23 ديسمبر، 2024 5:01 ص

قبل ان تتحدث وتحتج على المجتمع وسلوكه وقبل ان تطلب من عائلتك واصدقائك ان يتغيروا ويكونوا كما تريد وتتمنى و قبل ان تعلق على اي فعل او تصرف و قبل ان تنظر بعينك الناقدة للمجتمع هل نظرت الى نفسك في المرآة ووجهت هذا الكلام لصورتك المنعكسة فيها؟
قبل أن تعيب المجتمع وتسلط اللوم عليه انظر داخلك فأنت احد ابناءه ويقع عليك عاتق كبير في صلاحه يقول ليو تولستوي (( الجميع يفكر في تغيير العالم لكن لا احد يفكر في تغيير نفسه))
فلو فكرنا قليلاً في تحديد الخلل فأننا نراه في البنية الفكرية للفرد الذي يوجه سبب كل المشاكل في حياته الى المصدر الخارجي ومتناسي تقييم ذاته فلا يصلحها ويهذبها فما ان يدرك المرء قيمته الانسانية وبمسؤولياته تجاه المجتمع فانه سيكون على اتم المعرفة برسالته في الحياة التي خلقه الله من اجلها ومستعد لإصلاح ذاته الذي هو بداية التغيير للأفضل وخير مثال للتغيير هو رسالة نبينا الكريم والتغيير الذي احدثه في القبائل العربية ونقلها من قعر الجهل والتخلف وبعد كانت متحازبة و متنافرة الى امة قوية مترابطة هيمنت على العالم بجهد وعطاء وتضحيات فالتغيير الفعلي يحتاج الى تضحيات
على جميع الاصعدة والتنازل عن بعض المكتسبات والشهوات كما ويحتاج الى المبادرة والى هدف يسلكه الفرد نحو مسار التغيير لأن كل انسان يمتلك قوة ومواهب كامنة بداخله تميزه عن غيره فعليه تحريرها وتصويبها بالشكل الصحيح للوصول الى مبتغاه ولايمكن ذلك الا بتقبل ذاته وايمانه بها.
ولما كانت القاعدة الإسلامية تقول (( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) فإن التغيير الإيجابي الحقيقي هو اصلاح الذات والعمل بجهد على تقويمها وسلوكها طريق الصواب فلو أردت تغيير من حولك و تغيير محيطك وظروفك وبيئتك ولو اردت تغيير العالم فعليك بنفسك.. ابدأ بها وغيرها وستجد تغييرا في كل ما حولك بكل سهولة وعفوية يقول المهاتما غاندي ((عليك أن تكون أنت التغيير الذي تريده للعالم)).
فلا يمكنك ان تكون الطبيب الذي يداوي الناس وهو عليل
كن صريح مع ذاتك وواجه عيوبك وسلوكياتك المنحرفة وصفاتك السلبية بدلاً من إلقاء اللوم على الآخرين واتخذ قررات حازمة في اصلاح الامور وكن دائماً انت المبادر لتكن نموذجاً يحتذي به الآخرون.