بعد أن أعلن العبادي عن الكشف عن 50 ألف منتسب وهمي في القوات الأمنية بقيادة رجل الفضاء المالكي، برزت بقوة على الساحة مفردة الفضائيين، للتعبير عن أولئك الخمسين ،فصارت ترمز إلى كل ما هو وهمي، وليس له وجود في الواقع، فتوالت الفضائح لتكشف عن فضائيين جُدد في مجالات ومرافق أخرى من مرافق الدولة الديمقراطية (فضائي)، ونحن لو نظرنا إلى مفردة الفضائي بلحاظ دلالتها على كل ما هو وهم وفراغ وسراب وخيال، سنصل إلى نتيجة أن العراق بلد الفضائيين، والفكر والمنهج الفضائي، فلا يكاد يخلو أي جانب من جوانب الحياة من الوهم والخيال والكذب الذي هو من أعراض الوهم، فتكاثرت ونمت وانشطرت المخلوقات الفضائية بكل أصنافها وأجناسها في بيئة النفعيين الانتهازيين وعالمهم الفارغ من كل القيم والمثل والأخلاق، وهذا ما يفسر طبيعية العلاقة بين الفضائي وصانعه الانتهازي فهما تؤمان ووجهان لعملة واحدة، وإذا ما أردنا أن نحصي عدد الفضائيين في العراق نحتاج إلى عملية شبيهة بالتعداد السكاني والياتها ولجانها وكوادرها، وأكيد حينئذ سترتفع الأصوات التي تعارض هذه العملية كما هو الحال مع التعداد السكاني الذي لم ولن يرى النور لغاية في نفس الساسة، إلا ذلك لا يمنع عن ذكر بعض المخلوقات الفضائية الخطيرة التي غزت العراق فدمرته، وأهلكت شعبه الذي ومع الأسف يعشق الكثيرُ منهم الفضائيين، فمن جملة الفضائيين نذكر :
أولا: المخلوقات الفضائيات التي صنعها الاحتلال ومن سار بركبه من الرموز الدينية والسياسية، وهذه المخلوقات تمثلت بالديمقراطية والمستقبل المشرق والرفاهية والحرية والعدل وغيرها من مفردات رنانة صدق بها العراقيون، وثبت أنها مجرد مخلوقات فضائية.
ثانيا: المخلوقات الفضائية التي صنعها ويصنعها الرموز السياسية قبيل كل مرحلة انتخابية تمثلت بالوعود والعهود والمواثيق والبناء والأعمار والتعيين (وبس انتخبونا وشوفوا).
ثالثا: المخلوقات الفضائية التي صنعتها وتصنعها الرموز الدينية قبيل كل مرحلة انتخابية تمثلت بالمذهب ومصلحة المذهب وبقاء المذهب ، إذ ثبت إن المذهب ومصلحته، مخلوق فضائي، وشماعة ، لتحقيق المصالح الشخصية،والمذهب دكان للتجارة.
رابعا: المخلقوقات الفضائية التي صنعها السياسيون بعد أن جلسوا على الكراسي تمثلت بالمشاريع الوهمية التي صرفت من اجلها المليارات ذهبت في جيوب صانعي الفضائيين.
خامسا: المخلوقات الفضائية التي صنعتها المرجعية ومنها فضائي: “الوقوف على مسافة واحدة من جميع السياسيين”إلا أنها في الحقيقة، وكما هو المعلوم لدى الجميع أنها كانت ولا تزال مع السياسيين الطائفيين بدليل أنها أمرت بانتخاب قائمة “169” و”555″، وكذلك فضائي:”لا تقولوا إخواننا أهل السنة بل قولوا أنفسنا” في حين أنها سكتت عن الجرائم التي طالت أبناء السنة على يد الميليشيات الطائفية والحكومة القمعية والأحزاب التي دعمتها المرجعية، وها هي الميليشيات وما يسمى بالحشد الشعبي تقتل وتخطف وتهجر أهل السنة ” أنفسنا”، وتسرق ممتلكاتهم وتفجر جوامعهم وبيوتهم وتجرف بساتينهم تحت مظلة الفتوى الطائفية التي أطلقتها المرجعية.
سادسا: فضائيو الحشد الشعبي وهما على نوعين الأول: وكلاء المرجعية ومعتمدوها وخطباؤها ومعموهما الذين يتسابقون لالتقاط الصور بالبدلة العسكرية حاملين معهم السلاح، لكن ليس في ساحة القتال، وإنما في غرفة النوم، أو خلف الحائط، أو في الحديقة، أو على المنبر، أو غيرها من سوح القتال الفضائية، أما ساحة القتال الفعلية فلا يدخلها إلا أولاد “الخايبة”، أما النوع الثاني فهم فضائيو الملايين من الحشد الشعبي الذين أعلن عنهم إعلام المرجعية الفضائي، لكن تبين أنهم 21 ألف وفقا لما أعلنه العبادي حينما قرر صرف رواتبهم.
سابعا: المخلوقات الفضائية التي صنعها الدستور العراقي دستور “بريمر” الذي أمرت المرجعيةُ الناسَ بالتصويت عليه بـــ”نعم”، هذه الدستور فرَّخَ من “الفضائيّون” حتى صاروا عشيرة، بل قبيلة، ومنها على سبيل المثال: فضائي السيادة ،ولا سيادة ، وفضائي العراق دولة ديمقراطية، ولا ديمقراطية، بل قمعية طائفية، وفضائي استقلال القضاء،ولا استقلال بل تسييس وتبعية، فضائي حرية التعبير، وفضائي حرية العقيدة، ولا حرية، بل قمع للتظاهرات السلمية، وفضائي حقوق الإنسان، والحقوق مغتصبة، وفضائي لا يجوز توقيف احد أو التحقيق معه إلا بموجب قرار قضائي، وفضائي حرم جميع أنواع التعذيب النفسي والجسدي والمعاملة غير الإنسانية، ولا عبرة بأي اعتراف انتزع بالإكراه أو التهديد أو التعذيب، وفضائي حماية الجوامع والمساجد وغيرها ، ولا حقوق مصونة ولا كرامة ، والاعتقالات بدون أمر قضائي ، والتعذيب الوحشي قائم على قدم وساق، والجوامع تفجر، فالدستور وكما قلنا البطن الولووود بــ “الفضائيين”.
ولكثرة الفضائيين في العراق دخل سكان المريخ وبقية الكواكب ، وسكان الفضاء في حالة إنذار قصوى، فلا كريندايزر، ولا دايسكي، ولا زميله كوجي، ولا كابتن كيرك ،ولا سبوك، يستطيعون مواجهة الزحف الفضائي القادم من العراق .
ومسك الختام نقول ان المنهج الأنتهازي الفضائي الاستعلائي الذي يتعامل به الرموز الدينية والسياسية مع الشعب كان قد كشف عنه وحذر من المرجع الصرخي قبل سنوات حيث قال : ((…وهل تيقنتم الان ان هؤلاء المفسدين يتعاملون مع شعب العراق وفق منهج الفراعنة والمستكبرين وانهم مستمرون وبكل إصرار على هذا النهج السيئ الخبيث الحقير….. فانهم وعلى نهج فرعون يستخفون بكم فتطيعونهم كما استخف فرعون بقومه فأطاعوه (( فاستخف قومه فأطاعوه ))الزخرف/54….))