تنتهج الحكومات السياسية سياسة واحدة واضحة المعالم تتمتع بمقبولية عند المجتمع الدولي و تحظى بثقة شعوبها وبذلك تكون هذه الحكومة قد حققت مكاسب كثيرة سواء على المستوى المحلي أو العالمي لو صح التعبير وفي قراءة سريعة لما يجري الآن في إيران من انتخابات برلمانية و مجلس شورى كونها تُعد من مظاهر الديمقراطية و حرية التعبير و كأنها رسالة تريد حكومة ولاية الفقيه إيصالها للعالم أجمع بمدى احترامها للحريات لكن في المقابل نرى التعتيم الإعلامي على اكبر جريمة بشعة تشهدها البشرية وهي إعدام رجال قرية بلوشستان بأكملها مما أثار حفيظة الأمم المتحدة و التي دعت في بيان سابق لها إيران إلى وقف عمليات الإعدام التي غالباً ما تقوم على المحاكمات الصورية و الأحكام التعسفية التي تطال الأبرياء مما يثبت ازدرائها لجميع الأعراف السماوية و القوانين الدولية الداعية إلى عدم انتهاك حقوق الآخرين وتحت أي ظرفٍ كان جاء ذلك على لسان نائب الرئيس الإيراني لشؤون الأسرة شاهندوت مولفيردي عن قيام نظام ولاية الفقيه بإعدام أكثر من (690) رجلاً في النصف الأول من عام 2015 بتهمة المتاجرة بالمخدرات وكما هو معروف أنَّ أغلبية سكان تلك المنطقة من المعارضين لسياسة إيران القائمة على الإقصاء و التهميش لكل مَنْ يرفض الانقياد و الانصياع لتلك الولاية الباطلة التي لا تستند إلى ابسط شروطها و مقدماتها العلمية بالإضافة إلى أن تلك المدينة تحتضن بين ذراعيها حركة المقاومة البلوشية إحدى الحركات السُنِّيّة التي رحبت بتشكيل التحالف الإسلامي العسكري و مؤيدةً في الوقت نفسه لعمليات عاصفة الحزم العسكرية في اليمن وهذا ما يُخالف توجهاتها الخارجية لذلك أقدمت على ارتكاب تلك المجزرة الوحشية مما يكشف لنا حقيقة حكمها للشعب الإيراني و بقبضة من حديد و نارها المستعرة مع الشعوب المجاورة لها ومنها الشعب العراقي الذي تجرع مرارة الاحتلال الفارسي حتى دفع الثمن غالياً لذلك مما يولد لدينا الانطباع الحقيقي للمشروع الاستعماري لولاية الفقيه وما ينطوي عليه من مخططات توسعية تسعى لاستعباد شعوب المنطقة و تسخير ثرواتها لصالح تقدم عجلة اقتصادها المتهالك يوماً بعد يوم وما تبعه من جرائم بشعة ضمن دائرة ذلك المشروع الانتهازي وهذا ما كشفته التصريحات التي أدلى بها طالب ألشمري الناطق الرسمي لمرجعية الصرخي الحسني لصحيفة المدينة بتاريخ 19/2/2016 و التي أكدت على انتهاكات الإطلاعات و مليشيات البسيج التي طالت الأقليات غير الفارسية ومنهم العرب و البلوش وكما جاء بقول ألشمري : ((إيران تحكم الشعب الإيراني بقبضة من حديد ونار حيث سلطت عليه الإطلاعات ومليشيات البسيج المرتبطة بالنظام والمحامية عنه ومواجهة كل صوت معارض لها ورافض لسياستها القمعية بحق معارضيها من الأقليات غير الفارسية كالعرب والبلوش وغيرهما )فهذه هي حقيقة ولاية الفقيه و فداحة عملياتها الإجرامية و مؤامراتها الدنيئة فإلى متى سيبقى المجتمع الدولي يتخذ موقف المتفرج دون أن ينتصر للمستضعفين و العزل و يوقف الإجرام البشع لإيران في العراق و الشرق الأوسط لأنها دولة قمع و مليشيات لا دولة مواطنة و حريات .http://www.al-madina.com/node/660973/