23 ديسمبر، 2024 3:49 ص

إيران کما يجب لها أن تکون

إيران کما يجب لها أن تکون

ليس هناك من شك بأن النظام السياسي القائم في إيران يعتبر من أکثر الانظمة التي تستخدم الاساليب و الممارسات القمعية التعسفية ضد الشعب، خصوصا وإنها تعتمد على فکر و رٶيا دينية متشددة ترفض الآخر رفضا قاطعا ولاتسمح بأي فکر أو رٶى مختلفة عنه، وقد وصل الحال بالمرأة الايرانية في ظل هذا النظام”بعد أن کانت تتمتع بمکانة مميزة نوعا ما بين نساء الشرق”، أن تم حرمانها من الکثير من الحقوق و الامتيازات الى الحد الذي لم يعد يسمح لها بمواصلة دراستها في العديد من المجالات الدراسية کما يحظر عليها ممارسة العديد من الاعمال و المهن بسبب جنسها، هذا الى جانب الحرمان الکبير الذي يعاني منه الشباب الايراني بسبب قوائم المنع و المحظورات بحيث صارت حياته بمثابة جحيم لايطاق.
ليس المهم أن تعلن رفضك لنظام او نهج او اسلوب سياسي ـ فکري و تجاهر بذلك، لکن الاکثر أهمية من ذلك هو أن تبادر لإعلان البديل الذي يحل مکانه و يصحح و يعدل من أخطائه و مساوئه، لإننا وفي بلدان العالم الثالث أبتلينا وللأسف بأحزاب و جماعات معارضة تطرح شعارات حماسية تلهب الاحاسيس لکنها في نفس الوقت تفتقر لبرامج سياسية بديلة يمکن أن تنقذ الشعب من محنته و أوضاعه السيئة، وکما رأينا و نرى فإن البديل الفکري و السياسي و العملي و الواقعي القائم لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية هو المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و الذي أثبت دوره و مکانته بجدارة و إقتدار.

التصدي للنظام الديني القائم في إيران، نهج دأبت عليه زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، و کانت السباقة في مختلف المناسبات و على العديد من الاصعدة من أجل فضح مخططات و أساليب هذا النظام التي تهدف الى القضاء على کل ماهو إنساني و حضاري و جعل إيران کلها داخل سجن مظلم يتسم بالکئابة و الوحشة، وقد نبهت المجتمع الدولي الى حقيقة مايجري في إيران من ممارسات بربرية همجية قرووسطائية رجعية متخلفة بحق الشعب الايراني و طالبت المجتمع الدولي مرارا و تکرارا بأن يضطلع للقيام بواجباته و يبادر للعمل وفق آلية تقوم على أساس إحالة ملف حقوق الانسان في إيران الى مجلس الامن الدولي، والحقيقة التي يجب أن ننتبه إليها إن السيدة رجوي في الوقت الذي کانت قد دعت في عهد الرئيس السابق أحمدي نجاد الى إحالة هذا الملف و حذرت من إن النظام سوف يوغل أکثر في ممارساته القمعية الدموية لو إستمر موقف الصمت و الامبالاة الدولية تجاه ذلك، وقد صدق حدسها ذلك إن عمليات الاعدامات قد تضاعفت بصورة غير مسبوقة خلال الفترة الرئاسية الاولى لحسن روحاني(الذي يزعمون إنه معتدل و إصلاح)، کما إن عمليات التعذيب و إنتهاکات حقوق الانسان فاقت کل التوقعات و الانکى و الاکثر سخرية هو إن روحاني و بدلا من أن يبادر لإدانة ذلك و العمل على وضع حد له فإنه يقوم بتبريره و على إنه أمر ضروري للنظام.

المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، والذي يعتبر البديل الفکري ـ السياسي الجاهز لهذا النظام، دأب طوال الاعوام الماضية على التأکيد على کذب و زيف شعارات الاعتدال و الاصلاح التي يتم إطلاقها من جانب قادة و مسٶولي هذا النظام و شدد دائما على أفکار و مبادئ و توجهات تنبع من واقع مصلحة الشعب الايراني و بسياق يخدم اللسلام و الامن و الاستقرار في المنطقة، وبهذا السياق حري بنا أن نشير الى الموقف الفکري ـ السياسي الشجاع و الجرئ الذي أعلنته مريم رجوي، وفي معرض ردها على النهج الدموي القمعي للنظام عندما أعلنت عن مشروع المقاومة الايرانية لإيران المستقبل بشأن القضايا المتعلقة بالاعدامات و التعذيب و إنتهاکات حقوق الانسان حيث أکدت على لسان الشعب الايراني و المقاومة الايرانية بإن” مشروعنا لمستقبل هو إيران بلا تعذيب و إعدام وانهاء التعذيب وأي ضرب من ضروب انتهاكات الحقوق في إيران. إن المقاومة الإيرانية قد أعلنت ومنذ سنوات أنها تريد الغاء عقوبة الإعدام. إن مشروعنا هو إحياء الصداقة و التسامح و الاخوة. وإن مشروعنا للمستقبل، إستئصال أحکام شريعة الملالي. إننا نرفض قانون الجزاء اللاإنساني المتبع في هذا النظام و غيره من القوانين المناقضة لحقوق الانسان”، کما إن السيدة رجوي قد أکدت أيضا في تصريحات و مواقف أخرى من إن إيران المستقبل و کما يحلم بها الشعب الايراني و المقاومة الايرانية هي إيران مسالمة خالية من الاسلحة النووية و تحترم سيادة الدول الاخرى و لاتتدخل في شٶونها و تعمل مابوسعها من أجل إستتباب السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و العالم، وهذه هي فعلا إيران کما ينبغي لها أن تکون، وهي إيران التي ستکون لها دورا کبيرا و مميزا في إستتباب السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و العالم.