23 ديسمبر، 2024 12:28 م

 إيران ودولة العبادي الميليشياوية

 إيران ودولة العبادي الميليشياوية

اثبتت احداث ديالى والمقدادية بالذات ان العراق دولة ميليشيات طائفية مسلحة ،وليس دولة مؤسسات مدنيه تقف وراءها ايران بكل ثقلها العسكري ،لتنفيذ مشروعها الكوني الديني التوسعي في التشيع الصفوي ،وتصدير الثورة  التي اراد تصديرها خميني للعراق في ثمانينيات القرن ألماضي وفشل بعد ان تجرع خميني نفسه وبيده كأس السم العراقي،فلماذا اختارت محافظة ديالى ومدنها ،مسرحا لجرائمها ومبتدأ لتنفيذ مخططاتها ، وماهي المحافظة التالية هل هي بغداد ام غيرها ولماذا ؟هذا هو السؤال. ان ما جرى في قضاء المقدادية في محافظة ديالى هو الصفحة الاولى ،في المخطط الايراني ألجديد وهو توطين اكثر من نصف مليون ايراني وأفغانستاني في ديالى واقضيتها ونواحيها وقراها، وحزام بغداد ،ووسط بغداد الى سامراء هو الصفحة الثانية والأخيرة والهدف هو افراغ المدن القريبة من الحدود الايرانية –العراقية من مكوناتها الاساسية من المكون السني الذي يمثل النسبة الاعلى ، اي دمج الحدود العراقية مع الحدود الايرانية وإعلان بغداد عاصمة الامبراطورية الفارسية (خسئوا)كما اعلن قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري قبل اشهر مضت، كون محافظة ديالى هي الاقرب لحدودها الدولة ، اذن المخطط اصبح واضحا، والتوقيت اصبح ملائما والتنفيذ اصبح واجبا ،كيف، لقد تم رفع الحصار الاقتصادي الدولي عن ايران ، وتم تأسيس الحرس الثوري العراقي الغير معلن (باسم الحشد الشعبي)وهو عبارة عن الميليشيات الايرانية تسليحا وتدريبا وتمويلا عددها (54)ويأتي في مقدمتها فيلق بدر وعصائب اهل الحق وحزب الله العراقي وكتائب الامام علي وسرايا السلام وسرايا الخراساني وغيرها، وعملية المقدادية مثالا،ان ما جرى في المقدادية على يد الميليشيات بدر والعصائب وحزب الله العراقي وعناصر الحرس الثوري الايراني (قتل جنرال ايراني من الحرس الثوري في معارك المقدادية كدليل على مشاركة الحرس في معاركها)، يعد بحق ابادة جماعية ،وتطهير عرقي وطائفي بامتياز ،فقد هدمت جوامع ومساجد المقدادية بأكملها، وقتل ابناؤها على الهوية ،وهجَر اهلها ، وفجَرت بيوتها وأحرقت ، وان اعترافات رئيس مجلس النواب بان من قام بهذه الاعمال الاجرامية (معلوم ومعروف ولدينا اسماؤهم)، هو دليل على ان الميليشيات اقوى من السلطة والبرلمان ، وان رئيس مجلس النواب لا يجرؤ على تسمية قادة الميليشيات بأسمائهم وأسماء ميليشياتهم، ولا يجرؤ ايضا على تسمية وإعلان من يقف وراء هذه الميليشيات وهي إيران ماذا يعني هذا ،يعني ان مجلس النواب وحكومة العبادي لا تمتلك اية سلطة او قوة او حتى الاعلان عن الجهات التي تقف وراء تفجير وإشعال الحرب الطائفية في ألعراق خوفا منها، وان قيام قادة الميليشيات بمنع رئيس البرلمان ورئيس الوزراء من دخول قضاء المقدادية هو وصمة عار في جبين الحكومة والبرلمان ، وكان على سليم الجبوري ان يعلن استقالته فورا ،او تعليق عمله وعمل كتلته في البرلمان والحكومة،اما حيدر العبادي فلا عتب عتب عليه ، لأنه هو من يدعم الميليشيات وشرع وجودها وأفعالها عندما (ضمها) الى القيادة العامة للقوات المسلحة وأصبحت جزء من منظمة وزارة ألدفاع بالرغم من انه ووزارة الدفاع ،ليس لديهم اية سلطة على هذه الميليشيات وقادتها فهم يأتمرون بأوامر قاسم سليماني ومرشده الاعلى (ولا تشتريهم بفلسين)،ان احداث المقدادية وجرائم الميليشيات فيها، قد فضحت المخطط الايراني ،خاصة بعد ان منعت ادارة اوباما هذه الميليشيات من المشاركة في معارك تحرير الانبار والمدن الاخرى، وتحجيم دورها بشكل كبير في المعارك ودخول المدن ،والاعتماد على الجيش والحشد العشائري والشرطة في تحرير مدنهم، ان امريكا اوقعت ايران في فخها كما اوقعت العراق في فخ الحصار والعقوبات الدولة وباشرت في تفكيك ترسانته العسكرية كلها ومنها الباليستية والبيولوجية والكيماوية وغيرها، الان يتكرر نفس السيناريو مع إيران فاحد بنود الاتفاق النووي هو اطلاق يد ايران في المنطقة ،مقابل السماح بتفتيش المفاعلات النووية الايرانية العسكرية منها والمدنية ، دون اي اعتراض ايراني ، ورفع الحصار التدريجي عنها ، وهكذا انفلت عقال ايران التدميري ،وتدخلها العسكري في شؤون الدول العربية كالعراق وسوريا واليمن ولبنان والبحرين والكويت والسعودية وغيرها، من خلال خلاياها النائمة هناك،او من خلال ميليشياتها كالحوثيين وحزب الله اللبناني، ولكن هل بلعت ايران الطعم الامريكي ، نعم بلعته وأعلنت انتصارها الكاذب امس في شوارع طهران ، في مشهد مسرحي ودجل مفضوح لتضليل الشعب الايراني ، ان ايران انتصرت على (الشيطان الاكبر )، ولم تدر انها تغولت وضللت وكذبت على شعبها والرأي العام بتحقيق انتصار وهمي في معركتها مع مجلس الامن وأمريكا في توقيعها اتفاق المهانة والعار والذل ، فإيران خسرت اكثر (500) مليار وربحت (100) مليار هو فارق اسعار النفط وهبوطه، ثم انها خسر 5% مقابل 3،6 % من تخصيب اليورانيوم  قبل الاتفاق ،وسمحت بتفتيش دقيق لجميع مواقعها السرية النووية ، على رفع الحصار تدريجيا وإطلاق اموالها تدريجيا أيضا اذن سكرة ونشوة هذا النصر ستصحو عليه ايران بعد ان يقع الفأس وبالرأس وقالها اوباما في خطابه أمس( ان المجتمع الدولي وأمريكا ربحت ايران بلا قنبلة نووية)  ،وإننا (نجحنا في منع ايران الى الابد من صنع القنبلة النووية ) ، ماذا يعني هذا ،يعني ان ايران خسرت معركتها مع مجلس الامن في حين استطاعت الدول العظمى من تقليم اظافر طهران ومنعتها من تحقيق حلمها في صنع قنبلة نووية تهدد بها الدول العربية وتبتز العالم من خلالها، اضافة الى ان صفحات قاسية ستواجه طهران في تفتيش وتدمير منشآتها النووية حسب الاتفاق في الايام المقبلة ، وستطبق امريكا نفس سيناريو العراق في تدمير المنشآت النووية ،ايران نجحت في التوسع الافقي وفشلت في تحقيق حلمها في امتلاك القنبلة ألنووية وهذا ما يجرى الان في العراق ماهو الا هروب ايراني لتحقيق نصر خارج ايران ، وتصدير مشاكلها وأزماتها الى دول ألجوار وما اعلان احد قادة طهران من ان ايران الان (نجحت في تهيئة 200 الف شاب لصالحها في الدول ) وهم رهن اشارة المرشد الاعلى هو اعلان افلاس سياسي اكثر مما هو انتصار ايدلولوجي لتصدير ألثورة وقبلها سمعنا مثل هذا ان ايران الان تمتلك (10) ملايين حرس ثوري في كل العالم ، لكن ماهو في الواقع ان ايران تشعل الازمات للتقليل عن فشلها وفشل تصدير ثورتها ، ايران تقاتل بالإنابة عن طريق ميليشياتها في الدول ألعربية وتختلق الامات (ازمة نمر النمر) مع السعودية ايران دولة ضعيفة الان وتهديداتها (فاشوشية) ، وللتسويق الاعلامي فقط لان مشاكلها الداخلية وضعف جيشها وتسليحه العسكري لا يجعلها تنفذ ما تهدد به، هذا هو حالها الان ، اما ميليشياتها ،فتعبث في الدول العربية ،والعراق مثالا صارخا لجرائمها، ان مشروعها لن يلقى إلا الفشل في العراق وغيره، لسبب بسيط لان التحولات الدولية لا تسمح بتمدد ايران على حساب مصالحها، وان ظهور التحالف الاسلامي العسكري ،الذي تقوده السعودية وتركيا وباكستان ومصر والاردن ،بالرغم من عدم ظهور فعله الى العلن ،ولكنه بالتأكيد هو الضمان الاكيد لقطع اذرع الارهاب الايراني وميليشياتها في المنطقة، والدعم الامريكي وتبدل استراتيجية اوباما في محاربة الميليشيات الايرانية وتنظيم داعش معا هو نفس الاهداف التي اعلن التحالف الاسلامي العسكري عنها، لان الارهاب الايراني هو بالمحصلة يلتقي مع ارهاب داعش وجرائمهما وخطرهما على امن واستقرار العالم كله، ايران دولة راعية وداعمة وحاضنة للإرهاب ، ونفوذها في العراق مرتبط بالقضاء على الميليشيات وداعش معا وما اختطاف الامريكان الثلاثة في بغداد إلا الشعرة التي ستقصف ظهر الميليشيات الاجرامية الايرانية بعد ان دعمتها وسلحتها وسمحت بتواجدها وإنشائها ضد داعش ،انقلبت عليها الان ،وهذا ما تعمل عليه امريكا والتحالف معا ،العراق الان دولة ميليشيات بامتياز …