الحرب على الفلوجة ،لم تكن حربا نظيفة ،كما يدعون ، و(لا معركة عراقية بإمتياز)،وإنما كانت حربا بين اهل العراق وإيران بكل ماتعنيه الكلمة من معنى يغيب عن الكثير من العراقيين عمدا ،ويشخص في عيون الشرفاء ، وادلتنا كثيرة سنعرضها لاحقا، ولكن لنتابع مجرى المعركة الافتراضية ، بغض النظر عن وجود تنظيم داعش ،الذي يعتبر الفلوجة معقلا مركزيا له لقربها من بغداد ، والذي لايبرر ابدا هذه الحرب ،التي يدفع ثمنها الابرياء من مواطني الفلوجة ،ممن هم اصلا يرفضون داعش ويقاتلونها ، وتتعامل معهم حكومة العبادي وميليشيات الحشد الشعبي ،على ان كل اهل الفلوجة، هم داعشيون ،تماما كما ينظرون الان ويعلنون، ان جميع اهل الموصل هم داعشيون وداعمون لداعش، وهذه والله فرية هدفها الابادة ،واذلال اهل المدن التي يسيطر عليها تنظيم داعش، وفرصة للانتقام والثأر الطائفي والحقد التاريخي من اهلها ، كما تحمل شعارتهم وتصريحات قادتهم، وهتافات كلابهم، ونباح اعلام ايران الفارسية وقادتها ، فمعركة الفلوجة ، انطلقت لتحريرها من تنظيم داعش، التي ادعى العبادي وقادته وجود (900) عنصر من داعش يقاتل هناك ، فيما جيشت حكومة العبادي مع الطيران الامريكي والعراقي الاف مؤلفة من المقاتلين، والآفا اخرى من الميليشيات الايرانية الطائفية، بقيادة هادي العامري وابو مهدي المهندس ، واشرف عليها قاسم سليماني وقائد القوات البرية الايرانية محمد كربور وحرسه الثوري بإعتبار الميليشيات (حرس ثوري عراقي مرتبط بأوامر الحرس الايراني وقادته )،
ودارت المعركة على تخوم الفلوجة ، وهلل رئيس البرلمان وزار جبهات القتال مع العبادي ،واطمئن على (الانتصارات )، وبعدهم بيومين توالت الزيارات الكارتونية الطائفية الى ساحة المعركة ، فحضر عمار الحكيم ونوري المالكي بطل سبايكر وتسليم الموصل وتكريت لداعش، ورهط من العمائم القميئة الفاسدة الحاقدة المتشفية (خسئت).بما حل ويحل باهل الفلوجة الكرام، على ايدي ميليشاتهم القذرة ،من سرايا الخراساني وقوات بدر والعصائب وحزب الله اللبناني والعراقي ، وشاهد العالم كله ،كيف تنحرهذه الميليشيات الطائفية ،شباب الفلوجة الابرياء ،وتعتقل شيوخهم ونسائهم الهاربين من جحيم داعش وظلمها واجرامها ، وهكذا مارست حكومة العبادي، بوصفها المسئولة عن هذه الميليشيات الابادة الجماعية في الفلوجة ، ورمي اطنان من الصواريخ والقذائف الثقيلة والبراميل المتفجرة، والقصف الوحشي على مدار الساعة ،على مساحة صغيرة جدا، لاتحتمل كل هذا العمل العسكري الوحشي الجبان،علما ان وجود داعش داخلها لايبرر ابدا محوها من الخارطة، وقتل شعبها واهلها ،ببشاعة وسادية منقطعة النظير ، وهكذا هبت الاصوات الرافضة ،لهكذا عمل بربري وحشي ضد ابرياء اسرى عند داعش، يدفعون ثمن جبن وتخاذل حكومة، لا تستطيع حمايتهم وتحريرهم وتخليصهم من داعش ،وسط صمود اسطوري لاهل الفلوجة ،ضد داعش الذي رفضوا مبايعته ،وضد قصف التحالف البربري الامريكي ، وقصف الميليشيات الايرانية، وجيش العبادي ،الذي يعلن انتصارات وهمية على الاعلام والورق فقط ، ويتوعد بتحرير قريب للفلوجة ، الا انه وبعد هزيمة له ولميليشياته التي تحطمت على اسوار الفلوجة ، واندحرت عسكريا وفشلت بإقتحامها ، اعلن العبادي توقف معركة الفلوجة ،والسبب (خوفه على المدنيين )، يا لبؤس هذا التصريح المفضوح ، وهو لم يعلن الهزيمة بنفسه ،اعلنها وغلفها بكذبة واضحة وخجولة ،هي خوفه على المدنيين الابرياء ،الذين تسوقهم ميليشياته حاشاهم (سوق الغنم ) الى مقصة الموت ، ولم ير ويسمع ويشاهد ،كيف ساقت ميليشيات قاسم سليماني وهادي العامري رتلا من الشباب ونحرتهم كما تنحر الشياه ،تماما كما يفعل داعش ،وبهذا تشاركه في التوحش البربري ، ويؤكد مقولتنا ان داعش والميليشيات ،هما وجهان لعملة واحدة، ونحن نقصد هذا تماما ونعنيه، لايماننا ان ايران هي من يدير داعش والميليشيات ، فوجود سليماني قائد الميليشيات والحرس الثوري، ومحمد كربور قائد الجيوش البرية الايرانية في الفلوجة ،يثبت ان المعركة عراقية –ايرانية ، ويؤكد كذب حكومة العبادي وقطيع الاحزاب الطائفية ، ان ايران لاتشارك في المعارك في العراق بحجة محاربة تنظيم داعش الارهابي، ويؤكد حقيقة اخرى، ان امريكا وايران هما شريكان اصيلان في الحرب على الفلوجة والمدن الاخرى التي تقع تحت سيطرة داعش ، وتستخدمها ايران وامريكا لتدمير المدن (السنية ) ،وما يجري في الفلوجة خير دليل على ذلك، اذن هو مخطط تآمري لتدمير العراق، وتقسيم العراق، واشعال الحرب الطائفية فيه، وادخاله في الفوضى الامريكية الخلاقة لقرون طويلة ،ان معركة الفلوجة افرزت حقائق عسكرية واجتماعية على الارض يمكن توضيحها ،اولى هذه الحقائق،ان امريكا سمحت لايران باحتلال العراق ومشاركتها في قتل العراقيين وتدمير بلدهم، علما ان قاسم سليماني ارهابيا ومطلوب عالميا ،فكيف سمحت له ان يقود معركة الفلوجة (كما صرحت ايران نفسها )،
ورفضت ان يزور روسيا العام الفائت، اليست هذه ازدواجية المعايير الدولية والضحك على الذقون، والحقيقة الاخرى ان الفلوجة، ضربت مثلا اسطوريا في التصدي والصمود ،بوجه أعتى هجمة بربرية عسكرية ضد ابنائها الابرياء ،استطاعت ان تهزم امريكا وايران معا ، والحقيقة الماثلة امامنا ، هي ان لايمكن لجيش العبادي وميليشياته وامريكا وايران ان يهزما،الشعب ، نعم يدمرون ويقتلون غدرا وغيلة ،ولكن لايمكنهم هزيمة الشعب، بحجة القضاء على داعش، وهذا درس جديد لهم ، ان من يفكر بهزيمة الشعب العراقي في الفلوجة ،لابد ان يفكر ،كيف سيتكرر المشهد ذاته في معركة الموصل، ان هزيمة العبادي وميليشيات ايران هي هزيمة للمشروعين الامريكي والايراني في العراق، وان من يريد ان يهزم ارهاب داعش وتنظيمه ،عليه ان يحترم ويحافظ ويكسب اهل الفلوجة والموصل ولا يعاملهم على انهم حاضنة داعش او انهم داعشيون ، ففشل العبادي وامريكا هو انهم خسروا الحاضنة الرئيسية في الفلوجة والموصل ، بتجويعهم وقطع ارزاقهم ورواتبهم والادوية عنهم ومحاصرتهم بكل شي ، ورمي الاف الاطنان من القنابل والبراميل عليهم ،وتدمير البنى التحتية لمدنهم، وهذا احد اهم اسباب خسارة العبادي وامريكا ،في معاركها ضد تنظيم داعش، والاستحالة القضاء عليه ، وطرده من المدن التي يسيطر عليهم،او المعارك التي يخوضها الجيش ضدهم فيها ، عندما تكسبوا الحاضنة تربحوا المعركة اية معركة ، وبدونها سترافقكم الهزائم، وتقوى داعش وتتمدد على حساب اخطاؤكم الكارثية ، هذه الحقائق هي وراء هزيمة الجيش والميليشيات وامريكا وايران في معركة الفلوجة ،والتي قدمت حكومة العبادي الاف الضحايا والقتلى، بلا ادنى تقدم يذكر، الفلوجة تقاتل باهلها لا بعناصر داعش ايها الحمقى الاغبياء، معركتكم لم تكن نظيفة كما تدعون، ولم تكن، الا حربا طائفية بامتياز، تقودها ايران وامريكا للثأر من اهلها البواسل ، وليس هدفها هزيمة داعش والارهاب كما تبرر وتحشد العالم، وانما لتحقيق اهدافها ومشاريعها في المنطقة بدعم ومشاركة ايران ، هذه هي حقيقة هزيمة إيران والعبادي في معركة الفلوجة،التي لم يجرؤ البوح بها واعلانها ،خوفا من اسياده الامريكان،
ولهذا اعلنت ادارة البنتاغون تغيير المنسق الجنرال ستيف وارن المشرف على حرب الفلوجة ،بجنرال اخر هو كريستوفر ،ليحل محله للفشل الامريكي في معركة الفلوجة والانهيارات العسكرية التي شهدتها ، وصمود وبسالة اهلها ، وتحصيناتهم الدفاعية التي اذهلت الاعداء والاصدقاء معا ، واصرارهم على عدم الخروج من المدينة حتى يهزم الجمع الكافر كله، وعندها تطرد الفلوجة تنظيم داعش وتهزمه برجالها ، معركة الفلوجة يا سادة ، معركة تاريخية باسلة ، ستدرس صفحاتها في العلوم العسكرية ، لانها اثبتت ان العقل العسكري العراقي،رغم كل شي، فهو العقل الخارق الذي لا تهزمه كل جيوش الارض، وما تنظيم داعش الا حالة طارئة ،ستزول حتما كما ازيلت من مدن العراق الاخرى ، وستندثر اكيد لانها ولدت لتموت ، وولدت وهي تحمل موتها بيدها ، ومن يدعى غير ذلك اما جاهلا او غبيا، لايقرأ التاريخ جيدا، واجزم ان العراقيين هم من يكتب التاريخ ويقرأه ويصنعه ،هكذا هي الفلوجة الان ،تكتب التاريخ وتصنعه ليقرأه العراقيون بعد الف عام ، امريكا وايران وداعش والميليشيات ينتحرون في الفلوجة ، الفلوجة تهزم اعداءها ….