23 ديسمبر، 2024 4:52 ص

ائمة اثنى عشر فيهم نجاة البشر

ائمة اثنى عشر فيهم نجاة البشر

الدين الاسلامي هو خاتم الاديان وهذا يعني فيه كل ما يرتقي بالانسان وليس من العقل ان يترك الله عباده من غير تشريع او علم ينهض بهم ، ولانه اخر الاديان فمن الطبيعي ان يرفضه بعض اتباع من كانوا قبله ، يضاف اليه جهلة هذا الزمان من كل الاديان بما فيهم الاسلام .

الاسلام هو الدين الاكثر تراث في العالم فتجد في كبرى متاحف ومكتبات العالم ما يخص الدين الاسلامي اكثر مما موجود عند المجتمع الاسلامي،

وعندما يكثر التراث يكثر تعرضه للمحرفين والاعداء الحاقدين ، وللتراث رجاله والاسلام كباقي الاديان فيه عدة مذاهب وكل مذهب يدعي انه الاحق، ورجال مذهب الامامية هم الائمة الاثنى عشر عليهم السلام .

لهؤلاء الائمة امتيازات ومؤهلات جعلتهم يكونوا صفوة البشر البعض منها الهية والبعض الاخر بشرية ولو نظرنا الى الائمة عليهم السلام دون النظر الى ما هم عليه من صفات عرفانية او غيبية فاننا سنقف عند نتيجة ان فيهم نجاة البشر ، لنقرا تراثهم جميعا من حيث السلوك البشري الذي هو حجة علينا ونرى هل يستحقون ان يكونوا قدوة البشر ام لا ؟ لنبتعد عن معاجزهم وكرامتهم لناخذ التصرف الذي يستوعبه عقل اليوم

بداية يجب ان يؤخذ بنظر الاعتبار عدة نقاط منها طبيعة الحياة في زمانهم عن زماننا ، والتطور للاستخدام اللغوي فهنالك كلمات كانت شائعة في زمانهم اليوم مجهولة ، تاثير التطور التكنلوجي على عقول الناس، اضف الى ذلك تطور العداء لهم باستخدام التقنية الحديثة والتطور الاقتصادي .

ماهو الشيء الذي يمس حياة البشر ليس للائمة عليهم السلام لهم فيه اثر ؟

على مدى حياتهم يحتاجهم الكل خليفة او عبد مسلم وغير مسلم ولم يحتاجوا احد، لم يعجزوا عن اجابة اي سؤال يوجه لهم ، بل يتعمد بعض الخلفاء اقامة المناظرات عله يتمكن من احراج الامام فينقلب مجلسه عليه ويشع علم الامام اكثر .

لا تحدثوننا عن من يتبعهم باسلوب خاطئ قد يكون عفوي او متعمد حدثونا ما اتفق عليه من تراثهم، الائمة الاثنى عشر يشهد لهم من لم يتبعهم قبل من يتبعهم وهذه حجة رقم واحد ولو اردتم ان انقل نصوص عن ما قيل في حقهم لما يسعنا هذا المقال ولا كتاب بل موسوعة . علي عليه السلام شهد له الاعداء قبل الاصدقاء ، ولو قرانا تراثه فيما يخص البشر نجد كلماته كلها حكم وعبر ومن غير مردود مادي من البشر ، ولو قرانا سيرة الامام الحسن عليه السلام نقف باعجاب الى طول حلمه ونظرته الثاقبة لحياة مجتمعه، والحسين عليه السلام الذي بدمه اصبح اسطورة الحياة والحرية ، وسيد الساجدين الذي عاش ماساة ابيه وحفاظه على تراث جده وعلوم الصادقين انتشرت في الافاق وعلى علمهم المجتمع افاق ، ولو قرات حياة الامام الكاظم عليه السلام فانه يكفينا انه سجن وقتل ولم تذكر كل كتب التاريخ ماهي تهمته التي بسببها سجن وقتل ، تهمته لانه افضل زمانه وافضل حتى من الخليفة ، ومحطات حياة الامام الرضا وصبيه الحجة تذهل العقول العباسيون الذين حبسوا العسكريين وهم من لجاوا اليهما في ما اعترضهم من معضلات ، وطفل من وجهة نظرهم انه طفل اقلقهم فجاءوا يبحثون عنه لقتله فغيبه الله ، لماذا يريدون قتله او حبسه ماذا فعل ؟ الا توجد عقول تسال عن السبب ؟ انه العلم الذي يتمتعون به وهو مسخر للارتقاء بالبشرية

فالاسلام الذي اول اية نزلت فيه اقرا ، الاسلام الذي في اية ( نون والقلم ) الاسلام الذي فيه النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «من كتب عني علماً»، و: «اكتبوا هذا العلم»، و: «استعن على حفظك بيمناك»، و: «قيدوا»، و: «اكتب ولا حرج»، وغيرها وعلى سيرة الرسول سارت الامة في الكتابة والتاليف لعلوم الاسلام من زمنه حتى هذا الزمان ، فتركوا لنا هذا التراث الثر الذي في كل خبر واثر ، هذه كلها امانة يتداولها امام بعد امام.