انهيار حكومة المالكي أصبح أمرا واقعا، بعد انسحاب وزراء التيار الصدري ووزراء التحالف الكردستاني ،و و وزراء القائمة العراقية(17وزيرا) من قبلهم،فما الذي بقي من الحكومة إذن ،ففي ظل تفجيرات دموية هائلة وانهيار امني مريع ،في كافة أنحاء العراق ،مع تظاهرات مليونية في اغلب المحافظات تطالب برحيل الحكومة وتغيير الدستور وإعادة التوازن الحكومي في الدولة ،وإلغاء قانون الطوارئ المسمى (4ارهاب)،وإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء في سجون الحكومة وهم بمئات الآلاف،وأمام هذه الفوضى في الوضعين الأمني والسياسي ،يدخل العراق في النفق الطائفي الذي تدفع به حكومة المالكي دفعا، لإشعال الحرب الأهلية الطائفية بعدم تلبيتها مطالب المتظاهرين ،وتطبيق شراكة حقيقية مع شركائه في العملية السياسية ،والتفرد بالقرارات وإقصاء الشركاء لصناعة دكتاتورية طائفية تحكم بالحديد والنار ،لذلك انبرى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى عمار الحكيم، وهما حليفان أساسيان في حكومة المالكي ودولة القانون ،بشن هجوم غير مسبوق على إجراءات المالكي الحكومية في معالجة مطالب التظاهرات وتأجيل الانتخابات في محافظتي نينوى والانبار ومواجهة الانهيارات الأمنية ،مهددين بالانسحاب من الحكومة ،وقد فعلها زعيم التيار الصدري وانسحب وزراؤه ،وقدم مع القائمة العراقية طلبا لاستجواب المالكي في مجلس النواب،واصفا البقاء في الحكومة ب(المضر للشعب ولا يمكن السكوت عليه)،وعلى الارض تضرب التفجيرات الدموية والاغتيالات والاعتقالات العشوائية بطول البلاد وعرضه ،حيث استخدمت الحكومة أسلوبا لقمع التظاهرات وهو إما بالاغتيال أو بالاعتقال لرموز التظاهرات، كما حصل في نينوى والانبار والحويجة وسامراء وديالى ،كما ضربت التفجيرات أحياء وشوارع العراق بعشرات السيارات المفخخة (20سيارة في بغداد وحدها عدا عملية السيطرة على وزارة العدل وتفجيرها )،وإزاء كل هذا التخبط السياسي والحكومي والفوضى الدموية ،نقول الى أين يذهب العراق بهكذا سياسيين مراهقين ،همهم الجاه والسلطة والقتل ونهب ثروات البلاد ،العراق يحتضر، ويتجه نحو الحرب الأهلية الطائفية بسبب إصرارهم على إشعالها بكل الوسائل (الطائفية لا توجد إلا لدى أحزاب السلطة والحكومة بتعاملها مع فئات الشعب)،ومن يتابع تصرفات حكومة المالكي في التحشيد الطائفي والإعدامات اليومية قبل إكمال الإجراءات القانونية للمعتقلين بشهادة منظمة (هيومان رايتس ووج والعفو الدولية) تتوضح الصورة لديه بان الوضع يتجه نحو الخراب واستخدام الارض المحروقة في التعامل مع الأزمات ،فلا حوارات للشركاء تنفع معها ولا اتفاقيات تلتزم بها ،هي متمسكة باستخدام سياسة التهميش والإقصاء والتجهيل والتضليل مع الشركاء ،واستخدام القوة المفرطة مع الشعب والخصوم السياسيين(إصدار أوامر اعتقالات لهم واتهامهم بالإرهاب مع غلق الأحياء والطرقات والشوارع بسيطرات مليونية في كل أنحاء العراق، مع اعتقالات عشوائية ملأت سجونها، ويصاحبها تفجيرات واغتيالات وتهجير طائفي لميليشيات مسلحة ومدعومة إيرانيا وبشكل علني على الفضائيات وبتواطؤ حكومي علني أيضا)،حتى أن المنظمات الدولية والأمم المتحدة شنت هجومها على حكومة المالكي واصفة إياها ب(النظام والعدل الملعونين)،أما إدارة اوباما فطلبت من الحكومة إرسال وفد عاجل إليها( أبلغتها قلقها البالغ من تصرفات حكومة المالكي إزاء الديمقراطية وحقوق الإنسان ،وضرورة الحفاظ على منجزات الإدارة الأمريكية في العراق )وبلهجة تحذيرية ورسالة واضحة على النهج الطائفي الذي تمارسه الحكومة مع الشركاء والشعب،إلا إن حكومة المالكي ضربت كل هذه التحذيرات الأممية والأمريكية عرض الحائط ومضت بسياستها الطائفية بإيحاء وتوجيه ودعم إيراني غير مسبوق لها ،وزيارات المسؤلين الإيرانيين السرية والعلنية الى العراق، تؤكد هذا الدعم (زيارة وزير الخارجية وقائد فيلق القدس قاسم سليماني المتكررة )،العراق وفي الذكرى العاشرة للغزوالامريكي الوحشي عليه ،ورغم كل الخراب والدمار الذي أحدثه هذا الغزو الكافر، يعيش مأساة دموية قاتلة وخراب متواصل وطائفية مقيتة رسخها الاحتلال الأمريكي مع احتلال إيراني آخر ملأت به الفراغ وبتخادم وتواطؤ واضح بين إدارة اوباما وحكام طهران، يريد قتل الشعب العراقي لثارات تاريخية قديمة ،(اعترافات قادة الحرب على العراق وولويتز وبريمر ورايس وهانز بليكس مفتش الأمم المتحدة وبان كي مون وغيرهم الكثير بان الحرب على العراق كان خطأ وجريمة كبرى، ويجب إحالة منفذي هذه الحرب الى محاكم جرائم الحرب والإبادة الإنسانية)،آخرها مطالبة جهات بريطانية وأمريكية إحالة المجرمين بوش وتوني بلير الى محكمة جرائم الحرب ،لذلك نقول أن العراق لا يمكن أن يستقر في ظل تدخلات حكام طهران في كل من العراق وسوريا عسكريا وسياسيا ،وانعكاسات ثورة الشعب السوري على أوضاع المنطقة برمتها ،نحن إذن إزاء متغيرات إقليمية ودولية في المنطقة ليست في صالح إيران وحكومة المالكي ،ولهذا يتم التصعيد والتوتر من قبل حكام طهران وعملائها ، لحرف هذا التغيير عن مساره الطبيعي وضمان انجاز برنامجها النووي العسكري الذي يهدد المنطقة والعالم كله ،للهيمنة على المنطقة وتنفيذ مشروعها الديني ألصفوي الكوني …..