5 نوفمبر، 2024 12:18 م
Search
Close this search box.

إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي

إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي

من التساؤلات التي يسألها البعض من الناس بعد أن عرفوا أن الشيطان الرجيم هو العدو الرئيسي للأنسان !!
والشيطان عندما عصى الله (جل وعلا ) من كان شيطانه ؟
فجاء الجواب : ( إنها النفس ) وكلمة نفس هي كلمة بمنتهى الخطورة  وقد ذكرت في القرآن الكريم في
آيات كثيرة ، يقول الله ( عز وجل ) في سورة ( ق ) { ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس
به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد } وكثير من الناس يحاربون عدواً ضعيفاً أسمه ( الشيطان ) وبنفس الوقت يتسائل هؤلاء الناس : أنهم يؤمنون بالله ( عز وجل ) ويذكرونه ، ويصلون في المسجد ، ويقرؤن القرآن ، ويتصدقون ، و …. ألخ وبالرغم من ذلك كله !! لازالوا يقعون في المعاصي ويرتكبون الذنوب ويعود السبب في ذلك هو أنهم : تركوا العدو الحقيقي وهو ( النفس ) وذهبوا ليحاربوا ( الشيطان )
العدو الضعيف وقال الباري ( تعالى ) في محكم كتابه العزيز ( إن كيد الشيطان كان ضعيفاً ) لكن العدو الحقيقي للأنسان هو ( النفس ) فالنفس أشبه بلغم أو قنبلة موقوتة موجودة داخل الأنسان عليه أن يتعامل معها بحذر شديد ، يقول الباري ( تعالى ) في سورة الأسراء { اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا } وقوله ( عز من قائل ) في سورة (غافر ) { اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب } وقوله ( تبارك وتعالى ) في سورة ( المدثر ) { كل نفس بما كسبت رهينة } وقوله ( تبارك وتعالى ) في سورة ( النازعات ) { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى } وقوله ( تبارك وتعالى ) في سورة ( التكوير ) { علمت نفس ما أحضرت } والملاحظ هنا في الأيات التي ذكرناها كلها تدور محوريتها حول ( النفس ) فما هي هذه النفس ؟؟ يقول العلماء في هذا الصدد : أن الآلهة التي كانت تعبد من دون الله (( اللات ، والعزى ، ومناة ، وسواع،وود ، ويغوث ، ويعوق ، ونسرى )) كل هذه الأصنام هدمت ماعدا إله مزيف مازال يعبد من دون الله ، ويعبده الكثير من المسلمين ، يقول الله ( تبارك وتعالى ) : { أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} ومعنى ذلك أن هوى النفس إذا تمكن من الإنسان فإنه لا يصغي لشرع ولا لوازع ديني ولا لآمر ولا لناهي ولا لداعية ولا لعالم ولا لشيخ ، لذلك تجده يفعل ما يريد دون أي رادع منها ، فلو نظرنا إلى الجرائم الفردية المذكورة في القرآن الكريم كجريمة ( قتل قابيل لأخيه هابيل ) وجريمة ( امرأة العزيز وهي الشروع في الزنا ) وجريمة ( كفر إبليس وعصيانه ) وغيرها من الجرائم والذنوب والآثام لوجدنا أن الشيطان برئ منها براءة الذئب من دم نبي الله يوسف ( عليه السلام ) ففي جريمة ( قتل قابيل لأخيه هابيل ) يقول الله ( تبارك وتعالى ) : { فطوعت له نفسه قتل أخيه } ولذلك عندما تسأل أي أنسان قد وقع في معصية من المعاصي مالذي دعاك لأرتكاب هذه المعصية ؟ وهنا بالتأكيد سيقول لك : لقد أغواني الشيطان ، والمستفاد من هذا : إن كل فعل محرم ! ورائه شيطان ، ” إذاً كما وسوس لك الشيطان فإن النفس أيضاً توسوس لك ” فيكون السبب في المعاصي والذنوب إما من الشيطان ، وإما من النفس الأمارة بالسوء ، فالشيطان خطر .. ولكن النفس أخطر بكثير … لذا فإن مدخل الشيطان على الإنسان هو العند والكبرياء الفارغة فهو ينسيك الثواب والعقاب ومع ذلك تقع في المحظور ، قال الله ( عز وجل ) في محكم كتابه الكريم في سورة يوسف { وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ } لذلك كان العند والكبرياء الفارغة التي يتحلى بها المدعو شنون الجوراني هي ما يدفعه الى التمادي أكثر وأكثر في غيه وكذبه وأفترائه على السيد الصرخي الحسني ( دام ظله ) وعلى مقلديه دون أن يرعوي بوازع ديني أو أخلاقي أو علمي رغم الأدلة الشرعية والعقلية التي ينكرها ، لالشيء فقط ليعبر عما في نفسه من سوء ” وشيطان يعتريه ” كما أعترف هو بهذا وهو يقول : ( … تدفعني النفس الامارة بالسوء الى الرد وإن كان المفروض ان اترفع عن ذلك ولكنها الاخطبوط الذي يسيطر على الناس ويدفعهم الى فعل اشياء قد لايكونون راضين بفعلها ) أذاً هي النفس الأمارة بالسوء من يدفعه نحو الهاوية الأخطبوط الذي يسيطر عليه دون أن يتدخل الشيطان في معاصي الجوراني وآثامه ، ويكفينا إعترافه هذا بأقتراف المعصية والسير مع الهوى والنفس الأمارة بالسوء ليتضح لنا بعدها مدى ما يحمله من ضغينة  وعداء فارغ ودون سبب يذكر .   

أحدث المقالات

أحدث المقالات