23 ديسمبر، 2024 10:17 ص

يتعرض بعض المرضى إلى أزمات نفسية من جراء التشخيص الخاطئ من بعض الأطباء فبعضهم يتخذ قرارات مهمة معتقداً أنه سيودع الحياة على وفق هذا التشخيص، فقبل أيام راجع أحد المرضى مستشفى الجراحات العام في مدينة الطب لغرض إجراء بعض الفحوصات بناء على توجيه الطبيب الاستشاري، وحين حان موعد دخوله غرفة الإيكو قال له الموظف: هل معك شخص، فاضطرب المريض وذهب يبحث عن شخص يساعده وهو لايعرف أن الإيكو ليس أكثر من جهاز سونار، وهنالك أمرأة ذهبت إلى أحد الأطباء في منطقة العطيفية فطلب منها إجراء بعض الفحوصات لاجل تشخيص حالتها وحين جلبت النتائج هز رأسه وبقي ينظر يمنياً ويساراً ويقلب نتائج الفحص، ومن ثم رفع رأسه إلى المريضة قائلا: “عندك أطفال؟ فأعتقدت المريضة أنها مصابة بمرض مميت وبدأت تتوسل الطبيب وترجوه إعلامها عن موعد نهايتها المحتومة ونوع المرض المصابة به، وبقيت طريحة الفراش أياما حتى تأكدت أنه سؤال روتيني وقد أخطأ الطبيب في طريقة طرحه، وقبل أيام راجعت أنا أحد الأطباء في عيادته وهو من الأطباء المشهود لهم في معالجة الأنزلاق وبدأ يطرح علي اسئلته، ومع نهاية كل جواب كان يقول: هذا مؤشر سلبي مع إيماءات تدل على أن الحالة متفاقمة وبعدها قال: أمامك ثلاثة خيارات  الأول أن تجري تداخل جراحي يكلفك (5) ملايين دينار، والخيار الآخر أن تشتري حزام طبي كوري الصنع بسعر (600)  الف دينار نحن نوفره من مصادره المضمونة أو تكتفي بالمسكنات فقط وكان الخيار الثاني الأقرب للتنفيذ لانه الأيسر لي فأن تُجلد بنصف مليون دينار خير من أن تجلد بــــ( خمسة ملايين دينار)وما تزال ذاكرتي لا تنسى المريض الذي راجع أحد الأطباء في محافظة كربلاء في 1986 فقال له الطبيب بالحرف الواحد: بقي لك من هذه الحياة “ثلاثة أيام فقط” لانك ستموت. بعدها عاد المريض إلى أهله وطلب حضورهم ووزع ميراثه على جميع المستحقين ودفع ديونه وسعى بجهود حثيثة لاصلاح نفسه ومصالحة أقاربه وجيرانه وأصدقائه كما أنه دفع ما فاته من الصوم والصلاة وحاول جاهداً تقديم هدايا لبعض الأيتام وحجز معدات الفاتحة وجهز مفردات الطعام، ومع حلول اليوم الثالث ارتدى ملابس بيضاء وتمدد على سريره ووضع رأسه تجاه القبلة، إلا أن ملك الموت لم يأتيه وبقي عشرة ايام. راجع بعدها أحد الأطباء وحكى له قصته فقال له الطبيب: أنت اصحى مني ولا مؤشر على موتك.
المريض زار مجلة ألف باء الغراء التي نشرت شكواه وبحسب علمي أن الوزير أمر بمعاقبة الطبيب ونقله إلى مكان آخر، لكن اموال المريض التي بذخها لم ترجع اليه مطلقا وتبقى طريقة تعامل الطبيب مع المريض أفضل علاج له مما يساعده على تجاوز محنته.