27 ديسمبر، 2024 1:33 ص

ابتعاد الصدر خسارة للمالكي والحكيم أول المستفيدين

ابتعاد الصدر خسارة للمالكي والحكيم أول المستفيدين

اغتمّ البعض واستبشر اخرون من القرار الذي اتخذه واصدره زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر بالأمس والقاضي بغلق كافة مكاتب الصدر وتلويحه بالقضاء والمقاضاة لكل من يحاول ان يتفوه باسمه او ان يلتحف بعباءته بعد اليوم. اغتمّ البعض وهم من المؤكد انصاره ومريديه واتباعه ومن يشاطرهم الهموم ولكن في المقابل فرح واستبشر الكثيرون ممن يرون في السيد مقتدى حجر عثرة ومنافس قوي في الساحة الشيعية تحديدا وبسبب مواقفه فقد تقوّضت الكثير من المشاريع وسقطت الكثير من الاقنعة وتناثرت الكثير من الخطط والمخططات.

من المؤكد ان يكون في طليعة المستبشرين خيرا من ابتعاد الصدر عن السياسة هم اتباع حزب الدعوة الاسلامية بقيادة المالكي لانهم ووفقا لحساباتهم سيقولون في انفسهم ان الساحة قد خلت لهم وان ابتعاد الصدر عن قائمة الاحرار سيجعل منها بلا فائدة وستكون اضعف القوائم في الانتخابات البرلمانية القادمة وان قسم كبير من الصدريين سيصوّت لصالح المالكي وهكذا يمنّي النفس بعضهم!

هذه الحسابات خاطئة تماما ولن تجري الرياح كما تشتهي سفن حزب الدعوة الاسلامية والسبب بسيط جدا وهو اننا لم نسمع او نرى صدريا واحدا يطيق اسم المالكي او حزب الدعوة، هذا من جهة. من جهة اخرى اليس في الساحة الشيعية غير المالكي وحزب الدعوة الاسلامية؟!

الحقيقية التي ستفرض وجودها ان لم يتراجع السيد مقتدى الصدر عن قراره فان القاعدة الصدرية ستتوزع على ثلاثة اتجاهات وهي:

1-   الفريق الاول سيعتزل اسوة بقائده وسيلتزم بيته ولن يصوّت لاحد

2-   الفريق الثاني سيلتف ويتعنصر للمتبقي من مرشحي كتلة الاحرار

3-   الفريق الثالث سينتخبون كتلة المواطن التابعه للسيد عمار الحكيم نكاية بالمالكي وحزب الدعوة الاسلامية بينما سيتجه قسم قليل منهم نحو حزب الفضيلة ذات الجذور الصدرية.

وبتلك الطريقة يبقى حزب الدعوة الاسلامية كما هو لن ينال من اصوات الصدريين شئ ولن يضيف الى حظوظهم الانتخابية أمل بأكتساح الساحة الشيعية سواء أبقي الصدر في السياسة ام فارقها. بل على العكس فان قرار الصدر سيقوّي شوكة الحكيم اكثر وسيجعل منه ندا للمالكي لايمكن تجاوزه باي حال من الاحوال خصوصا وان هناك تذمّر شعبي ونقمة متزايدة على حزب الدعوة الاسلامية في الاوساط الشيعية خصوصا والعراق عامة حيال الكثير من المعالاجات للازمات والملفات. علاوة على ماتقدم فان خروج الصدر من اللعبة السياسية (ان خرج) معناه خفّة حدة التخندق الحزبي والمناطقي في المناطق الشيعية تحديدا وهذا من شأنه ان يجعل بعض مريدي المالكي يبحثون عن مركب اخر خصوصا وان فيتو تنصيبه لولاية ثالثة قد تأكّد مستحيله.