23 ديسمبر، 2024 7:47 م

إيران – صراع العقارب في مسخرة الإنتخابات في نظام ولاية الفقيه

إيران – صراع العقارب في مسخرة الإنتخابات في نظام ولاية الفقيه

كلما نقترب الى يوم مسخرة الانتخابات في نظام ولاية الفقيه يصيب الزمر الحاكمة بصراعات شديدة في داخلها، فيمايلي بعض الامثلة:
شن أسدالله بادامجيان الذي يعتبر من رؤوس عصابة «المؤتلفة» وجزء من زمرة خامنئي هجوما عنيفا على قاليباف عمدة طهران الحرامي الذي هو بدوره احد من مرشحي الثلاث من زمرة خامنئي! كما لم يبق للمرشح الثالث في زمرة خامنئي (رئيسي الجلاد) بمأمن من شظاياه، وقال متهكما على عمدة طهران الحرامي قاليباف بشأن أساليبه في شراء الأصوات: «أصبح شعبنا أكثر وعيا مقارنة بما كان عليه في العام 2013 وتختلف جماهير الآن تماما عما كانت في تلك الفترة حيث كان من الممكن شراء أصواتهم باغرائهم بتقديم الكعكة والأطعمة وقد ولى ذلك العهد».
كما قال أسدالله عسكراولادي من كبار رؤساء تلك العصابة حول مواعيد وشعارات أطلقها قاليباف ورئيسي: «يدرك المواطنون ان ما قاله رئيسي وقاليباف ليس الا شعارات وحتى ليس لديهما أي برنامج انتخابي، اذن كيف يستطيعان مضاعفة مبلغ الدعم الحكومي للبضائع بـ 3 أضعاف أو تقديم 250 ألف تومان مكافئة؟!».
وهجم مصطفى ميرسليم مرشح عصابة المؤتلفة من زمرة خامنئي الذي يعتبر المرشح الثالث لزمرة خامنئي على رئيسي وقاليباف بسبب وعودهم الفارغة بشأن ازدياد الدعم الحكومي للبضائع قائلا: «اطلاق الوعود بمضاعفة الدعم الحكومي للبضائع يعتبر تفكيرا غير علمي. انني أقول بجرأة انه ليس الا شعار لكسب أصوات الناخبين البسطاء… ويطلق البعض هكذا شعارات بهدف كسب أصوات البسطاء ولا يهمهم تحقيق شعاراتهم اصلا».
ورفض ميرسليم إحتمالية انسحابه من مسخرة الإنتخابات لصالح المرشحين الاخرين في زمرته (اي قاليباف ورئيسي) واضاف: «نحن نعزز مكانة بعضنا البعض الا ان المعنى السياسي لذلك ليس بالضرورة ان ننسحب لصالح الآخرين لانه ليس من المعلوم ان انسحاب أي منا سيكون لصالح الزمرة المتناسفة أو على حسابها».
وكما ذكرنا اعلاه ان عصابة المؤتلفة في زمرة خامنئي و انه من الطبيعي أن تتخذ هذه العصابة موقفا مناهضا لروحاني على الأقل حتى وإن كانت لا تدعم قاليباف أو رئيسي. ويبين المصالح الشخصية هي التي يعين مواقفهم ولا كما يدعون المبادى العقاعدية او الاستراتيجية كما يدعون.
اذا أصبح الاصطفاف داخل اجنحة النظام أكثر بكثير حيث يمثل كل من قاليباف ورئيسي وميرسليم تيارهم الخاص داخل جناح خامنئي. واما نفس الحالة في جناح روحاني ورغم أن لدى هذا الجناح اقل تشرذم من زمرة خامنئي الا انه تم إزاحة الستار عن موقف جهانغيري معاون روحاني خلال مسرحية المناظرة الأولى بين المرشحين حيث رغم انه يلعب دورا شكليا لمساعدة روحاني ولكن لديه توجهات نحو مايسمى باصلاحيين داخل زمرة روحاني بحيث يدعى شخصيا انه يمثل هذا التيار إلى حد كبير.
وعندما اليوم لدينا اقل من أسبوعين من موعد مهزلة الإنتخابات في النظام فقط، هنا المحللون يسألون: ما هي الإصطفافات والتحالفات النهائية للإنتخابات وأي من المرشحين سينسحبون من دور التنافس؟
حسب المعلومات والاخبار لحد يومنا هذا هناك سيناريوهات واحتمالات:
1- سينسحب جهانغيري وهاشمي طبا من زمرة روحاني من دور التنافس الإنتخابي لصالح روحاني الا ان في زمرة خامنئي سيستمر كل المرشحين الثلاث في خوضهم لغمار الإنتخابات الا بعد ان يأخذ ميرسليم أو بالاحرى عصابة المؤتلفة وعدا بالشراكة في الحكم أو أخذ حصة لافتة من السلطة وثروة الشعب.
2- يبدو ان الإنتخابات المزيفة تنتقل إلى الجولة الثانية ويصل روحاني من الطرف الأول ورئيسي اوقاليباف من الطرف الآخر إلى الجولة الثانية.
3- هناك احتمالية أخرى مطروحة بان الولي الفقيه يقوم بالصبر حتى الايام الاخيرة وعندما يدرك في نهاية المطاف بانه لم يتمكن من الحصول على ما ينشده أي إخراج رئيسي من صناديق الإقتراع بالتزوير وعن طريق هندسة الإنتخابات ويشعر عندئذ قد يفقد السيطرة على الأمور وهناك خط تمهيد أرضية مناسبة لاندلاع إنتفاضة من قبل الشعب، ربما سيضطر إلى سحب رئيسي الجلاد من مهزلة الإنتخابات لصالح قاليباف الحرامي.
4- الاستنتاج:
في اي سيناريو محتمل، انتقال الإنتخابات إلى الجولة الثانية أم لا ، اخراج المحتال حسن روحاني او الجلاد ابراهيم رئيسي او الحرامي قاليباف من صناديق الإقتراع، أن نظام ولاية الفقيه سيخرج من الإنتخابات أكثر ضعفا وشرخا لانه لا يتنازل أي من عصابات النظام الفاسدة والحرامية بخصوص توزيع السلطة والتراجع من مصالحها لصالح الزمر المتنافسة ولو قيد أنملة، فبالتالي لا يتم انسداد شرخ النظام الداخلي. الأمر الذي سيخلق أرضية مناسبة لتفجير رماد تحت النار اي الانتفاضة الشعبية الايرانية و من ثم إلقاء نظام ولاية الفقيه الى مزبلة التأريخ لان من وجهة نظر الشارع الايراني لا فرق بين مختلف الأجنحة في النظام الوحشي عندما يتعلق الأمر بالسياسات الرئيسية للنظام، أي القمع ونهب ثروات الشعب الايراني في الداخل، وتصدير الإرهاب والتطرف الى الخارج.