18 ديسمبر، 2024 9:11 م

ابتداع مفاهيم غايتها الخطاب الاسلامي

ابتداع مفاهيم غايتها الخطاب الاسلامي

لان الخطاب الاسلامي خطاب رصين يجمع الحياة بين طياته لا تغرب عنه مثقال ذرة عمل ولا حتى ارش الخدش ، فمن الطبيعي تظهر افكار تنافس الاسلام تنافسا غير صحيح وغير الصحيح يعني ان لا يقارن او يناقش الاسلام وفق هذه المفاهيم المستحدثة ، واخر صرعات هذه المفاهيم هو الاستغراب ، ومن الطبيعي يدخل مدعوه في دهاليز تعريفية سوفسطائية لا تجعل المطلع الا ان يزداد حيرة ان كان من العقلاء ويزداد اعجابا ان كان من الجهلاء ، والنتيجة لا يصح اطلاقا ان يقال ما راي الاستغراب في الدين ؟ لانهم اصلا لا شيء لولا الدين .

ومن بين المتاهات التي يحاول ادعياء الاستغراب اثارتها لغرض الجدل مثلا انها تتفلسف لتصل الى نتيجة ان الفكر الاسلامي يختلف عن الاسلام والتفكير الاسلامي يختلف عن الفكر الاسلامي ، ومن ثم ماذا ؟ ومن ثم خلق حوار فارغ لاجل اختلاق فجوة بين الاسلام ورجال الاسلام قاطبة دون التمييز بين المزور والحقيقي، فحري بالمستغرب ان يناقش الاسلام وفق تخصص معين لا التخبط الذي هو صفة جامعة لهم وللعلمانيين ولكثير من المستشرقين.

الاستشراق والاستغراب وضع المعنيون بهما مجموعة من التعاريف وكلها يمكن جمعها بالقاسم المشترك الواحد بينها هو الخطاب الاسلامي فلو لا الخطاب الاسلامي تذهب هذه المفاهيم الى سلة النفايات ، لانهما اصلا بلا تراث ولا وجود لكتب ذات تاريخ عميق يستدل بها من يريد التعرف عليهما وعلى مفاهيمهما .

الحياة بين البشر تقوم على اساس العدالة بغض النظر عن دياناتهم وقومياتهم وهذه العدالة لايمكن ان تتحقق الا وفق قانون رصين والقانون الرصين لا يمكن له ان يكون رصين الا اذا شرعه من يعلم بحيثيات المجتمعات وطبيعة البشر والموجودات الاخرى ، اما اختيار مجموعة بشر من قبل مجموعة بشر لسن القوانين فهذا لا يملك العدالة اطلاقا فالاختيار هذا اصلا لا يستند على اسس عادلة . فان كانت الكثرة فكثير من الانتخابات اثبتت فشل من اختاره الكثرة ، وان كان على اساس الخبرة فهذا يعني الذي اختارهم اكثر خبرة منهم فلماذا يختارهم ؟ وان كانوا هم الاكثر خبرة فمن منحهم هذه الصفة ؟ وكيف اكتسبوها ؟

غاية الاستغراب هو الطعن بالثقافة الاسلامية واستحداث ثقافة خليط بين السيئة وبين تغيير عناوين المفاهيم الاسلامية وتنسيبها لهم ، ولو سالت أي شخص يدعي الاستغراب ماذا تريد والى ماذا تهدف ؟ فلا تجد عنده جواب كاف غير الكلام الانشائي

الحضارة مفهوم مطاطي يحاول المستغرب تطويعه وفق غايته من الاسلام ، فان كانت الحضارة هو التقدم العمراني فهذا يكون وفق مراحل زمنية تتاثر وفق حكام البلدان ففي يوم ما كانت الحضارة الاسلامية لها الصوت العالي بين كل الامم وفي الوقت الذي كان المسلمون يعيشون قمة الحضارة كانت اوربا تغط في ظلام دامس من الجهل والقتل والارهاب ، واليوم يحصل العكس ولكن باقل مما كان عليه الغرب هذا اولا وثانيا ان ما يتعرض له المسلمين هو بسبب مؤامرات الغرب بينما عندما كانت اوربا تعيش العصور المظلمة كانت بايديهم وبايدي قساوستهم ولم يكن للاسلام أي دور في ظلامتهم هذه .

واما الاستشراق فالبعض ممن يخوض في هذا المجال ظاهره حسن وباطنه خبيث والمستشرقون جميعهم دون استثناء لا يحسنون دراسة الاسلام مهما كتبوا او الفوا من كتب تثني على الدين الاسلامي فالكثير منهم يخلط بيت دراسة السيرة والاحكام الفقهية ودراسة الفلسفة الاسلامية وعلم الحديث او الكلام فتكون اراؤهم محل انتقاد للمسلمين واستشهاد للغربيين في الطعن بالاسلام باعتبار ان المستشرق الفلاني متخصص بالتراث الاسلامي .