18 ديسمبر، 2024 9:52 م

إيقاع الحياة والمودة في العراق

إيقاع الحياة والمودة في العراق

كل شيء في العراق يجري بإيقاع عجيب … بعضه يحدث بصورة عفوية تحببا في تقليعة جديدة تستهوي الناس وخير مثال عليها السدارة الفيصلية التي ارتداها المرحوم الملك فيصل الاول بعد ان خلع اللباس العربي والعقال والكوفية أملا منه في ان تكون السدارة عنوانا لزي عراقي يجتمع عليه العراقيون آخذين بنظر الاعتبار ان الدولة العراقية بمفهومها الحديث قد تشكلت ملامحها في عام ١٩٢١. لم يكن من المقبول اجتماعيا في ذلك الزمن ان يكون الرجل حاسر الرأس لذا فقد نجح الملك فيصل في مسعاه أيما نجاح حيث بدأ الافندية بارتداء السدارة والبدلة الأنيقة وربطة العنق فأصبحت السدارة عنوانا للتحضر والأناقة الرجولية . والى الان مازال بعض قراء المقام العراقي والعازفين في الفرق الموسيقية التراثية العراقية يرتدون السدارة الفيصلية تمسكا بعنوانهم العراقي الاصيل .

وبعد حوالي ٦٠ عاما انتشرت البدلة العسكرية ذات اللون الزيتوني لان العراقيين انذاك كانوا في حرب ضروس مع ايران  فكانوا اما عسكريين في الجيش العراقي النظامي او في احد فصائل الجيش الشعبي او منتمين الى حزب البعث . بل ان جميع الوزراء والمدراء العامين كانوا يرتدون البدلة الزيتوني انسجاما مع الجهد الحربي في مقارعة ايران على مدى ٨ سنوات .

وما ان جاء الاحتلال وسقطت الدولة العراقية في عام ٢٠٠٣ ازدهرت تجارة الخواتم التي يرتديها الرجال ذات المدلول الديني مقرونة بالطمغة السوداء المزرقة في اعلى الجبين في محاولة للايحاء بورعهم وتقواهم.. وقلما اجد الان احد المسؤولين العراقيين ممن تخلو أصابعه من الخواتم العديدة . تفحصت الكثير من الأصدقاء والأقارب ممن لم يتركوا فرضا واحدا من الصلاة  ولدهشتي لم اجد عند احدهم مثل هذه الطمغة في الجبين .

وفي نفس الفترة تقريبا كفر احد العراقيين يوما باستخدام كلمة “منور” في الفيسبوك … فانتشرت هذه الكلمة وأصبحت كالنشيد الوطني لجمهورية الفيسبوك العراقية حيث لا يجد العراقي ما يصف به قرينه العراقي سوى كلمة “منور” .. وفي هذا شي من الخواء الفكري حيث تغيب عن الذهن عشرات المفردات الجميلة التي من الممكن ان نصف فيها الإعجاب و “نلزك” بكلمة واحدة .

كل ماذكرته أعلاه اما اصبح بذمة التاريخ او مدعاة للضحك والتندر كالخواتم  وكلمة “منور” ولا تهمني فعلا ولكن الإيقاع العجيب الذي  اثار حفيظتي في اليومين الأخيرين هو ظهور زبانية الفساد والشر على وسائل الاعلام  في إيقاع متلازم ومتزامن متجسدين في أشخاص المعتوه التائه ابراهيم الجعفري والذئب الحقود موفق الربيعي( شهبوري)  والفطحل عباس البياتي خريج كلية العلوم السياسية بمعدل ٥٤٪ ليتهموا ألمانيا بسرقة الكفاءات العراقية او لينصحوا الشباب العراقي بعدم الهجرة من العراق خوفا على ضياع العقول العراقية .

قديما قالوا ” اذا لم تستح فاصنع ما شئت” .. يبدو ان قطرة الحياء قد سقطت عن وجوه هؤلاء الأشرار بعد ان أتخم الفساد والمال الحرام والانقياد لكبيرهم الذي علمهم السحر المالكي الدجال..أتخم و عطل مراكز التفكير السوي في عقولهم فبدأوا يهذون في إيقاع عجيب متزامن بما يدعو للدهشة… مثل شعار المالكي انه مختار العصر وانه سيقتص من قتلة الحسين (ع) .

ان تصريحات هؤلاء الرعاع تزيل اي إمكانية لحدوث  إصلاح جذري بوجود مثل هذه الشرذمة من اللصوص والافاقين الذين أوصلوا العراق الى ما هو عليه الان . لن نتطلع الى السماء بانتظار حدوث معجزة لان زمن المعجزات قد ولى.. سنتطلع الى ساحة التحرير وكل مراكز الاعتصام والمسيرات في عموم العراق لتقلب السحر على الساحر فيعلن العراقيون الشرفاء ان لا مكان بعد الان لهولاء الحثالات .