من حق الايرانيون أن يحتفلوا ليلة الرابع عشر من تموز وان يفخروا بما انجزه رجالات الدبلوماسية الاكفاء ، ومن حق الرئيس روحاني أن يكون جاهزا لخطاب الانتصار ، فالرئيس روحاني كان تجسيداً للدهاء الايراني أمام سطوة الغرب ونواياه الخبيثة . كيف لا يحق لهم الفخر وقد نجح الايرانيون في لي ذراع الغرب واصبح المجتمع الدولي معترفاً وبشكل رسمي بإضافة دولة جديدة للنادي النووي . لقد حصلت ايران من هذا الاتفاق على حق التخصيب، وحق الاحتفاظ بستة ألاف جهاز طرد مركزي ، والحق في حماية المنشآت النووية والحق في رؤية العقوبات الدولية تذهب أدراج الرياح، والافراج عن مليارات الدولارات المجمدة والحق في التحول الى دولة طبيعية ، هذا بالضبط ما جعل الاتفاق النووي مع ايران اتفاقا لايخلوا من نكهة النصر لصالح ايران . كان يكفي رؤية الوجه الضاحك لوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف يوم أمس من على شرفة الفندق الذي تجري فيه المحادثات في فيينا من اجل معرفة من الذي انتصر هناك. لقد وقع الطرف الايراني على الاتفاق الذي تربوا صفحاته على المائة وهو متيقن تمام اليقين على ماذا وقع ؟ لذا من حق السيد ظريف ان يبتسم، ومن حق نتنياهو ان يغضب، ومن حق دول خليجية ان تشعر بالصدمة، فاتفاق فيينا كان نجاحا دبلوماسيا وسياسيا ايرانيا ضخما، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، فايران لم تقل مطلقا بأنها تريد انتاج اسلحة نووية، واستخدمت طموحاتها النووية كورقة لكسر الحصار، ونجحت نجاحا كبيرا في نهاية المطاف. من حق ايران ان تفخر وقد أبدت صمودا رائعا على مدى عشر سنوات على مائدة المفاوضات واظهرت صبرا وضبط اعصاب غير مسبوقين، قدمت لنا ، وللعالم بأسره، درسا في الصلابة وادارة التفاوض، وهو صمود مبني على القوة، ودولة المؤسسات الحقيقية .نأمل من هذا الاتفاق نحن العراقيون ان يكون بمثابة الصدمة لسياسيونا النائمون في العسل، والنهوض من سباتهم العميق، والنظر الى احوال بلادهم ، وما آلت اليه أمور شعبهم بنظرة مختلفة، بعيدا عن الاتهامات وممارسة الفساد ودس الرأس في التراب، والتحريض الطائفي والعجرفة الكاذبة. فليحتفل الايرانيون باتفاقهم وهنيئا ً للشعب الايراني بهكذا رجالات أمناء ولا عزاء للضعفاء الذين وضعوا كل بيضهم في سلة من أستأجرهم ، ولم يعتمدوا على انفسهم مطلقا.