23 ديسمبر، 2024 12:25 م

إيها السادة … دعوا أقلامكم وإقرأوا ما أكتبه …

إيها السادة … دعوا أقلامكم وإقرأوا ما أكتبه …

سادتي الكرام … إلى الذين كتبوا في كتابات ومن سيكتبون … إلى الذين يطبلون ويزمّرون ..  إلى الذين شتموا ويشتمون .. ألا ترون أنكم أرهقتم أنفسكم وأرهقتم أياد الزاملي وموقعه وأرهقتم من يقرأ ما تكتبون ، علام كل هذا ؟ إنها جعجعة بلا طحنا … إنكم جميعاً تنفخون في قربة ٍبالية ٍممزقة  ، منذ سنوات طوال وأنتم تملأون الدنيا ضجيجا ً وقرقعة … كذب بعضكم وصدق آخرون … بكى بعضكم ولطم آخرون … كتبتم بأسمائكم ، وكتبتم بأسماء أخرى كما أنا ..عربدتم و صرختم ، بُحّت أصواتكم …    أفلا أدركتم أنكم واهمون ، وأن  ( لا حياة لمن تنادي ) …  
هل أدركتم حقا ً ما تسعون إليه ؟ وهل أدركتم كيف السبيل إلى التصحيح وتقويم الإعوجاج …. وا أسفي وأنتم   كمن يكتب لأجل الكتابة ، وكمن يبكي من أجل أن يمسح  دمعه …
يا سادتي الكرام … أيها الساعون إلى سراب ، إن الأمر ليس كما تتصورون وليس كما تأملون …. إن الأمر مرهون بغير ما أكتب وتكتبون  ، ضعوا أقلامكم جانبا ً لتستريح من عناء صراخكم .
إنها قضية شعب يا سادتي ، فما من أحد يستطيع قلب عاليها سافلها إلا الشعب … نعم ، فليس هو من قرأ   كل كتاباتكم ، لقد قرأها حكامه فقط ، نعم أنهم يخشون القلم بلا شك ، ولكن الخوف الخوف من الشعوب .
إن إستطعتم أن تدفعوا بالشعب ميدانيّا ً إلى أن ينتفض فذاك هو الخلاص الأكيد ، هو الضمان الوحيد لأن نعيش في بلد يحترم فيه حكامه إرادة شعبه … لا فائدة من كل النعيق إلا بثورة تزلزل الأرض من تحت أقدامهم .
لقد بلغ السيل الزبى أيها السادة و طفح الكيل وهاهم – ولا أستثني أحدا ً منهم – يتنكرون لمعاناة شعب يأكل جلده … يتنعمون بثرواته ويسرقون ماله ومستقبل أبنائه ، وهم والله لا يستحقون الحياة ، جاءوا من حيث لا ندري وهم  جياع حاقدون متخلفون لينهبوا ويقتلوا وليغيروا وجه عراقنا الأشم وليزرعوا فيه أقذر أنواع الفتنة والتشتت…
لله درك يا عراق … أين شعبك أيها الأبي ؟؟ أين الزنود السمر التي يستهين بها القائمون عليك ؟
ألم يقلب شعب مصر الطاولة بوجه حكامه ؟؟ ألم يجهر برأيه في من حكموه بعد عام ٍ واحد فقط ؟ أين نحن  من شعب مصر ؟ أين أهل بلدي من مصائبهم ؟ أين عشيرتي من الموت الذي يخطف شبابهم في كل يوم ؟ أين أنتم من فساد شلةٍ داعرة عاثت بأرضي فسادا ً ما بعده فساد ؟؟ أين ديموقراطيتهم وأين إدعاءاتهم البائسة ؟؟
أيا شعب العراق لقد آن الأوان لأن تستريح وأن ترسم للأجيال القادمة من بعدك حياة كريمة … إضرب بيد من حديد على هؤلاء الفاسدين المفسدين الحاقدين .. بيدك الحل ولا حل إلا بإنتفاضة تثبت إنك تأبى الضيم والقهر  …
هبوا أيها الجماهير المغلوبة على أمرها وقرروا ما يضمن غدكم ويخدم تطلعات شبابكم … ضعوا حدا ً لمأساتكم وإرسموا مستقبلا ً يليق بكم وبثروات بلادكم التي ستضيع بيد شذاذ الآفاق من المشعوذين الفاسدين .
إن أردتم خلاصكم وإن أردتم العيش بسلام ورخاء فإنقضّوا على هؤلاء كما فعل أبناء مصر ولا تخافوا سطوة العملاء ولا ترعبكم عناصر أمنهم … هبوا مع من سيهب يوم الخامس من تشرين الأول القادم وتعلموا كيف تسترجع الحقوق
ممن سلب حقوقكم … وليس الأمر رواتب وإمتيازات رئاسات ثلاث فقط ، إنه أبعد من ذلك … إنه التغيير الجذري لمسيرة العراق قبل أن ينحدر إلى الهاوية بغلوّهم وغلوائهم وبعد أن إكتنزوا من السحت ما يكفيهم لأجيال …   
إصرخوا في وجوههم الكالحة بلا عنف ٍ ولا سلاح  وبأسلوب ٍحضاري يليق بماضيكم العتيد  … إنهم يخشون صوت الحق فيكم ، إحترموا  إرادتكم في التصحيح الحاسم بطريقة تنأى عن العدوان والتهور .
إنه الخامس من تشرين القادم ، موعدكم مع القدر ، وأنتم أيها المنسقون للتظاهر ، إجمعوا الصفوف وإرفعوا شعارات التغيير والرحيل  بكل عنفوان الشباب الواعي ، ولا تكتفوا بشعارات لا تتناسب ومحنة شعبكم ، إنه مضطهد تماما فلا تتركوا الميادين وإن سدت وحوصرت قبل أن يقر الطغاة بحقوقكم كاملة كشعب يريد النهوض والإنطلاق وأن يعيدوا النظر في سياساتهم وقوانينهم التي فصلت من أجلهم ومن أجل جهاد ٍ مزعوم كنتم أنتم أهله ومريديه وهم يجوبون مدن أوربا وأمريكا متنعمين ونحن وأنتم تحت المطرقة  لندفع الثمن غاليا بحروبٍ أحرقت مدننا ودمرت إقتصادنا وإختطفت خيرة شبابنا وليعودوا هم ليتأمروا شعبا ً متعبا ً هو أسمى وأشرف من    أن يذل ويعيش العوز والفقر والجهل وهو يعوم على بحور من النفط  بفعل سياسات متخلفة أدت إلى ضياع الآمال  ، فإن صرختم في وجوههم فإن الأمل سيعود مشرقا ً في طريق العيش الكريم …
 إنهض من كبوتك إيها الشعب العظيم ، إسحب تفويضك منهم الآن وليس غدا ً كما فعلها أبناء مصر الأبطال  … وأنتم يا أبناء القوات المسلحة كونوا كما جيش مصر وأنتم أبناء شعب ٍ سيهب في الخامس من تشرين أول القادم     فهو يوم خلاصهم وخلاصكم من قادة أثروا وطغوا على حسابكم وعلى حساب دمائكم وتضحياتكم  … عليكم إحترام إرادة أبناء وطنكم ليكتب عنكم التأريخ بكل إجلال ولتسطروا فيه أسمى المواقف .
أما أنتم أيها السادة من كتبوا ومن سيكتبون ، دكوا أرض ميادين الرفض بأقدامكم لا بأقلامكم ودعوها  لتستريح قليلا  كي تكتبوا بعد ذلك من أجل شعبكم في الثقافة والأداب والفنون والجمال  …
الله معكم بعونه ورعايته