19 ديسمبر، 2024 3:19 ص

إيران والتحالف الأمريكي المشبوه

إيران والتحالف الأمريكي المشبوه

المنطقة كلها الآن في قبضة أمريكا وإسرائيل وإيران ،سياسيا وعسكريا واقتصاديا  ،تتحكم فيها كما تشاء،هذا هو واقع الحال الذي لا يريد أن ينتبه له العرب ،فالمخالب الإيرانية تمتد من العراق والبحرين ولبنان واليمن وسوريا ودول الخليج العربي الى الشمال الإفريقي للمغرب العربي تونس مصر الجزائر وليبيا ،هذا التمدد الذي أصبح واقعا معلنا، هو سيناريو إيران في مشروعها الكوني الديني التوسعي، الذي يسميه السياسيون بالتشيع ألصفوي في الهلال الشيعي ،فيما تتحكم أمريكا وإسرائيل بالقرار السياسي والأمني والعسكري في المنطقة العربية ،وتتخادم مع إيران لخدمة المشروع الأمريكي المعلن الشرق الأوسط الكبير (تصريح الأدميرال ميلر قائد الأسطول الأمريكي الخامس في الخليج العربي، يقول عن المناورات العسكرية الجارية الآن في الخليج ل41دولة لا يستهدف إيران )،يؤكد حقيقة هذا التخادم المشبوه ،في وقت تشارك إيران بشكل معلن في القتال مع نظام بشار الأسد بكل قوتها العسكرية والإعلامية والقتالية اللوجستية مع حزب الله اللبناني ،وتلعب دورا محوريا في عملية إبقاء نظام الأسد في الحكم من خلال التحالف الروسي –الإيراني – السوري،ويبرز هنا تصريح رئيس الموساد الإسرائيلي الأسبق ،بان نظام الأسد وطوال 22 عاما كان حاميا للحدود مع إسرائيل ومتعاونا معها الى ابعد الحدود ، ليؤكد الحقائق على الارض ،ولهذا لا تريد إيران لأعضاء حزب العمال الكردستاني إقامة اتفاقية السلام مع تركيا، وحاولت الضغط عليه بكل الطرق وفشلت فشلا ذريعا، آخرها عرضت عليه الأموال والسلاح ،لان تركيا وقفت موقفا إنسانيا وأخلاقيا مع الثورة السورية ضد النظام الدموي لبشار الأسد، لهذا  أرسل النظام السوري البغيض التفجيرات الى تركيا لزعزعة الأمن الداخلي التركي ،وتصدير أزمته الى الخارج ،ولا يحتاج القارئ الحصيف، أن نذكر الدور الدموي لميليشيات إيران والحرس الثوري وفيلق القدس العاملة في العراق، تحت إمرة وتوجيهات وإشراف مرشد إيران الخامنئي وقاسم سليماني كما هو معلن رسميا من قبل قادة إيران وقادة الميليشيات،والتي مازالت تهدد وبشكل علني الشعب العراقي بالقتل والتهجير ،إضافة الى أنها عامل رئيس في التفجيرات والاغتيالات التي تحدث في العراق، منذ بدء الاحتلال الأمريكي الوحشي للعراق ،كما جاء على لسان الرئيس الإيراني نفسه (نحن جاهزون لملء الفراغ بعد رحيل الأمريكان ) ، ونفذ نجاد وعده وملأ الفراغ الأمني بالميليشيات الطائفية المسلحة وفيلق القدس والحرس الثوري وصار النفوذ الإيراني العسكري والسياسي هو النافذ في العراق بلا نقاش ،وهذا يؤكد الحقيقة العظمى للتحالف الأمريكي –الإيراني في العراق، لتدميره وتحويله الى دويلات طوائف طائفية لإنهاء دور العراق التاريخي عبر آلاف السنين في توازن القوى في المنطقة،لهذا أعلن مرشد الثورة الإيرانية خامنئي تسليم الملف الأمني الإسرائيلي لقاسم سليماني الذي نجح في المهمة المناطة له في العراق ،وهكذا يتجلى التحالف الإيراني الأمريكي المشبوه في المنطقة ،في عملية تخادم سياسي وعسكري ،يكون فيها العرب الخاسر الأكبر من هذا التحالف، والذي يهدد الأمن القومي العربي برمته ،ورب قائل يقول أن الموقف الأمريكي والإسرائيلي يتناقض مع الموقف الإيراني في سوريا ،فكيف يتحالفان ،المصالح هي من يتحدث وهي من يحدد المواقف إذ تتلاقى هنا وتتعارض هناك (لا توجد صداقات وعداوات دائمة توجد مصالح دائمة )، ولهذا يتأكد لنا سبب اتفاق إدارة اوباما وحكام طهران، على اختيار نوري المالكي رئيسا للوزراء بالرغم من فوز إياد علاوي في الانتخابات التشريعية ،لان نوري المالكي هو عراب العلاقة بين الطرفين ورجل المرحلة (الإيرانية والأمريكية في العراق )،وليس إياد علاوي الذي ترفضه إيران جملة وتفصيلا ،إذن التحالف الأمريكي –الإيراني الإسرائيلي المشبوه في المنطقة ،هو تحالف استراتيجي أثبتته الوقائع على الارض ،وما التهديدات المتبادلة بين هذا التحالف ،هو لذر الرماد في العيون والدليل ،أين تهديدات أمريكا وإسرائيل إزاء برنامج إيران النووي العسكري وأين تصريحات اوباما التي تقول أن برنامج إيران النووي يهدد الأمن القومي العالمي ،وما نراه الآن من تبادل ادوار التهديدات بينهما يعكس قوة تحالفاتهم الإستراتيجية في المنطقة على أن يحترم كل منهما  مشروع الطرف الآخر تبعا للمصالح العليا ،هكذا يبدو الدور الأمريكي –الإيراني –الإسرائيلي المشبوه في المنطقة ،دون أن نرى دورا عربيا  مؤثرا يوقف التداعيات الإقليمية وخطر إيران النووي والعسكري التخريبي وتدخلاته في الدول العربية …نقول بكل ثقة أن الخطر الإيراني هو الأخطر حاليا من أي خطر آخر يهدد مستقبل العرب وأنظمتهم ،دون أن نتجاهل ونغفل الدور الأمريكي وشعاره المشئوم الفوضى الخلاقة في الربيع العربي المزعوم ،والذي بدأه في العراق وليبيا احتلالا،والآن في سورية …إنها حقيقة التحالفات المشبوهة فهل يتعظ الآخرون …؟

أحدث المقالات

أحدث المقالات