ظننت ان تاريخ المسلمين قد مضى وولى، بمآسيه وآهاته وويلاته، وان تلك الذوات المجرمة قد انقرضت كأنقراض الديناصورات، وتصورت ان الذوات الإنسانية تطورت بمرور الزمن، فلا مكان للعنف والجريمة، في عصر الحضارة والعلم والرقي.
على علماء الاحياء والطبيعة ان يعيدوا النظر، في نظرية”تطور الأنواع”، لأن أعراب الجزيرة لم تتطور عقولهم، فقبل 1400 سنة، كانوا يركضون ويلهثون، ويصرخون بلهفة عارمة واشتياق، جمل أمّنا.. جمل أمّنا عائشة، فيشمون بعرته وكأنه المسك والزعفران، والورد والريحان، والبلبل الفتان، يغني على البعران، فهبّت العربان، الى الحرب والعدوان.
هذه الصورة الذهنية للتاريخ، تعيدها علينا اليوم إيڤانكا، عندما دخلت الى السعودية، الأرض المقدسة، تتمطى، وتتخطى أبنائها من الرعية، بفستانها الجميل، وشعرها المنثور على متنها، كأنتثار الورد، وجمالها المبهر، حاسرة الرأس، مبتذلة، لم تخلع نعليها، فهرعت إليها أعراب الجزيرة، يتسابقون عليها كالفئران، يشمّون رائحة فستانها، ويصيحون: أمّنا أيڤانكا.. عليكم بفستان أمّنا، فتنافسوا على شرائه بأبهض الأثمان.
أغرب من هذا الأمر، ان رجلاً سعودي، مسه طائف من الشيطان، أو تلّبس فيه واحد من الجن، أو مهبول، يناشد الملك سلمان، أن يزوّجه إيڤانكا، لماذا لم يفهّم الملك هذا الرجل( الأغم، والأغبر) ان الأمّ محرمة على الأبن؟!
مؤيدو نظرية تطور الانواع من علماء الطبيعة، يعللون تخلّف عقلية الأعراب، بالتكيّف البيولوجي وانتقاء الطبيعة، فالمداومة على تناول أكل لحوم الإبل بكثرة، وصحبتها وتربيتها، تجعل الإنسان مثل بول البعير يرجع الى الوراء، ولا يتطور الى مخلوق فضائي وبذلك يكون مصيره الى الزوال.
كنت أُكذّب الاحاديث والأقاويل، التي تقول: ان الملك سلمان مصاب بداء الزهايمر. لكن عندما سمعت حديثه البارحة، وهو يقول:( اننا في هذه الدولة منذ 300 عام، ولم نعرف ارهاباً أو تطرفاً، حتى أطلت ثورة الخميني برأسها عام 1979.
صدّقتُ ان الرجل مصاب بهذا المرض. عجباً لملك لا يعرف تاريخ مملكته، فاليوم المعلومات في متناول اليد، والتاريخ مدوّن بتفاصيله، والأعلان عن السعودية كدولة ومملكة لآل سعود بشكل رسمي، كان ذاك عام 1932م. أما اذا كان يقصد منذ الدولة الأولى 1744، في زمن جده الأول محمد بن سعود، فلم تكن دولة بالمعنى، وانما هي امارة متمردة، خرجت على الدولة العثمانية أنذاك،(اللهم الاّ ان يؤمن الملك بنظرية تطور المملكة)، سفكت فيها كثير من دماء الأبرياء، وقتلوا فيها العلماء والقراء من أهل السنة في المساجد، بعد تحالف جرى بين الشيخين وأنظم اليهما الأخوان، تحت شعار( لاغزو الاّ بعد تكفير)، فالغزو من الشيخ ابن سعود، والإفتاء من الشيخ بن عبد الوهاب، وهو تقاسم للسلطة بين الأثنين.
هذا غير الحروب التي خاضوها مع الدولة العثمانية في المنطقة، والهجمات التي شنوها خلال تاريخ حكمهم، على النجف وكربلاء، وهددوا البلدان المجاورة لهم، وحدث ولا حرج عن المجازر التي أرتكبوها بأسم الدين، فكيف يقول ابن سلمان: لم نرَ تطرفاً ولا أرهاباً منذ 300 عام؟! ومن أين جاء بن لادن، ومن أين نبعت هذه الحركات الإرهابية اليوم في العالم؟!
ايران، لو كانت دولة ارهابية، و تحمل فكراً متطرفاً، كما يحمله آل سعود، لم نشهد في دولتهم ديانات كاليهود، والمسيح، والمجوس، يمارسون عبادتهم بحرية، ويعيشون بسلام، فهل توجد في السعودية مثل هذه الديانات!!!؟ وان وجدت هل تمارس حرية العبادة!!؟
مؤتمر القمة العربية الاسلامية – الامريكية في الرياض، مؤتمر طائفي بأمتياز، يهدف الى القضاء على الشيعة، تحت عنوان محاربة الإرهاب.
نقول للسيدة أمّ الأعراب إيڤانكا: أنت أمرأة طيبة القلب، فما شأنكِ وشأن السياسة، قرّي في بيتك، فلا يغرنّكِ أعراب الخليج، ويخرجكُ من داركِ طلحة والزبير، للمطالبة بالقضاء على ايران، تحت حجة الإرهاب، وهما منبعا الإرهاب في المنطقة.
حقيقة ان حل مشكلة الأرهاب، ليس بتشكيل تحالف عسكري، وعقلية طائفية، بل الأمور تحل بتسويات سياسية في المنطقة، قبل كل شيء،يسودها مبدأ التسامح والسلام، ولابد أيضاً من تشخيص المجموعات الإرهابية وتحديدها، ومن ثم العمل سويةً على محاربتها. فلا نعمم معها حركات المقاومة، التي تطالب بالحرية والعدالة.