ليس غريبا ولا مستغربا ان تماطل الأحزاب السياسية ( حيتان السياسة) وتعرقل تشريع قانون الانتخابات وتعديله وأظهرت النية الحقيقية في أسلوب (المراوغة) الذي اعتمدته لإفشال أية جهود تنصب في مضي تعديلاته لان القانون مصمم في الاساس لحماية الحيتان الكبيرة. مثلما استقتلت على ان تكون المفوضية ( المستقلة) للانتخابات من ضمن الأحزاب والكتل الكبيرة ( محاصصة انتخابية ) والتهرب الواضح وبمبررات غير منطقية من تشكيلها من قضاة مستقلين لاعلاقة لهم بالسياسة وبالأحزاب بعد ان اتسم أداء الأحزاب والمفوضية السابقة بالشك والريبة في تزوير الانتخابات السابقة مما حدا ببعض النواب الشرفاء من استجواب هيئة المفوضية التي تهربت من الحضور تارة وتارة بعدم اكتمال النصاب المتعمد والذي يكتمل في الكافتيريا .! كما ان تشكيل هذا الكم من الأحزاب الصغيرة وانخراط أعداد من المرشحين الذين لديهم ثقل عشائري في مناطقهم وإعطائهم تسلسلات في ذيول القوائم لايخدمهم وإنما يخدم الوجوه الكالحة والفاسدة التي بالتأكيد ستستفيد من هذه الأصوات التي ستجير بما لايقبل الشك لصالح رئيس القائمة او التسلسلات التي تليه من النواب الفاشلين والفاسدين ومثيري النعرات والمشاكل وافتعال الأزمات طيلة الدورات السابقة ويقينا فان هذه الأحزاب والكتل( حيتان السياسة وعقاربها) قد تعاملت بالسلبية والانتهازية داخل قمة البرلمان بشكل مغاير عن أحاديثها على وسائل الإعلام لاستغفال المواطن بسياسات وأفكار ظاهرها عسل وباطنها علقم فهي تعرف تماما مدى حجم ثقلها المتدني في الشارع العراقي اليوم أكثر من أي وقت مضى وبهذا التصرف والإصرار الخاطئ حاولت الإيحاء للناس بان موقفها نابع من قناعات الناس مع ان الهدف الأساسي نابع من خوفها المتزايد ان تسقط في امتحان الانتخابات القادم بالفوز بثقة الناخبين وعدم قدرتها على التكيف مع المتغيرات الحاصلة اليوم في الشارع العراقي وفي جميع محافظات العراق ولهذا لاترضخ للتسليم بمبدأ التداول السلمي عبر صناديق الاقتراع في عملية نزيهة بل وفق مفهوم ( لو العب لو أخرب الملعب) سنخرب الملعب، ونقلب عاليها واطيها، وسنجعل صناديق الاقتراع تتكلم بالبندقية والتفجيرات والكواتم وسنحول صناديق الاقتراع الى حاويات لجمع أشلاء القتلى هكذا يهددون بدعاياتهم الانتخابية وبشكل مبطن ولكنه مفهوم من عامة الناس نتيجة فهمهم الخاطئ للديمقراطية المرتبطة بالانتخابات والمناصب وليس الا..!!