7 أبريل، 2024 10:55 ص
Search
Close this search box.

ئالحياة العراقية في ( رفاهية السقوط )

Facebook
Twitter
LinkedIn

كان الناس يحكون القصص منذ ألاف السنين وهي قديمة قدم الكلمة وحسب ما يشير علم أصول الكلمات فان الحكاية نمط شفاهي تؤلف بقصد تملك جمهور من المستمعين

وفي المجموعة القصصية للقاصة العراقية بثينة الحسن التي تنتمي إلى التقليد الأقدم في السرد القصصي التي تبغي ان تفاجأ وتدهش القارئ بتلك القصص القصيرة التي تنتمي إلى مكان وزمان مشتركان

وهي المسحورة بخاصة بسلوك أولئك الذين يجدون أنفسهم في مجتمعات غريبة عنهم ورغم إن الصورة تلعب دورا مهما” من خلال التشبيه والرمز والاستعارة في كتابات الكتاب والشعراء وهو ما حاولت القاصة ان توظفه جيدا في تلك النصوص

يقول … دوفينيل )عن طريق التشبيه والصورة يمكننا اسلوب الكاتب من معرفة طبيعة فكره )

وفي رصد للتحولات الدراماتيكية وهول الإحداث تبدو المجموعة القصصية ( رفاهية السقوط ) ليست مجرد وسيلة جمالية في الأدب بل هي أيضا تسجيل لوقائع وإحداث رسمت طريقها باتجاه ان تكون القاصة تقف خلف ستار الإحداث راوية لنصوص نقلت بحرفية وامتازت بلغة موحية ولوحات أساسها الوجع المزمن في الذاكرة واليأس والمطامح المسحوقة

ففي قصة ( الازدواجية ( يبرز الحضور التاريخي للازدواجية من خصي العبد بأمر الخليفة إلى مدير المدرسة و السلوك الذي عبر خيط الترابط بين الحدثين والتي يجمعهما أيضا ان الضحية هو من الفقراء فلاحا وطالبا لتكون هذه القصة احتجاجا ضد الخلل الذي يشير الى اختلال مجتمعي واضح وازدواجية مقيتة

لكن هذا الاحتجاج مستمرا مادام وزر الواقع وثقله كبير كما في قصة (خمس كيلو ) لترسم الحسن مشهد سريالي مستمر عن الإنسان الذي غيرته الحروب والصراعات ومثلما الحرب كادت ان تصادر إذن جندي استطاع ان يقاوم إغراءاتها في قصة القرار الصعب

وتحمل قصة (العاطفة الهشة ( بروز العواطف المتأخرة لكن القاصة تسجل للحضور الإنساني موقفا منتقلة في قصة سيناريو اغتيال الى السخرية المرة من مدير عام حاول إن يكون بطلا من لاشيء

ولان القاصة بثينة الحسن تريد ان تعرض سمات مختلفة لشخصيات قصصها تبدو قصة اللعب في الوقت الضائع هو قرار امرأة معذبة تحاول ترتيب أوراق الوقت الضائع في قرار اتخذته في الربع الأخير من حياتها .. ..فيما كانت الانعطاف حادا في مسار حياة خطيبة عراقية لمواطن كويتي فرقتهما الحرب في قصة عرس مع وقف التنفيذ وكان للحرب الحضور الطاغي في مشهد الاختباء في بيت امرأة مسنة تشكو العزلة

فالشاي بطعم الدمع …. .كان مرا وهي تدور ملعقة الشاي وتزدحم الرؤى في البيت الذي كان يضج بالحركة حين كانت الجدة قوية وغنية ……ولم تخلو المجموعة من نصوص قصيرة جدا كما في يوم جديد و نصيحة نملة ..وفي القصة التي حملت اسم المجموعة) رفاهية السقوط ) نجد أنفسنا إمام معادل من التأمل الفلسفي فهو نص يتوفر على طاقة إبداعية في لغة شفافة موحية وبتكنيك قصصي فالحب والكره على سطح واحد وإلام أسيرة نوبات هستيرية بسبب تخلي زوجها عنها فتجعل من علاقتاها مع أبناءها موضوع تناقض يعصف بها كل حين وهنا تتجلى براعة القاصة في إن تخفت الشعور بالذنب من قبل الطفلة وتجعل للسقوط على الأرض رفاهية ومتعة

وفي قصة (احتيال أنساني ( هي حفر عميق في الحياة العراقية حين تغيرت الطبيعة الإنسانية السمحة ولتظهر ألصورة على حقيقتها غير ناصعة

في هذه المجموعة ( رفاهية السقوط ) تتعدد الأصوات والشخصيات ولا تتجاهل القاصة العدم الحاصل في حياتنا و لأتهرب مما يحيط بها وان لها هدف في إن تسعى لان تجعل قارئها يشاركها متعة القراءة وبشغف

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب