14 أبريل، 2025 11:46 م

إيران ومفاوضات الفرصة الآخيرة…!!

إيران ومفاوضات الفرصة الآخيرة…!!

يحبس العالم أنفاسه، وهو ينتظر بفارغ الصبر نتائج المفاوضات المباشرة ، بين أدارة ترمب وبين حكام إيران،قبل أن يعلن الرئيس ترمب إنطلاق حملته العسكرية الأضخم في التاريخ ضد إيران،في حال فشل المفاوضات،ورفض طهران تنفيذ شروط ترمب التعجيزية ،والتي يصرّ عليها ، ومنها ، تفكيك المفاعلات النووية العسكرية، والصواريخ الباليستية،وحل الحشد الشعبي العراقي الولائي،ونزع سلاح الفصائل الولائية العراقية، التي تأتمر بأوامر الولي الفقيه مباشرة،إذن نحن أمام لحظة تأريخية فاصلة بين زمنين، زمن ماقبل المفاوضات، وزمن مابعدها،وجميع الدلائل تشير الى أن الرئيس ترمب ،ماضٍ في تنفيذ شروطه التعجيزية بالنسبة لطهران، وإخضاع طهران لها، ولو بالقوة العسكرية، كما أعلن بنفسه عدة مرات،بخوض حرب عالمية ثالثة،في الشرق الاوسط من أجلها،تكون ساحتها الاولى العراق،قبل أن تنتقل الى الأراضي الايرانية ،بعد أن أرسلت إدارته ،الأساطيل والبوارج الحربية ،وحاملات الطائرات العملاقة، وطائرات b2))ألشبحية النووية في جزيرة ديغو غارسيا، وقد وصلت جميعها الى المنطقة، مع تحشيد الجيش الامريكي في قواعد الخليج العربي، بقطر والبحرين والكويت والسعودية وغيرها،وحرير وعين الاسد في العراق بشكل غير مسبوق ،وكل هذه الحشود في إنذارات(ج) القصوى،في المقابل، تعلن طهران، جاهزيتها القصوى لمواجهة أي تهديد امريكي – اسرائيلي لاراضيها،معلنة عن الحصول على اسلحة ايرانية حديثة خارقة مثل (بلازما ضوئي، ومدينة صواريخ تحت الارض) ،جاهزة لردع العدوان الامريكي،وطهران عوّلت سابقاً على أذرعها وفصائلها الولائية في لبنان والعراق وسوريا واليمن ،في مواجهة امريكا واسرائيل بالإنابة عنها ، وتأجيل المعركة داخل أراضيها وكسب الوقت، وقد فشلت بعد أن  تم تدمير حزب الله ،وانصار الله في اليمن، والقضاء على نظام الاسد في سوريا، وإعلان الفصائل العراقية الولائية (نزع سلاحها) حسب وكالة رويتر، أو تحييدها، بعد أن أعلن الحرس الثوري الإيراني، أنه سمح للفصائل أن تتصرف بنفسها ،ويترك لها حرية القرار، أي بمعنى (تخلّت عنها)، وباعتها لمصيرها ، كما باعت حزب الله والاسد والحوثي،وحصل ماحصل لهم من تدمير وخراب وقتل قادتهم،لم يبق لإيران إذن إلاّ التفاوض المباشر مع ترمب، لحفظ ماء الوجه، وربما أدركت أن حلفاءها قد تخلوا عنها ،كروسيا والصين وغيرها،نعم إيران الان تعيش عزلة دولية قاتلة ، وحيدة بمواجهة اكبر قوة عسكرية في العالم، هي أمريكا وحلفاؤها الاوروبيين وبريطانيا واسرائيل،ودول الخليج العربي وتركيا ومصر والاردن،فما قيمة المفاوضات، أن لم يحقق الرئيس ترمب شروطه ،ويبعد خطر مفاعلات ايران عن مصالح امريكا وشركائها،في المنطقة والعالم،الرئيس ترمب الآن في لحظة تاريخية، وامام أمتحان مصيري، هو وادارته ،إما أن ينفّذ وعده ،ويفرض شروطه التي أعلنها لطهران، وإما سيسقط ام الشعب الأمريكي والعالم ، لاسيما وأن التظاهرات الغاضبة ضده، في عموم الولايات الامريكية تهدّد مستقبله، فليس أمامه سوى نجاح المفاوضات في مسقط، وإخضاع طهران لشروطه، فهل يتحقق له هذا الحلم،أم يتراجع، أعتقد ليس أمامه سوى الذهاب الى النهاية، في مواجهة طهران ومفاعلها النووي،ولابديل سوى ذلك،وهو الذي حشد لها، بما لم يبسق لأمريكا مثل هذا التحشيد في تاريخها كله،فما الذي سيقوله مبعوث ترمب ستيف ويتكوف ،لعراقجي وزير خارجية إيران في مسقط،قطعاً المفاوضات ستكون صعبة جدا للمفاوض الأمريكي، وذلك لما يتصف به المفاوض الايراني، من تضليل وتسويف وعناد ومراغة فائقة، في التفاوض، وهذا معروف لإيران عبر التاريخ، لذلك سيعمد المفاوض الإيراني، لإطلاق سلسلة من التصريحات لتخويف الجانب الامريكي،مثل(أن ايران تحرّم النووي، لكن ستمارسه عند الضرورة)،دون أن يفصح عنها،أو (ايران صنعت سلاح البلازما الضوئية) الخارج الذي لاتمتلكه أمريكا،أو( لدينا مدينة من الصواريخ الجاهزة للانطلاق في أنفاق تحت الارض)، وهي بالونات تعودت عليها أمريكا وإسرائيل، وأثبتت كذبتها الحرب في لبنان والحوثي، والقصف الاسرائيلي لمنشآت ايران،هذا كل ماتمتلكه إيران ،لمواجهة الحاملات والبوارج والصواريخ الذكية ،وطائرات الشبح النووية وووو، ايران تعلم جيداً أن المعركة مع أمريكا واسرائيل خاسرة،غير متكافئة عسكرية، لهذا تماطل وتناور، لتمريرعاصفة ترمب بكل طريقة،وتنحني لها في مفاوضات تسميها غير مباشرة، وهي مباشرة لحفظ ماء الوجه كما يقال،لكن في كل الأحوال،المفاوضات لاتغيّر من إصرار الرئيس ترمب، على المضي في تغييرات جيوسياسية في الشرق الأوسط ،تعيد رسم خريطة المنطقة جغرافياً برمتها، وفي المقدمة منها إيران، بوصفها الخندق الأخير الذي يقف بوجه مشروع أمريكا وإسرائيل ،في إقامة شرق أوسط كبير تديره وتشرف عليه أمريكا،وما يعنينا اليوم في معركة ترمب – خامنئي السياسية  التفاوضية في مسقط، أنها ستقرر مصير المنطقة كلها،فهل العراق بمنأى عن هذه الحرب، وماموقف حكومته وإطارها التنسيقي من الحرب إن حدثت،هذا ما يهمنا كعراقيين، نعيش لحظة حرب تدميرية، في المنطقة، وبقراءة بسيطة للمشهد السياسي العراقي، وموقفه من التفاوض الامريكي – الايراني، هناك من يريد التغيير السياسي في العراق ،وانهاء هيمنة (مكون واحد) وسلاح منفلت،وتهميش واقصاء تام لاهم وأكبر مكونين (السنّة والكورد)،وهو مع التغيير الامريكي قلباً وقالباً،ولكن بالطرق السلمية وانهاء سطهوة ايران واذرعها في العراق،والجميع يعلم ان العراق سيكون ساحة اولى لحرب ترمب –خامنئي، لسبب ايضا بسيط ان طهران تعوّل على فصائلها المسلحة الولائية،التي ترفض نزع السلاح،وهي تمتلك أسلحة متطورة ،وصواريخ ،وطائرات مسيرة ،لايملكها حتى الجيش العراقي نفسه،في اشغال امريكا وجيشها في العراق،بعد أن هددت هذه الفصائل بشكل مباشر ،القواعد والمصالح الامريكية ،ليس في العراق فقط ،وإنما في عموم المنطقة ،بدءً من العراق ،وهذه التهديدات حقيقية جاءت على لسان قادة الفصائل، وقادة الاطار التنسيقي،وقد فشل رئيس الوزراء محمد السوداني ،في تحييد الفصائل أو نزع سلاحها ، رغم ما بذله من جهود كبيرة منذ شهور ،ولم ينجح في ثنيها عن رفض الإنصياع له، وأصرت أن تأخذ قرارها من المرشد الايراني فقط، وتصرّ على مواجهة أمريكا في العراق ،حقيقة لا أحد يستطيع التكهن بنتائج المفاوضات، لحساسيتها ، وتعقيدها وخطورة مستقبلها على المنطقة والعالم أجمع، فهي مصيرية بكل معنى الكلمة، وقد تحدّد مستقبل العالم ، فإما لحرب عالمية لاتبقي ولا تذر، يكون الخاسر فيها اولاً العراق ،وثانيا دول الخليج العربي وسوريا والاردن ، ومن ثم إيران ،حرب وجودية بالنسبة لإيران وفصائلها واطارها التنسيقي في العراق،في حين تكون حرب التغيير الجيوسياسي ومشروعها الكوني الامريكي ، وإستكمالاً لما بدأته هي وإسرائيل في غزة ولبنان واليمن وسوريا، وجاء دور العراق، قبل أن تنتقل الى الخندق الايراني الاخير، وتكون قد حققت نصرها التأريخي، في القضاء على بؤر الإرهاب في المنطقة ،وآخر محور من محاور الشرّ، حسب استراتيجيتها وشعارها المعلن،إذن العراق أمام مصير مجهول في الحالتين، نجاح أو فشل المفاوضات،فهو يعيش في قلب العاصفة الأمريكية – الأيرانية،مضطراً، وسيدفع فاتورتها هو وحده لاغيره،بسبب إصرار الطرف الموالي لإيران ،على أن يكون جزء من الحرب مع إيران ضد امريكا، والجميع يعلم أن العراقيين ،بكل طوائفهم ومكوناتهم ضد الحرب، يرفضون التخندق لامع أمريكا، ولا مع إيران، في حرب ليست لاناقة لهم فيها ولاجَمل ….والله يحفظ العراق واهله !!!