في هذه الأيام نستذكر نحن أهل العراق جريمتين احدهما اشد من الأخرى في وقعها على المجتمع العراقي .الاولى هي الاحتلال الغاشم الظالم لعراق الحضارة والتاريخ وتحطيم كل البنى الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعسكرية من قبل قوى الصليب والضلالة وأحزاب الفتنة التي أتت معها .والثانية هي الذكرى السنوية لرحيل الفيلسوف العراقي الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره)الذي أوقف نفسه وذاته لخدمة الإسلام بجميع طوائفه وملله لذلك كان عنوان الوحدة الإسلامية .فكان خطابه الديني لا يخص طائفة دون اخرى .فكان يقول قدس سره .(اني معك أخي السني .واني معك أخي الشيعي اني معكما بقدر ما أنتما مع الإسلام )
لذلك كانت تأتي لسماحة المرجع الصدر وفود من اهل السنة والجماعة لتعلن البيعة والولاء له.لأنهم شاهدوا خطاب وكلام السيد الصدر يتعدى خطوط الطائفة او الانتماء المذهبي .ويمكن لاي احد ان يرى تلك الحقيقة من خلال المؤلفات العديدة التي أصدرها في كتب عديدة.لذلك إننا نرى ايران والزعامة الدينية لدى الفرس لا يروق لها هذا الخطاب فكانت هناك العدد من المحاولات التي مورست من قبل العمائم المرتبطة بإيران الى النيل من الشهيد الصدر ومن ضمن الكلام الذي كان يسمعه رحمه الله من قبل العمائم السيئة ((اننا نعلم ان الحجز مسرحية دبرها لك المنافقين وانت تمثل دور البطل فيها والغرض منها إعطائك حجماً كبيراً في اوساط الامة، اننا نعلم انك عميل لأمريكا، ولن تنفعك هذه المسرحية ، وقدعلق سماحة المرجع الصرخي الحسني (دام ظله) هنا ويقول:: سبحان الله من سخريات القدر السيد الصدر عميل لأمريكا . يكمل الشيخ النعماني: لقد رأيت السيد الشهيد قابضاً على لحيته الكريمة وقد سالت دمعته من عينه وهو يقول: لقد شابت هذه من اجل الاسلام، افؤتهم بالعمالة لأمريكا وانا في هذا الموقع ؟! .أيضاً ومن جملة ما قاله سماحة السيد الصرخي الحسني (دام ظله) توجد ملازمة بين الحق والباطل وبين المصلح والمفسد وبين الخير والشر فالسيد الشهيد (رضوان الله عليه) يمثل جانب الخير
والمقابل يمثل الشر… ويمثل السيد الشهيد الاصلاح مقابل الفساد ويمثل الإمام وخط الإمام والحق مقابل الشيطان وخط الشيطان والضلالة
كذلك من جملة الامور التي ساعدت في التعجيل بقتل الفيلسوف الاسلامي هي الرسالة التي أذاعها راديو طهران العربي والتي كانت تقول بان المرجع الصدر ينوي السفر من العراق ومغادرة النجف .ولم يكن في بال الشهيد الصدر ترك العراق . هذا ما دونه الشيخ النعماني الذي كان يرافق محمد باقر الصدر حيث دون هذا الكلام في كتاب (سنوات المحنة وايام الحصار).وهو كتاب يمثل السيرة الجهادية والعلمية والمواقف المشرفة تجاه الاسلام والمسلمين وتجاه الشعب العراقي المظلوم.