23 ديسمبر، 2024 12:59 ص

إيران صدرت للعراق وبائي الطاعون وكورونا!!

إيران صدرت للعراق وبائي الطاعون وكورونا!!

لم يكن وباء كورونا المرعب الذي ينتشر الآن في الثلث الأول من عام 2020 ، كان وحده الذي صدرته إيران الى العراق ، بل أن وباء الطاعون هو الآخر الذي فتك بالعراقيين في آذار من عام 1831 كان قد قدم الينا هو الآخر من ايران ، بعد إن استشرى بتبريز!!

أجل لقد تفشى وباء الطاعون نهاية عام 1830 في مدينة تبريز ، وبعد شهرين بدأت اصاباته تظهر في كركوك ثم في السليمانية حتى اجتاح جميع كردستان العراق . وبالرغم من ذلك فان التدابير الوقائية في اذار لم تتخذ لمنع تقدمه نحو بغداد ، فقد استمرت القوافل القادمة من ايران وكردستان تدخل بغداد بكل حرية ، وظهرت في بغداد في اواخر اذار اولى الاصابات بهذا المرض المخيف ،فتوفي حتى اليوم العاشر من نيسان أي بعد مرور خمسة عشر يوماً من اول اصابة ، سبعة الاف نسمة .

وتشير الاخبار الى أن الكثير من سكان العراق كانوا يحاولون الفرار من المدينة ، غير ان السفن النهرية لم تكن لتكفيهم ، كما ان الطرق اصبحت غير آمنة بسبب انتشار اعمال السلب والنهب.

وعلى إثرها اضطر القنصل البريطاني الى مغادرة بغداد الى البصرة ومعه موظفوه. واستمر الوباء بحصد ابسكان بغداد حصداً حتى هلك في اليوم الحادي عشر الف ومائتان شخص، وازداد معدل الوفيات خلال الـ(ستة عشر) يوماً التي حلت بعد هذا فبلغ في كل يوم بين الف وخمسمائة الى ثلاثة الاف نسمة .

وخلت شوارع بغداد في وقتها من المارة، وتكدست فيها جثث الموتى، وعجز الاحياء عن دفن موتاهم . فحل الصمت المروع محل العويل على الموتى ،وزاد الامر سوءاً ندرة الطعام ووفاة معظم السقائين الذين يقومون بنقل الماء الى دور الاهالي ،ومن بقي حياً منهم كان يأخذ الماء لغسل جثة احد الموتى.

ثم جاء فيضان دجلة في الحادي والعشرين من نيسان ليتعاون مع هذا الوباء على بغداد المنكوبة ،فقد احاطت المياه بها ، ولم يكن هناك من يحكم السداد الواقعة في الجهة الشمالية من المدينة ،وهي الحامية الوحيدة لها من خطر الفيضان.

ومما زاد في الطين بلة انه في ليلة اليوم السادس والعشرين اكتسح النهر سداده، فأغرق الفي دار في ظرف بضع ساعات وتهدم جانب من القلعة ايضاً ،وفي ظرف اربع وعشرين ساعة اجتاحت المياه السراي وسبعة الاف دار. وقد انطلقت خيول الوالي داود باشا هائمة في شوارع المدينة.

وفي اوائل مايس انكسرت حدة مياه الفيضان وعنفوان الطاعون، فقد اخذت مياه دجلة بالانخفاض، وتناقص الطاعون حتى زال في نهاية الاسبوع الاول منه خطر الطاعون والفيضان معاً. واخذ يسمع لاول مرة منذ ثلاثة اسابيع اصوات المؤذنين للصلاة، وقد بدأت الحركة من جديد تدب في المدينة التي فقدت ثلثي سكانها تقريباً .غير ان جثث الموتى كانت ماتزال ملقاة في الشوارع والازقة والاسواق تعبث بها الكلاب ،فأخذ الاحياء بدفن قسم منها ، والقي القسم الاخر في النهر.

وتشير الانبار انذاك الى ان الوالي داود باشا كان قد اهتم بتنظيف بغداد ودفع مبالغ كبيرة لنقل الجثث. وقد بدأت بعض المواد الغذائية تظهر في الاسواق المهدم اكثرها ، غير ان كثيراً من المهن انقرضت بموت اربابها .اما مستقبل المدينة فكان مظلماً ظلام الحوادث المروعة التي مرت بها.

وهكذا كانت معظم الاوبئة والكوارث التي تحصد الالاف من العراقيين تأتينا في كل مرة من ايران..وصدق من قال : كومة حجار ولا هالجار!!