( وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ * قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ۖ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ *وَجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ۚ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ )
رغم أن أخوة يوسف قاموا بالإعداد الجيد لجريمتهم واتهموا الذئب وجاءوا بدم على القميص ليخدعوا يعقوب إلا إن أباهم اكتشف الجريمة من خلال قولهم ولو كنا صادقين ، فهم بكلامهم هذا قد فضحوا كل المخطط فكان رده عليهم بل سولت لكم أنفسكم أمراً .
ويبدو أن المحللين ومعهم أبناء الشعب استوعبوا الدرس من يعقوب (عليه السلام ) ومن كثرة معايشتهم للأحداث وكثرة التصريحات للفرقاء والمتخاصمين فقد كانت جميع التحليلات بعد تفجير الكرادة تصب في اتهام جهات في السلطة لها أجندات تهدف للاستحواذ من جديد على السلطة لإحكام سيطرة إحدى الدول المجاورة على العراق وهذا ما ظهر من خلال كلام الناس في الشارع وردة فعل عوائل الشهداء رغم أن داعش تبنت المسؤولية عن التفجير ، وكان على إيران أن تتحرك بسرعة لتحويل البوصلة من جديد إلى داعش ودفع التهمة عن نفسها فكان لا بد من عمل يكون له القوة والتأثير على الساحة الشيعية بالخصوص لتوجيه الأنظار إلى داعش والسنة من جديد ولا يوجد أفضل من العتبات المقدسة في العراق تصرف الأنظار ولهذا تم استهدافها بتفجير مرقد السيد محمد في قضاء بلد التابع إلى محافظة صلاح الدين ، وهذا التحليل وحده يفضح إيران ويوجه تهمة التفجيرات الأخيرة إليها .
ومع ذلك سوف تجد من يدافع عن إيران من الأبواق ومن المغشوشين بدعاية المذهب والدفاع عن المقدسات ، ولهذا سوف نعطي قرائن أخرى تُبعد العملية عن داعش وتقذف بها في ساحة إيران وسنجد داعش بريئة من تفجيرات مرقد سيد محمد كبراءة الذئب من دم يوسف .
ومن هذه القرائن أن العملية تمت عن طريق أشخاص يستخدمون سيارات وملابس الحشد من أجل الوصول إلى المرقد ، فإذا أمكن لأفراد داعش أن يرتدوا ملابس مشابهة لملابس الحشد فكيف يمكن أن يستخدموا سياراتهم ؟ ولولا فتحهم النار على الناس قرب الإمام لم يتمكن أحد من معرفتهم . وهذا يعني أنهم من أفراد الحشد الموالين لإيران أو من داعش الإيرانية فدخلوا بسيارات الحشد .ومن القرائن الأخرى تصريح رئيس لجنة الأمن النيابية حاكم الزاملي الذي جاء فيه (المواد المتفجرة المستخدمة في استهداف مرقد السيد محمد هي ذاتها المستخدمة في استهداف الكرادة وإجراءات الدفاع المدني في الحادثين غير فعالة ) .
وقد أدانت إيران الهجوم على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي الذي وصف الهجوم على الأماكن المقدسة بأنه يبعث على الخزي والعار ، فيما قال خطيب جمعة طهران أن الإرهابيون صنيعة أمريكا وبريطانيا والصهيونية .
وتشير هذه التصريحات الإيرانية إلى بدء التأجيج الطائفي ، إضافة إلى أنها رسالة تدخل ضمن التنافس على الساحة بين إيران وأميركا .
ولهذا نرى المرجع العراقي السيد الصرخي يؤكد باستمرار على وقف التدخل الإيراني لأجل توفير الاستقرار لأبناء الشعب العراقي كما جاء في بيانه الموسوم مشروع خلاص بمطالبته ( إصدار قرار صريح وواضح وشديد اللهجة يطالب إيران بالخروج نهائياً من اللّعبة في العراق حيث أنّ إيران المحتل والمتدخّل الأكبر والأشرس والأقسى والأجرم والأفحش والأقبح ) ويبين المرجع الصرخي من خلال لقائه مع صحيفة الشرق الأوسط ( إن تدخل إيران في المنطقة دفاعاً عن مصالحها فقط والشيعة وقودها ) وأضاف ( إن التمدد الإيراني لن يتوقف عند حد ما دامت الدول والشعوب مستكينة وخاضعة ولا تملك العزم والقوة والقرار للوقوف بوجه الغزو والتمدد القادم والفاتك بهم ) موضحاً أن ( السياسة والحكم التسلطي والمشاريع الإمبراطورية التوسعية تفعل كل شيء وتقلب كل الحقائق من أجل الحفاظ على وجودها وتسلطها وتنفيذ مشاريعها ) .
ولأجل هذا على الشعب أن لا ينخدع بالتضليل الإعلامي الذي تمارسه الأبواق المأجورة التي لا تهتم لسفك دماء الأبرياء .
وأخيراً إذا كان أخوة يوسف قد غدروا به في غيابة الجب فهم لم يكرروا الغدر بأخيه بنيامين ، بينما نجد أن إيران وأتباعها في العراق قد غدروا بأهل الكرادة وأتبعوا ذلك بتفجير مرقد السيد محمد بن الإمام الهادي ( عليهما السلام ) في محافظة صلاح الدين .