في عالم السياسة يجب تجزئة المواقف ، وإستثمار الجيد منها لخدمة مصلحة البلد ، ومع إختلافنا مع بعض مواقف قسم من سكان الأعظمية المتعلقة بتأييدهم المطلق لنظام صدام حسين دون إدانة جرائمه في قتل الأبرياء وخطف النساء وحرمان الشعب من ثروات ، وإشعال الحروب مع الكويت وأميركا .. لكن سكان الأعظمية هم أهلنا وأبناء وطننا ، ومن المؤسف حالة ( الإغتراب ) التي يشعرون بها داخل وطنهم بسبب خطر النظام السياسي الطائفي وخطر الميليشيات ، وموقف شجعان الأعظمية الأخير كان وطنيا بإمتياز ويخدم العراق بأكمله عندما تصدوا للغزو الإيراني الجبان الذي نفذته بعض الأيادي الحقيرة وحاولت تلويث سماء وأرض وأعين العراقيين بصور حفنة من القنلة والمجرمين من العجم الإيرانيين المثيرة للقرف !
لقد كان عملا جبانا صبيانيا ، وإيغالا في الإستفزاز لمشاعر كل العراقيين الشرفاء وليس سكان الأعظمية فقط ، وبرهانا على إنهيار الدولة وسيطرة العجم الإيرانيين عليها ، وفقدان الحصانة الوطنية لدى قسم كبير من أبناء الشعب الذين إستسلموا لتغلغل العدو الإيراني داخل بلدنا .
وهذه إحدى الإشارات التي تنبئ عن مستقبل بغداد حيث يجري العمل الميليشياوي الإيراني على تهجير سكانها من أبناء السنة وتحويل بغداد الى مدينة إيرانية صرفة تتحكم بها الميليشيات الإيرانية ، ولعل الأعظمية على المدى المتوسط والبعيد مشمولة بجرائم التهجير إنتقاما من سكانها الذين يرفضون الإحتلال الإيراني !
نصيحتي كعراقي شيعي يرفض االظلم وإنتماؤهم الوطني هو الأصل والأول والأخير .. نصيحتي لسكان الأعظمية وجميع أبناء السنة في بغداد ..بما انه الدولة منهارة ، والأجهزة الأمنية مفككة ومخترقة من الميليشيات .. يجب عليكم الإستعداد للدفاع عن النفس وأخذ الحيطة والحذر من غدر الميليشيات الإيرانية ، وتسليح أنفسكم بما تيسر من السلاح وحماية أرواحكم وأعراضكم وممتلكاتكم ، فالحرب الأهلية قادمة حتما ومخطط إخلاء بغداد من السنة سوف ينفذ ، على غرار جرف الصخر وغيره ، ومن يدري ربما غدا يرتبون سيناريو وجود خلايا داعشية في الأعظمية كمبرر لإستباحتها وتهجير أهلها !