لم يتسنى لأي نمط أو شکل من أشکال الاستعمار والاحتلال التي حدثت عبر التأريخ ماقد تسنى لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من طريقة غير عادية لبسط النفوذ وفرض الهيمنة على 4 دول في المنطقة، إذ قامت بعملية مزج وخلط غير مسبوقة بين المسائل الدينية والطائفية من جانب وبين العمالة والتبعية فقامت من جراء ذلك بتوليد وإنتاج نمط غريب وشاذ لم نشهد له مثيلا في العصر الحديث، ومع إن شعوب الدول الاربعة الخاضعة للنفوذ الايراني والعالم کله يعلم جيدا بأن هذه الانماط هي بمثابة حالات غريبة ودخيلة ومشبوهة بکل جلاء، لکن مع ذلك لازالت باقية ومستمرة والانکى من ذلك إن طهران تحارب شعوب ودول المنطقة وتهددها بميليشيات مٶدلجة من أبنائهها!
الاوضاع المضطربة والمتوترة على الدوام في العراق ولبنان واليمن وسوريا، هل کان يمکن أن تکون کذلك لولا التدخل الايراني وتأسيس ميليشيات وجماعات مسلحة من أبناء هذه الدول تحت شعارات ومسميات براقة وطنانة في الظاهر ولکن جوفاء وفارغة في الداخل، إذ إن هذه التنظيمات المشبوهة التي صارت بمثابة حالات طفيلية على إقتصاديات بلدانها وتساهم بخلخلتها والعبث بها بصورة بالغة السوء، لکنها وفي الوقت نفسه تقوم بتقديم خدماتها لطهران وتبادر وبصورة مستمرة الى تنفيذ مخططاتها کما يراد منها، ولم يتوقف خطر هذه التنظيمات الدخيلة على واقع وتأريخ هذه الدول الاربعة عند هذا الحد، بل إنه قد تجاوز حدود الخطر الداخلي ليصبح أيضا خطرا على المستوى الخارجي خصوصا وإنها وکما صار واضحا للعيان إنها بمثابة بنادق تحت الطلب لإيران!
سعي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وهذه التنظيمات المشبوهة نفسها من أنها تنظيمات وطنية تحرص على سلام وأمن وإستقرار هذه الدول، هو سعي خائب کونه لم يعد يقنع أحد، ولاسيما إذا ماعلمنا بأنه قد تم فضح عناصر قيادية في هذه بکونها تستلم رواتب شهرية من الحرس الثورية الايراني وإن أسمائها مدرجة ضمن قوائم الرواتب الخاصة بها وهذه حقيقة أثبتتها منظمة مجاهدي خلق عندما قامت بالکشف عن قوائم الرواتب تلك، مع إنه وعلى الرغم من ذلك فإن قيادات هذه التنظيما ماأنفکت تعلن وبکل صلافة تبعيتها المطلقة للنظام الايراني ومن إنها تلتزم بالاوامر الصادرة إليها من”ولي أمرها” في طهران!
عمليات التهديد والخطف والاغتيال والابتزاز التي تعرض ويتعرض لها کل من يبادر للوقوف بوجه هذه الحالة السلبية، صارت تجري بصورة مکشوفة أملا في خنق وإجهاض أية حالة رفض لها ولکن، ولأن شعوب هذه البلدان الاربعة خصوصا وبلدان المنطقة والعالم عموما صارت تدرك وتعي بأن هذه التنظيما هي بمثابة جيوش مشبوهة مٶدلجة تعتبر إمتدادا للحرس الثوري الايراني المشبوه عالميا والمعتبر بمثابة يد النظام الايراني لتصدير التطرف والارهاب، فإن هذه الحالة لن تدوم کما يريد ويتمنى النظام الايراني بل إنها آيلة حتما الى زوال!