18 ديسمبر، 2024 11:08 م

إيران وإقتراب ساعة الحساب..!

إيران وإقتراب ساعة الحساب..!

حسمت الدول العظمى والولايات المتحدة الامريكية، أمرها في توحيد مواقفها السياسية والعسكرية تجاه إيران ، وكان الاتحاد الاوروبي آخر من دخل على خط الازمة وتحديد الهدف القادم، فجاء زيارة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل والرئيس الفرنسي لواشنطن في أوقات متقاربة ،لتؤكد أن الجميع بات مقتنعا ،بأن مراجعة أو إلغاء الاتفاق النووي الايراني ،أصبح ضرورة ملحة ، لأن إيران أستخدمت هذا الاتفاق، ذريعة لتطوير برنامجها النووي العسكري، ومنصة لضرب أهدافا داخل المملكة العربية السعودية، بصواريخها الباليستية المحرّمة دوليّا ،والتي زوّدتها لميليشياتها الحوثية في اليمن ، وقد أظهرت زيارة ميركل وماكرون الى واشنطن حقيقة التحالفات الجديدة ، التي تأتي ضمن إستراتيجية الرئيس ترمب في مواجهة الارهاب في العالم والشرق الاوسط، بعد مرحلة القضاء تنظيم داعش وكسر شوكته في كل من العراق وسوريا، والبدء بإستراتيجية التغيير الجذري، ويبدو أن هذه التحالفات التي تقودها إدارة ترمب، قد تشكّلت الآن ،ووصلت الى مديات تشي بإعلان حرب عالمية ثالثة في المنطقة، وإقتراب ساعة الحساب مع إيران، كمحور أخير للشر،بعد خروج وتدمير العراق، وإنصياع كوريا الشمالية وتفاهماتها مع امريكا والدول الكبرى ،وجارتها كوريا الجنوبية، وتوقيع معاهدة سلام دائم بينهما ، وإيقاف تطوير برامجها النووية العسكرية كبادرة حسن نية للعالم ، وكانت أولى إشارات وتحذيرات هذه الحرب الإستباقية، هي قيام أمريكا وفرنسا وبريطانيا بضرب مقرات القيادة ،والمطارات العسكرية(ال T4) ومواقع ريف دمشق، للجيش السوري وللحرس الثوري والميليشيات الايرانية في سوريا ، والذي عرف بالعدوان الثلاثي على سوريا، وتلتها عملية عسكرية جوية كبرى قامت بها (طائرات مجهولة ) ، بقصف أهداف لمقرات عسكرية وقيادية إيرانية داخل الاراضي السورية في ريف حماه وادلب، خلفت عشرات القتلى والجرحى ، دون رد سوري أو ايراني، بل ذهبت الوقاحة الايرانية اعلى مستواها حين نفت ايران ضرب اهداف لها في سوريا ، في حين إعترفت الحكومة السورية بذلك ، وامس فجر رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنفسه، قنبلة إعلامية ، كشف خلالها بالادلة والوثائق، قائلا (إستمرار إيران في تطوير برنامجها النووي والصاروخي وان ايران كذبت على العالم والدول الخمس، وان ايران وفرّت مستلزمات القنبلة النووية لمسافة 2000كيلومتر)، وعدم الإنصياع لقرارات مجلس الأمن الدولي،وخرقاً للإتفاق النووي المبّرم مع مجلس الأمن والادارة الامريكية ، ويُعتقد أن الطائرات الاسرائيلية التي حوّمت في سماء إيران قبل شهرين،هي من صوّرت هذه المواقع والمفاعلات النووية ، أو هناك ما تسمى القرصنة الالكترونية التي حصلت على أكثر من (50) الف وثيقة ودليل على تطوير ايران لبرامجها التدميرية النووية والصاروخية ، إذن لم يبق إلا ألاعتراف الايراني أمام هذه الادلة الدامغة ومعالجة الموضوع بالتفاوض والمراوغة والتسويف والعناد والدهاء، الذي تشتهر به إيران عبر تاريخها، والاتفاق النووي الموقع مع الدول الخمس مثال على مراوغتها التي دامت 12 سنة حتى توصلت الى هذا الاتفاق ، ولكن ماهو الرد الامريكي والاوروربي والايراني ، على إدعاءات نتنياهو ووثائقه وأدلته الدامغة ، وماهي الخطوة الثانية لأدارة ترمب ، التي أحرجها نتنياهو امام العالم ، فقبل أن يعلن نتنياهو ادلته ووثائقه للعالم، كان وزير الخارجية الامريكية مايك بومبيو الجديد في اسرائيل للاطلاع على الوثائق ودعم اسرائيل لأعلان هذه الفضيحة ، وصرّح بومبيو من إسرائيل (أن إيران لم تلتزم بالاتفاق النووي وإن إيران الداعم الاول للارعاب في العالم ) ، بمعنى أن نتنياهو لم يعلن فضيحة إيران وكذبها دون إطلاع الادارة الامريكية عليها ،وأخذْ الضوء الاخضر منها وهكذا تم الأعلان ، وتبعه الرئيس الفرنسي بنقد الاتفاق النووي الايراني وضرورة تنفيذه بدقة، ثم تبعته انجيلا ميركل ومن واشنطن لتقول (أن ايران لم تلتزم بالاتفاق وان الاتفاق ناقص ومن الضروري اعادة النظر فيه ) ولم يدم هذا الكلام طويلاً ،إذ ردّت طهران وعلى لسان الرئيس روحاني على جميع هذه التصريحات بنفي كل ما جاء فيها، بل ورفض رفضا قاطعا طلب الرئيس ترمب (إعادة النظر بالاتفاق النووي ومناقشته من جديد والتفاوض عليه )، إذن وأزاء كل هذه الادلة والوثائق ،فالدول الغربية والاتحاد الاوروبي وإدارة الرئيس ترمب قد أفصحت بشكل واضح ،ومن خلال معطياتها السياسية، أن امام ايران طريقين ،إما تفكيك برنامجها النووي وفرض إجراءات قاسية عليه ، والسماح بفرق التفتيش بدخول كافة المواقع التي لم تصلها سابقا ،والغاء الاتفاق النووي ليس من جانب امريكا فقط وانما من الجانب الاوروبي ، أو مواجهة التحالف الدولي بقيادة امريكا بحرب طويلة معها ، في ظل عدم وقوف روسيا والصين مع ايران ،وذلك لضعف الموقف الايراني الذي يصر على إمتلاك السلاح النووي، وخرق الاتفاقات الدولية في الحصول على اسلحة الدمار الشامل، تماما كما حصل مع سيناريو العراق، ومن كل نستنتج، أن إيران ستستمر في في عنادها وعنجهيتها الفارغة في مواجهة عسكرية شاملة مع العالم كله، وعندها ستخسر كل إنجازاتها في التوسع والهيمنة، وإشعال الحروب الطائفية والسيطرة على عواصم عربية ،وتطوير برامجها النووية والصاروخية والبايستية ،وكل أنواع الاسلحة المحرّمة، وبل وإمبراطوريتها المزعومة ،التي أعلنوا عن قيامها قريباً ، ويذكّرنا هذا الصّلف والتوّحش ،في السيطرة على مقدرات الشعوب ومستقبلها ، بتنظيم ( دولة الخلافة المزعومة داعش في الموصل)، وحينما حان وقت رحيلها ،أصبحت في طي الماضي ، اليوم إيران تنتظر وقت الحساب ، على كل تدخلاتها وجرائمها في العراق وسوريا واليمن ولبنان ، ودعمها وتسليحها وتمويلها للميليشيات المسلحة ، واحتضانها للإرهاب ومشتقاته وحزب الله والحوثيين وغيرهم، أعتقد أن ساعة الحساب قد أزت لايران وميليشياتها وأحزابها ، فلات ساعة ندم ، لقد بلغ السيل الزبى بتصرفات وتدخلات إيران وميليشاتها ، وأمست تهدد وتزعزع أمن وإستقرار المنطقة والعالم ، وإن صحوة امريكا والدول الغربية لخطر إيران ، قد تاخر كثيرا ، بعد أن أوغلت هي وميليشياتها وأحزابها، بدماء العراقيين والسوريين واليمنيين واللبنانيين ، وبات من الواجب الاخلاقي والقانون الدولي ومجلس الامن والامم المتحدة وكل منصف ، إيقاف هذا الانفلات الايراني والعبث الايراني والصلف الايراني والتغول الايراني، الذي يريد أن يعلن إمبراطوريته على جماجم العراقيين والسوريين ، وعلى الدول الخليجية ، أن تدرك حقيقة فشل سياستها في خسارة وإستعداء العراق ،وتدميره بغزو همجي وحشي بإحتلال عسكري بنته إدارة المجرم بوش على أكاذيب أثبتت الوقائع كذبها وتلفيقها واعتراف الادارات الامريكية المتعاقبة (بالخطأ الجسيم لغزو العراق )،دفعت ثمن وتكلفة الحرب مليارات الدولارات ، عليها ألآن أن تدفع نفس الكلفة والثمن لمن جاء ليحافظ على عروشهم وكراسيهم الخاوية ، بعد أن فرّطت بقوة العراق العسكرية ،وخسرت توازنه الدولي في المنطقة ، ألايام المقبلة قبل يوم 12 مايو حُبلى بالمفاجآت كما صرّح الرئيس ترمب ،في لقائه مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ، حتى جاءت وثائق نتنياهو لترسل رسالة قوية وتحذير شديد لإيران وللدول المتحالفة معها ، أن إقتراب ساعة الحساب لابد منها ، على المجتمع الدولي دعم الجهود لكبح جماح طهران النووية التي أصبحت قنبلتها قريبة التحقق وتهدد العالم أجمع ، إيران ساعة الحساب قد إقتربت ألآن ، وهذا سينعكس بكل تأكيد ،على أتباع وأحزاب إيران في المنطقة وفي مقدمتها العراق ….