کما کان منتظرا و متوقعا، فإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد بدأ محاولاته المکثفة و السرطانية المختلفة من أجل التدخل في الانتخابات العراقية المزمع إجراءها في شهر مايس/أيار المقابل، خصوصا وإنه يعلم بأن مشاعر کراهيته و رفضه داخل أوساط الشعب العراقي و بسبب من الدور المشبوه الذي أداه و يؤديه في العراق، ترتفع بإضطراد، وإن التقارير الواردة من داخل العراق و التي تتحدث عن ضخ کميات کبيرة جدا من أموال الشعب الايراني المحروم و الذي يعيش أکثر من نصفه تحت خط الفقر، من أجل شراء الذمم و تحريف الانتخابات عن مسارها الواقعي و القانوني.
الشعب الايراني الذي يعيش أکثر من نصفه بإعتراف مسؤولين إيرانيين تحت خط الفقر، فيما يواجه أکثر من 12، ملينا آخرين المجاعة، الى جانب أمور و قضايا أخرى سلبية کثيرة يعاني من هذا الشعب بسبب من سياسات النظام الايراني، فإن هذا النظام وعوضا عن أن يسعى من أجل تحسين أوضاع الشعب الايراني ولاسيما المعاشية منها فإنه يستمر بنهجه الخبيث و المشبوه في تبذير أموال الشعب الايراني في أمور و شؤون تعود بالسلب عليه.
جيم ماتيس، وزير الدفاع الامريکي، قال في تصريحات صحفية له بعد عودته من جولة له في الشرق الاوسط و أفغانستان بأنه: “لدينا أدلة مثيرة للقلق على أن إيران تحاول التأثير، باستخدام المال، على الانتخابات العراقية. هذه الأموال تستخدم للتأثير على المرشحين والتأثير على الأصوات”.، هذا التصريح ومع أهميته لکنه لايشکل شيئا قياسا لما يعلمه و يعرفه الشعب العراقي عن الدور الخبيث للنظام الايراني في العراق و سعيه الدؤوب من أجل تغيير مسارها الحقيقي نحو مسار مشبوه يخدم تطلعاته و أهدافه خصوصا وإنه صاحب باع کبير بهذا الصدد وإن تجاربه في داخل إيران تشهد له بذلك.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية عندما يقوم بإهدار أموال الشعب الايراني الذي هو في أمس الحاجة لها، في الانتخابات العراقية، فإنه يؤکد على أن مصالحه کنظام قمعي إستبدادي کانت و تبقى فوق مصالح الشعب الايراني، وبطبيعة الحال فإن أية قوة و أطراف سياسية عراقية تنجح عن طريق هکذا دعم”مرفوض”، فإنها ليس لاتمثل الشعب العراقي فقط وانما هي أيضا تشکل مجرد ذنب و تابع ذليل لنظام مکروه و مرفوض من جانب شعبه.
الشعب الايراني الذي أعلن عن طريق إنتفاضة 28، ديسمبر/کانون الاول الماضي، عن رفضه لتدخلات النظام الايراني في بلدان المنطقة، فإن من المنطق أن تنتبه القوى و الاطراف الوطنية العراقية و تقف بوجه هذا التدخل السافر و غير المقبول من مختلف الاوجه.