ظواهر جديدة لم يكن العراق قد مر بها سابقا، بالرغم من الجوع والحرمان وقلة الاطلاع وعدم توفر الكتب والمصادر في ذلك الزمن، تجد لكل شيء قدسيته وحرمته
ففي شهر رمضان حتى الخمار يحترم هذا الشهر، ولا يعلن جهارا إفطاره، في حين يلوذ المريض بنفسه لكيلا يراه أحد وهو يشرب قليل من الماء، وتراه خجل ممن يرافقه
نعم كان هناك اشخاص كثر غير صائمين، كانوا يخفون ذلك حتى عن ذويهم، اما خوفا او خجلا
اما في شهر محرم الحرام، وبالرغم من المضايقة على المراسيم، تجد الحسينيات عامرة بالشباب وبالتفاعل مع القضية الحسينية بصدق
ما نراه اليوم في الشارع العراقي من عزوف عن احياء الشعائر، والتأثر بالحملات التي تأتي الينا من الخارج شيء يبعث على القلق من القادم، وما نراه من الشباب في شهر رمضان من التجاهر بالإفطار، او التعمد على اعلان ذلك امام الناس، يدعوا للتوقف والبحث عن الأسباب التي أدت الى ذلك
عندما التجوال في الشوارع، تجد المطاعم مكتظة بالزبائن، ولا توجد ملامح لهذا الشهر الفضيل، انما على العكس أصحاب المطاعم ينشرون في الشوارع بان مطاعمهم تستقبل الزبائن طيلة شهر رمضان
هنا يجب ان تطرح عدة اسئلة، هل نحن بلد مسلم؟ الجواب نعم، اذن اين إجراءات الدولة الرادعة لهكذا تصرفات؟ لماذا لا تحاسب من يتجاهر بالأفطار، او تغلق المطاعم التي تفتح في الصباح لاستقبال المفطرين؟
ربما ضعف الحكومة وخوفها غير المبرر في تطبيق القانون يحول دون ذلك، بسبب الديمقراطية الفضفاضة التي جاءت الينا بعد 2003.
اين الاسرة، البيت؟ هل وصل بنا التفكك الأسري لدرجة اننا لا نستطيع ان نمنع ابناؤنا عن التجاهر بالإفطار على اقل تقدير؟
ان المؤشرات تنذر بمجتمع يتجه باتجاهات مخيفة ومريبة، فكل عادة سيئة أصبحت تدخل وتنتشر كالنار في الهشيم دون ان نقف ضدها، او دون ان تضع لها الدولة المحددات التي تردعها، وتمنع انتشارها
لقد وجد الشاب لنفسه المبررات التي تجعله يفعل ما يحلوا له كالديمقراطية والبطالة وفقدان الهوية، وكلها اعذار ومبررات غير مقنعة
لذلك يجب على الدولة ان ارادت ان تبني مجتمع واعي ومتحضر، ان تضع القوانين واللوائح التي ترسم خط سير الفرد وسلوكه، وفق مبنيات تنسجم مع الواقع العراقي وتتلاءم مع هويته الإسلامية، وتتوافق مع قيمه ومبادئه الاجتماعية التي يحملها
كما على الاسرة ان تكون أكثر حرصا على تربية أبناؤها التربية الصحيحة، فكما تحرص على تعليمهم أفضل تعليم أكاديمي، يجب ان تحرص على تعليمهم أفضل التعاليم الدينية والاجتماعية التي تربينا عليها.
فالمجتمع والدولة لا يمكن ان ينجح ان لم يكن هناك قانون صارم لمن يخالف، واسر قوية تكون اللبنة الأولى لبناء المجتمع.