_إيران ونظام الملالي الفاشستي!
_إيران التي تحكمها فئة ضالة من عمائم الدجل الطائفي!
_قد أشرنا في مقالة سابقة لنا بأن الثورة الإيرانية ضد الشاه الفارسي لم تكن ثورة دينية.. بل.. هي ثورة شعب ناضل من أجل الحرية والكرامة ضد القمع والاستبداد الذي أطاح بشاه يضع تاج على رأسه فسرقه شاه دجال يلبس عمامة دينية.
الأشياء تتكون كما تنمو الأجنّة في الأرحام.. والحوادث ما هي إلا حالة ولادة للمعالم أوالظواهر الجديدة.. أما الأسباب فهي النواميس التي تحكم الوجود الطبيعي والحياة بما فيها الحالة الإجتماعية. يكمن أهم قصور العقل البشري في إدراك ذاته أولا ثمّ فهم القوانين التي تفوق إمكانية التحايل عليها ؟ تلك القوانين التي يعبّر عنها القرآن بالسُنّة ويفسرها الفلاسفة كما يحلو لهم ضمن أسرار الطبيعة، مع هذا فالبعض يعبّر عن عجزه فيلجأ لإعتبارات الصدفة أو يخدع عقله بما يسمى المؤامرة..ولنا أن نشير الى حالات الدهشة والاستغراب والتعجّب فهذه غالبا ما تنتاب الغافل ومن يدع حسابات العقل على الغارب ليستقبل الأحداث بروح التسليم للأقدار ومن ثمّ يبني على نتائجها؟ وهذا هو الفرق بين الأمّي وبين من يقرأ ويكتب وفقا لأبجديّة لغة السياسة.
تفاصيل إنتفاضة الشعوب الإيرانية التي تجري حاليا لا نحتاج سردها حيث تغطي بعضها أجهزة الاعلام وتنتشر بين وسائل التواصل الألكترونية رغم الجهود المبذولة في منع ذلك والتعتيم الكبير عليها خصوصا من قبل الصحافة والاعلام الأوربي؟ هذا الغرب الذي ما فتر عن تصديع رؤسنا بالترنم على سمفونيات حقوق الإنسان والتطبيل للديمقراطية.. تم حرق صور الرموز الدينيّة وارتفعت أصوات المطالبة بإسقاط نظام الجهل الطائفي، مع أن المطبلين يبررون سبب هذه الإنتفاضة لأسباب تتعلق بزيادة أسعار البيض والطماطم.. لكننا.. خلال المتابعة لم نسمع إلا هتافات الموت لروحاني والديكتاتور خامنئي مع حرق صور الخميني والزمرة المعممة بالأحقاد والسموم الطائفية، مع ذلك فالسياسة والاقتصاد توئمان.. الشعب الإيراني يريد الحياة بين أموات يسكنون القصور المكللة بالذهب.. ونظام السلطة بكل أخطبوطه الكهنوتي والعسكري يجسّد عقول لا تفقه الواقع ولا تؤمن بمنطق الحياة البشريّة.. هذا النظام الذي شاهدنا جماهير الشعوب الإيرانية تدوس أوثانه وتبصق على معتقداته .
مما لاشك فيه أن الغباء صفة تلازم الإستبداد..وكل..مستبدّ مفلس في السياسة، وحسب المستبّد تخبطه حينما يفرط باستخدام القوة ليدمّر مُلكه ويهلك الحرث والنسل . هذا النظام يهرب باتجاه خيالاته فلا يبصر ما تشرق عليه الشمس جليّا في الواقع ؟
حيال ما يجري لا يمكننا أن نعتبر صيرورة الأحداث لأكثر من إحتمالين وكلاهما يدين النظام ويستهين به.. إحتمال المؤامرة، أو احتمال تفاقم أخطاء النظام وتقصيره بحق الشعوب الإيرانية مما تسبب الثورة عليه.. بالنسبة.. للمؤامرة فإن فرض وجودها وفقا لما يدعي النظام الإيراني هي دليل على هشاشته وضعفه بحيث جرى إختراقه وتمرير المياه تحت أقدامه الى مستوى يستوعب عقول كل هذا الحجم الكبير من الجماهير التي ثارت عليه واحتقرت توجهاته وإملاءاته النظرية المتعفنة.. وبالنسبة.. للإحتمال الثاني وهو الحقيقة التي حاول الملالي أن يخفوها طيلة فترة حكمهم منذ سرقة الثورة الإيرانية ضد الشاه من خلال تصدير خرافاتهم الى دول المنطقة وإشعال نيران الفتن الطائفية فيها باستثمار الدين طائفيا أو المتاجرة في القضيّة الفلسطينية وهموم الشعوب.
الحقيقة التي لا غبار عليها هي أن تركيبة هذا النظام وقاعدة إستناد بناءه لا تتقبل التغيير بوجوب إستحقاق التطور الإنساني، وأن تطلعات الشعوب الإيرانية تتناقض جوهريّا مع كل توجهات هذا النظام المتخلف وقد إذن وقت التصادم بين إرادة الشعب وطموحاته وبين جهل الطغمة المستبدة التي صادرت حريته وسلبت حقوقه وأقحمته في مسارات أنفاق مظلمة ستنتهي الى كوارث.. لقد أنفق هذا النظام كل الموارد لإقتصادية الكبيرة في مشروع توسعي غير مدروس بجدوى منطق العصر، ولا ينسجم مع المحيط الذي يتحرك فيه.. ونتج عنه تصادم مع كل شعوب المنطقة مما جعل كلفته سفك دماء مئات ألاف البشر في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها، ولا زال هذا النظام الظلامي مسرفا في غيّه ولا يعبه بالنتائج المدمرة التي ستحيق به وبمن غرهم في جهله ودعوته الفاشيّة .
إن الشعب الفارسي قد أدرك الكلفة التاريخيّة لهذا النظام الإجرامي وخرج ليعلن برائته عن كل ما يرتكبه من بشائع في حق شعوب المنطقة . هذا النظام قد انتهى.. هو الآن في مرحلة الإنعاش السريريّة.. فلم يعد قلبه المريض باستطاعته أن يضخ دماء لأذرعه ؟ ستشلّ جميع هذه الأذرع المسرطنة بالفساد والإجرام وأول ذراع سيقطع في سوريا..ثم.. يليه ذراعه في اليمن.. وبعد أن يلقى حتفه سيترك له أيتاما في لبنان والعراق ومناطق أخرى.. هؤلاء الأيتام سيتم توظيفهم من قبل دوائر الغرب التي تهتم بحقوق الأيتام وتستخدمهم في إنجاز مهمات تليق بمؤهلاتهم التي ورثوها عن ولاية السفيه.