كشف رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي (SVR) سيرجي ناريشكين أن المخابرات الشريكة في الشرق الأوسط – لم يسميها- ساعدت موسكو على الحصول على معلومات دقيقة حول مشاركة مسلحين سوريين في معارك قره باغ ودور الاستخبارات التركي (Mit) في دعم القوات الأذربيجانية. ناريشكين لا ينطق عن الهوى فهو الرجل الثاني في روسيا بعد بوتين وخلفه المحتمل في كانون الأول 2001 حسب جريدة صان البريطانية. والرئيس الإيراني روحاني أكد وبالحروف الفارسية: إيران لن تسمح للإرهابيين بالاقتراب من حدودها. وبعدها بفترة قصيرة أعلن قائد القوات البرية في الحرس الثوري الإيراني العميد محمد باكبور في حديثه للتلفزيون الإيراني الرسمي : أن نقل القوات البرية لجيش الحرس الثوري إلى المنطقة الحدودية انطلق وسيتم تعزيز القوات إذا اقتضت الضرورة – لم يمضي على ما قاله القائد الإيراني سوى أيام حتى شاهدنا نقل معدات الدروع من عملية فرقة الدروع 16 في قزوين للمناطق الحدودية مع قره باغ- وأوضح أن الهدف من نشر القوات هو ضمان أمن وسلامة سكان المناطق الحدودية وإثبات وقوف إيران ضد تغيير الحدود الجيو سياسية. ولو تمعن النظر فيما قاله روحاني الممثل للجناح السياسي الإيراني وباكبور الممثل للجناح العسكري الإيراني لنشاهد أن هنالك فرق بين التصريحين. فروحاني يؤكد بأن هدف نقل القوات الإيرانية ونشرها على حدودها الشمالية لمنع تسلل العناصر الإرهابية للعمق الإيراني وبتالي الحفاظ على أمنها القومي. أما باكبور يعزو سبب نشر قواتهم في حدودهم الشمالية مع قره باغ لمنع تغير الحدود الجيو سياسية. التصريح الأخير دون أدنى شك تنم عن السياسية الإيرانية المبطنة تجاه الأزمة الأخيرة في قره باغ. المعروف أن أرمينيا وخلال التسعينات من القرن الماضي وبعد سيطرتها على منطقة قره باغ وبدعم روسي مطلق عمدت على تعاون مع الجانب الإيراني على إنشاء ممر زانكزور ومعها صارت أرمينيا جارة لإيران وقطع الجسر البري بين أذربيجان وناخشوان – الجمهورية الأذربيجانية ذات الحكم الذاتي- وبتالي صارت الممر بمثابة خنجر في خاصرة الحدود الجيو سياسة التركية التي قطعت علاقتها بالعالم التركي الممتد من آسيا الوسطى حتى ما وراء القوقاز. إيران وبصريح العبارة استفادت من ممر زانكزور كدرع حصين لوقف التمدد التركي شرقا من جهة ومن جهة أخرى جعل أرضيها ممراً برياً للتجارة التركية – الأوروبية باتجاه الجمهوريات التركية أو غيرها. إلى جانب التجارة حتى مواكب السفر الذاهبة إلى مناطق آنفة الذكر فهي ملزمة بالعبور من الأراضي الإيرانية. ولكن السؤال الذي يدور في خلد الكثيرين: هل القيادة الإيرانية ستستمع إلى مستشار مرشدها الديني الأعلى علي أكبر ولايتي الذي دعا أرمينيا للعودة إلى الحدود المعترف بها دولياً مؤكداً أن بلاده تقف ضد احتلال الأراضي الآذرية بنفس القدر الذي ترفض فيه الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين أما أنها ستمضي قدوماً وللحفاظ على الحدود الجيو – سياسية الإيرانية في دعم أرمينيا ووقف تقدم القوات الأذربيجانية المدعومة من تركيا لاختراق ممر زانكزور ومد جسور تركيا مع عالمها التركي.