لاشك ان العراق اليوم تشترك به كثير من المشتركات مع الدول الاقليمة والدول العظمى ولكل دولة سياستها واداواتها وكلهم يعملون وفق مبدأ مصلحتي أولا ,وبما ان تلك الدول لديها مصالح متعددة في العراق فيهم من يرى في استقرار العراق وأمنه انعكاس ايجابي علية والأخر يرى في الفوضى والدمار أيضا ايجابيات له كي يحقق تغيير في التوازنات الدولية وان لا يعاود العراق كعنصر مؤثر على الصعيد الإقليمي والدولي , اليوم التغييرات الشعبية التي تحدث في دول المنطقة هي نتاج شعبي يراد لها ان تسرق وان تؤطر بتأثيرات خارجية , ما يهمنا اليوم ماهية المرحلة المقبلة في العراق وكيف ستكون العملية السياسية ما بعد الانتخابات المقبلة ,فالمعطيات على الأرض مازالت تؤشر بوجود خلل كبير في البناء الديمقراطي للدولة وتخلف كبير على مستوى التطور والشفافية وحقوق الإنسان ناهيك عن التدهور الأمني واستشراء الفساد ,لذلك تعتبر كلا من جمهورية إيران الإسلامية والولايات المتحدة الأميركية هما المؤثران الحقيقيان على الوضع في العراق ويتأثران بشكل مباشر في حالة تخلخل النظام السياسي والعملية الديمقراطية ,ولكلا الدولتين مصالح في العراق كذلك العراق لدية مصالح مهمة معهما ,ولنتيجة لتك المصالح المشتركة سوف لن تترك تلك الدول العراق ان يتمرد عليهما او يأتي من يحكم دون ان يكونوا مطمئنين له وان لا يشكل تهديدا لمصالحهم المهمة ,لكن ثمة قراءة خاطئة ربما لم يوفق بها كلا الدولتين من ناحية تشخيص الأهم من المهم ,فأمريكا كثيرا ماراهنت على ملفات وأحزاب وحركات وشخصيات وكان رهان على الحصان الخاسر إي لم يكن تشخيصهما دقيق دعموا توجهات كانت تضللهم واستخدمت النفوذ الأميركي لمصالح ضيقة وغير سليمة وبات الاميركان في سياسة غير مستقرة بتعاملهم مع العراق في وقت ما ,وكذلك إيران الدولة التي تعتبر أكثر الدول لديها مشتركات ايجابية مع العراق مشتركات دينية واجتماعية وتاريخية ومصالح تجارية وأمنية مهمة بين الطرفين فليس من مصلحة إيران ان تترك العراق يذهب إلى الهاوية من خلال تهديد الإرهاب للمجتمع العراقي ومحاولة البعض للالتفاف على الديمقراطية ومسؤولية إيران اليوم ربما أهم من السابق في تحديد البوصلة وقراءة الساحة جيدا وتشخيص السبب في تردي الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية في العراق,وان تشخص من يحاول استخدام نفوذ الجمهورية الإسلامية ومكانتها ليحقق مكاسب انتخابية او الضغط على الآخرين ,لذا هناك من يعمل اليوم بكسب ود كلا الدولتين ومحاولة للحصول على تأيدهما لكي يبقى متصدي في المرحلة المقبلة وبذلك ينبغي على تلك الدول ان لا تكون متأثرة بشعارات وخطابات من اثبتوا الفشل بجميع الملفات اليوم ليس من مصلحة لا إيران ولا أميركا ان يعود العنف الطائفي والفوضى الى العراق لان هناك اليوم من يعمل على ذلك ,فالمراهنة على الحصان الخاسر ستكون نتائجها كراثية اجتماعيا وسياسيا وامنيا الخ .والمراهنة على الخسارة فشل فعلا تلك الدول ان كانت جادة وواقعية في دعم الشعب العراقي عليها ان تشخص من يحمل مشروع الدولة من يحمل مصالح الأمة من يوحد الشعب ولا يخلق الفتن من يعمل على تنضيج العلاقات الخارجية وعدم معاداة الدول من يعمل على صداقات وطنية فيها مصلحة الوطن مع إيران وأمريكا وليس يفضل مصلحته الشخصية ,نأمل ان لا يكون هناك دعم لمن لا يستحق الدعم ولا يحمل سوى مشروع الاستئثار بالسلطة وخلق الأزمات
….