يس – 68-
هذا قانون رباني يشمل جميع البشر , فأطالة العمر تكون مصحوبة بتحول القوة الى ضعف , نتيجة هرم وشيخوخة الخلايا , وفي نداء نبي الله زكريا الى ربه ” قال رب أني وهن العظم مني وأشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا ” – مريم – 5-
ومن يعمر من البشر هو من يقترب من المائة أو يزيدها من العمر , حيث يصبح مشمولا بالقانون الرباني بأنتكاسة ” الخلق ” وهذه ألآنتكاسة تتضح في ضعف البصر , وضعف السمع وأرتخاء العضلات , وتباطئ الحركة والمشي نتيجة ضعف العظام وتقوس الظهر , ويصحب كل هذه ألآعراض ضعف القدرة على التفكير كما قال تعالى ” … ومنكم من يرد الى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا …” – الحج -5- وأرذل العمر هو أخسه , حيث الخرف والهرم , والخرف هو فقدان القدرة على التفكير , والهرم فقدان القدرة على العمل .
أعضاء أحزاب السلطة الفاسدة في العراق كلهم فشلوا , لآن مقومات العقل عندهم لاتعمل بمقتضى القاعدة القرأنية ” أفلا تعقلون ” فهم مشمولون بقوله تعالى ” ومن الناس من يقول أمنا بالله وباليوم ألآخر وماهم بمؤمنين ” – البقرة – 8- وألآمام علي عليه السلام عرف العقل بأنه ” وضع الشيئ في محله ” وعندما سألوه عن تعريف الجهل ؟ قال : قد فعلت : أي من لايضع الشيئ في محله فهو جاهل ؟ , ولآن أعضاء أحزاب السلطة الفاسدة الفاشلة لم يضعوا ألآشياء في محلها : سياسيا , وأجتماعيا , وأقتصاديا , وأمنيا , وتربويا , وتعليميا , وصحيا , وأداريا , فهم بهذا المعنى ” جهلة ” لايجب أن يستمروا في حكم العراق , والعراق فقد وزنه السياسي منذ عقود المرحلة السابقة لعام “2003” وأزداد فقدانه لوزنه السياسي , وفقدت الدولة مواصفاتها القانونية بين الدول , وتراجع كل شيئ في العراق حتى أصبح مثالا للدولة ” الفاشلة” , والدكتور أبراهيم عبد الكريم حمزة ألآشيقر , الملقب بالجعفري , والجعفري تسمية حركية أتفقنا أنا وهو عليها عندما كنا في الطائرة متوجهين الى أيران , وأتفقنا لي على تسمية ” الحجازي ” ولآني مارست العمل الطبي في بعض مراحل هجرتي لآن الطب مهنتي , فلم يكن ممكنا ألآلتزام بلقب حجازي , لذلك كنت أوقع على الوصفات الطبية للمرضى بأسمي الصريح , وهو ألزام قانوني لممارسة المهنة الطبية , والجعفري لم يمارس مهنته الطبية في الهجرة , لآن حقيبته التي فيها وثائقه الطبية ضاعت في مطار طهران ولم يحصل عليها ؟
تربطني بالجعفري علاقة أخوية أيمانية منذ الستينات وحتى أواخر التسعينات , فقد هاجرنا خارج العراق مضطرين في 8|2|1980 م لآننا مشمولون بأحكام ألآعدام التي كانت تحضرها سلطة صدام حسين والتي عبر عنها القرار ” 156″ في 31|3|1980 في أعدام أعضاء حزب الدعوة ألآسلامية والى النسب الرابع ؟ وعندما سئل صدام حسين عن سبب أعدامه شقيقة الشهيد محمد باقر الصدر , المجاهدة ” أمنة حيدر الصدر المعروفة ” بنت الهدى ” قال : لا أريد أن أخطأ مثل يزيد عندما لم يقتل زينب بنت علي بن أبي طالب شقيقة ألآمام الحسين ورفيقته في معركة الطف ؟
ومثلما رافقني الجعفري في دراسة الطب , كذلك رافقني في دراسة العلوم الحوزوية , كل ذلك من خلال رحلتنا الجهادية الطويلة , وعند ولادة أبني حسين كان الجعفري يجلس الى جانبي , فقال لي : يادكتور : أسمح لي أن أسمي هذا المولود ؟ فقلت له : تفضل سمه , فقال نسميه حسين , فقلت له وهو كذلك , وأبني حسين اليوم تخرج مهندسا في الكهرباء وأكمل دراسة الماجستير , واليوم هو يكمل دراسة الدكتوراه في هندسة ألآتصالات في ” السويد ” ومنذ العام 2003 والى اليوم لم يتصل به الجعفري ولو أتصالا هاتفيا , وهو من سماه حسينا , ومن يسمي مولودا ويكبر يتحمل تجاهه مسئوليات أخلاقية وشرعية وعرفية , الحد ألآدنى فيها : التواصل والسلام , والجعفري لم يفعل ذلك مما يجعله في أنتكاسة أخلاقية أجتماعية , تضاف لآنتكاساته السياسية التي سنتحدث عنها أمانة للتاريخ وليس لشيئ أخر ؟
تمثلت ألآنتكاسة المبكرة للجعفري بعد “2003 وكان في الخمسينات من عمره فهو مواليد 1946م وذلك عندما أستغل وجوده في حزب الدعوة كأمين عام , ومن خلال هذا اللقب حصل على المناصب الحكومية التي كانت محاصصة بيد ألآحتلال ألآمريكي , ومن أولى مظاهر ألآنتكاسة السلوكية السياسية للجعفري , قيامه بأهداء سيف ذي الفقار للمدعو ” رامسفيلد ” وزير الدفاع ألآمريكي في ألآيام ألآولى لآحتلال العراق , ومن مظاهر ألآنتكاسة ألآخلاقية تقربه من المدعو ” بول بريمر ” المسمى بالحاكم المدني لسلطة ألآحتلال ألآمريكي , وقيام الجعفري بتقديم وليمة ” الفسنجون ” الى بول بريمر والتي ذكرها بول بريمر في كتابه ” سنة من العمل في العراق ” والذي تهجم في على جميع ما يسمى ” أعضاء مجلس الحكم سيئ الصيت ” ومما قاله عن الجعفري مشهرا به بأن زوجة الجعفري وبناته غير محجبات ؟ وقد رددت أنا على أدعاءات بول بريمر لآنها باطلة , ولكن الجعفري لم يبلغني أنه رد على بول بريمر ؟ وردي على بول بريمر كان منبعثا من دافع أخلاقي وألتزام شرعي , فالدكتورة أبتهال القزويني زوجة الدكتور الجعفري أمرأة فاضلة ملتزمة بالقيم ألآسلامية طيلة علاقتي ألآخوية بزوجها .
وألآنتكاسة ألآخلاقية والسياسية الكبرى , قيام الدكتور الجعفري بألآنشقاق عن حزب الدعوة ألآسلامية وتشكيل ما يسمى ” تيار ألآصلاح الوطني ” وبغض النظر عن الملاحظات الكثيرة على مسيرة حزب الدعوة في المهجر وبعد أنتخابات عام 1980 م وكثرة الشوائب وألآخطاء التي لاتبرأ الذمة والتي بسببها توقفت عن تنظيم حزب الدعوة ألآسلامية بصيغته الحزبية عام 1984م وبقيت ملتزما بالفكر الدعوتي لآنه فكر ألآسلام الذي لاتتم ألآستقامة ألآ من خلاله ” أي فكر ألآسلام ” ولم أدعو للآنشقاقات , لآن ألآنشقاق الحزبي مظهر من مظاهر الدنيا ومرض نفسي يعاني أصحابه من أزدواجية يخالطها النفاق ؟ على أن بعض المنشقين عن حزب الدعوة ألآسلامية خصوصا في التسعينات وبعد 2003 عرضوا علي قيادتهم , ولكني رفضت تلك العروض لآنها تخلو من القربة الى الله تعالى ؟
الدكتور أبراهيم الجعفري لم يكن وفيا لحزب الدعوة ألآسلامية عندما أستبدل الدعوة بتيار ألآصلاح الوطني , الذي لم يحقق أصلاحا , ولم ينتج ثقافة وطنية , ولم يستطع أجتذاب العناصر الصالحة للعمل ألآصلاحي والوطني , وهذا لايعني عدم وجود عناصر صالحة توهمت خيرا في الجعفري فأقتربت منه , ولكنها لم تجد ماتوهمته , فمنهم من تراجع نادما على خطوته ومنهم من لايزال في شراك الوهم القافل على القلوب بتبريرات تردها ألآية القرأنية الكريمة ” بل ألآنسان على نفسه بصيرة – ولو ألقى معاذيره ” – القيامه – 14- 15-
ومن ألآنتكاسات الكبرى في الرحلة العمرية للجعفري , عدم الوفاء مع أخوانه القدامى , وأصدقائه الذين جمعتهم به ظروف التواصل ألآجتماعي في داخل العراق وفي خارج العراق حيث أمتد زمن الهجرة طويلا , وتعددت اللقاءات في بلدان كثيرة , ومن أمثلة عدم الوفاء والجفاء ماصدر منه تجاهي من الجفاء وألآنقطاع دون وجود سبب لذلك سوى ألآنتكاسة المبكرة خلقا وخلقا التي يعاني منها الجعفري , وأجوبته المتناقضة عن موقفه غير السوي تجاهي , يشهد عليه ألآخ مشرق محمد السنجري عنما أجتمع بالجعفري في مؤتمر الوحدة ألآسلامية في طهران قبل سنتين , حيث أتصل بي ألآخ مشرق بواسطة ألآنترنيت وقال لي أنا موجود في الفندق الذي فيه الجعفري هل تحب أن ترسل رسالة للجعفري ؟ فأجبته : كلا , والجعفري رجل ميئوس منه ؟ ولكني قلت للآخ مشرق محمد : بأمكانك أن تخبر الجعفري بأنك ترتبط معي بعلاقة ثقافية , يقول ألآخ مشرق عندما أجتمعت بالجعفري مع مجموعة من ألآخوان قلت له : دكتور عندي رسالة لك من شخص عزيز عليك ؟ قال الجعفري من هو ؟ قال مشرق هو الدكتور علي التميمي أبو شيماء , يقول مشرق قال الجعفري : أسمع ما أقوله لك وأنقله للدكتور علي التميمي , يقول الجعفري أنا أذكر الدكتور بالسر وأدعو له ؟ يقول مشرق قلت للجعفري دكتور نحن لم نكن نعرفك ولكن عرفنا بك الدكتور علي التميمي ؟ يقول مشرق فعدل الجعفري من جلسته وقال : الدكتور علي التميمي تاريخ والدكتور علي التميمي عالم ؟ يقول مشرق قلت للجعفري لماذا لاتلتقون ؟ قال الجعفري مترجما لآنتكاسته ألآخلاقية : أنا موجود في بغداد ” ؟ ثم طلب من مرافق له أسمه حيدر أن يعطي للآخ مشرق كارتا ويحدد له موعدا في بغداد ؟ فقال له مشرق أنا لست بحاجة الى موعد ؟ , ما تحدث به أحد المعممين المحسوبين على مرجعية السيد السيستاني , حيث خلع هذا المعمم عمامته وعمل مستشارا مع الجعفري أثناء توليه رئاسة الحكومة المؤقتة , يقول ذلك المعم عن تجربته مع الجعفري : أنه وجده رجلا بلا أصدقاء ؟
ومن الشهادات التي يجب التوقف عندها ما صرح به رجل أخر , وأخبرت بشهادته عبر الموبايل نقلها لي أحد هم حيث قال : أن رجلا مسيحيا أعتنق ألآسلام , ودخل مع تيار ألآصلاح الوطني للجعفري , ونقل سكناه الى كربلاء , ولما أصبح الجعفري وزيرا للخارجية في حكومة الدكتور حيد العبادي التي أنتجتها المحاصصة الفاشلة , يقول ناقل الخبر أن ذلك الرجل الذي أنتمى لتيار ألآصلاح الوطني ونقل سكناه الى كربلاء , طلب من الدكتور الجعفري أن يعينه بوظيفة ملحق ثقافي , لاسيما وهو قام بخطوات مصيرية في حياته ولصالح الجعفري حتى أنه سكن كربلاء ؟ فكان جواب الدكتور الجعفري لذلك الرجل المضحي بمستقبله ومصيره : أنك لست كربلائيا وأنما متكربل ؟ وهذا الجواب أشارة لرفض طلبه , فماكان من ذلك الرجل ألآ أن قال للجعفري : أنت الذي تخليت عن رفيق عمرك وهو الدكتور علي التميمي , لاتتخلى عني ؟
ومن الشهادات الموثقة على جفاء وعدم وفاء الجعفري لآصدقائه ما أخبرني به ألآخ العزيز عبد الرزاق غناوي السعدي وهو من عائلة بغدادية معروفة والتي دفعت ثمنا باهضا بسبب حزب الدعوة ألآسلامية , يقول عبد الرزاق غناوي أبو ستار وهو خريج دراسة جامعية , قلت للجعفري عندما أصبح رئيسا للحكومة المؤقتة , أن يعيني قنصلا تجاريا في لبنان لآنه كان مقيما في لبنان , فلم يلبي طلبه , بينما يحفل سجل الجعفري بتلبية طلبات من ليسوا أهلا للوظيفة والمنصب ؟
ومن ألآنتكاسات السلوكية للدكتور الجعفري أهتمامه بأقتناء العقارات , تفيد ألآخبار بأنه أشترى فلة في لندن بسعر ” ثلاث ملايين جنيه أسترليني , وشقة بسعر ” مليون ونصف جنيه أسترليني , وأشترى في بغداد قصر بغداد على ضفاف نهر دجلة بالقرب من الكرادة – الجادرية , وأشترى بستانا في كربلاء مقابل الكراج الموحد بستة مليارات دينار عراقي , وأما فضائيته ” بلادي ” فهي من مظاهر الفساد الذي يفضح صاحبه , يقول الجعفري عندما يسأل عن مصادر تمويل فضائية ” بلادي ” أنه يأخذ من اليد التي تتوضأ ؟ وعندما نقل لي الخبر , قلت تبا لليد التي تتوضأ وتبني فضائيات غير ذات جدوى وفقراء العراق يتضورون جوعا , والمتسولون في الشوارع والساحات أصبحوا منظرا مألوفا ؟ علما بأن الجعفري عندما جاء من لندن الى بغداد جمع له العراقيون تبرعات لثمن بطاقتي سفر له ولآحد أعوانه , فكيف ينظر العراقيون الذين تبرعوا له بثمن بطاقات الطائرة وهو يشتري اليوم فللا وشققا وقصورا وبساتينا , ويمتلك فضائية مع أفخر السيارات ؟
ومن ألآنتكاسات الفكرية للدكتور أبراهيم الجعفري : أنه صرح ذات مرة متفلسفا فقال : العراق مستقبله منظمات مجتمع مدني ” ؟
ومنظمات المجتمع المدني تأسيس أمريكي بعمالة مرتبطة بمنظمة التنمية ألآمريكية , وهي لاتنتمي للحاضنة المجتمعية العراقية التي تقوم على نظام ألآسرة والعشيرة , ونجاح منظمات المجتمع المدني في أمريكا وأوربا هو نتيجة عمد وجود نظام ألآسرة والقبيلة هناك ؟
أن أبراهيم الجعفري فشل في كل المحطات التي عمل بها حزبيا , فهو أحد أهم أركان فشل حزب الدعوة ألآسلامية , يشاركه بذلك الفشل كل من علي ألآديب , وحسن شبر , وعبد الحليم الزهيري , ونوري المالكي , وأسماء أخرى صغيرة لاتستحق الذكر ؟
والجعفري فشل في مجلس الحكم , وفشل في رئاسة الحكومة المؤقتة , وفشل في ما يسمى ” تيار ألآصلاح الوطني ” وفشل أعلاميا في فضائية ” بلادي ” وفشل في رئاسة ما يسمى ” التحالف الوطني , وأخيرا فشل في وزارة الخارجية , وكل هذه الملفات تحتاج الى دراسة مفصلة , وتصريحات الجعفري التي أصبحت موضع سخرية المواطنين , وموضع أستغراب المراقبين والمحللين السياسيين , كل ذلك يجعل من الجعفري متهما بالخرف العقلي نتيجة دخوله في أرذل العمر في مرحلة مبكرة , لذلك لم يعد قادرا على وضع ألآشياء في محلها حاله حال كل أعضاء ورؤساء أحزاب السلطة الفاسدة الفاشلة في العراق ؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب