23 ديسمبر، 2024 2:51 ص

إيران بين الخليج وكردستان

إيران بين الخليج وكردستان

تمثل إيران أحد مؤرقات الوضع، وصناع الفتن بالشرق الأوسط، فالسياسة الإيرانية تعتمد فى استراتيجيتها العامة على صناعة أذرع مسلحة، أو مسيسة، بدول المنطقة تخدم بشكل كامل مصالح دولة الملالي.
وعلى مدار عقود، نجحت السياسة الإيرانية فى إثارة الأوضاع بلبنان بفضل ذراعها المسلح حزب الله، كما أسقطت اليمن فى دائرة الفوضي بدعمها العسكري للحوثيين، كما جعلت العراق جزء من أمبراطوريتها الفارسية وبغداد عاصمة لنفوذها كما صرح بذلك مستشار روحاني منذ سنوات.
قابل هذا التوغل والإنتشار الإيراني، انحسار عربي، وتقوقع حول الذات والمشاكل الداخلية، بصورة منحت إيران المزيد من المكاسب والنفوذ بدول المنطقة.
وبعد أن استفاق العالم للخطر الإيراني، وبدأت واشنطن فى محاصرة نظام الملالي، ومنعه من تصدير النفط ، وتجريم الدول التي تستورد نفط إيران فى محاولة لفرض حصار كامل على نظام الملالي وجعله يلتزم بالشرعية الدولية.
يجدر بالدول العربية أن تستعيد نفوذها التي استولت عليها إيران، وخاصة بدولة كالعراق التي خضعت بشكل شبه كامل للنفوذ إلإيراني منذ سقوط نظام البعث ، وعلى الدول العربية أن تستغل وجود شخصية عراقية مثل الزعيم الكردي نيجرفان بارزاني فى رئاسة إقليم كردستان فى ظل مواقفه الرافضة للنفوذ الإيراني ووقوفه فى وجه الطموحات الإيرانية بالإقليم بصورة جعلت من كردستان عقبة فى طريق تحقيق إيران سيطرتها الكاملة على العراق.
يمثل إقليم كردستان فى ظل رئاسة نيجرفان بارزاني حائط الصد الرئيسي فى مواجهة النفوذ الإيراني بالعراق، وبارقة الأمل الأخيرة فى انحسار ولاية الفقيه وغروب شمسه، وعلى الدول العربية أن تدرك أن دعم إقليم كردستان، وضخ استثمارات قوية فى اقتصاده، سيعمق حصار نظام الملالي ويقوض استراتيجيته التوسعية بالمنطقة.
على دول الخليج وعلى رأسها السعودية أن تدعو السيد نيجرفان بارزاني لزيارتها ، وأن تفتح وسائل اتصال مباشرة مع إقليم كردستان، وإن يتم تشكيل لجان اتصال وتنسيق مشتركة بين أربيل والرياض أو كردستان ومجلس التعاون الخليجي.
يقف نيجرفان بارزاني وحده فى مواجهة النفوذ الإيراني الذي سعي مرارا للسيطرة على أربيل كما سيطر على السليمانية، وبقي بارزاني نائيا بنفسه وحكومته عن مظلة الملالي الحارقة التي لا تعرف عن الانسان سوي مذهبه ودينه فى حين تبني نيجرفان سياسة التعايش والتأخي بصورة جعلت من كردستان واحة تعايش لا فرق فيها بين سني وشيعي أو مسلم وأيزيدي أو مسيحي .
تحتاج الدول العربية لتجربة التعايش التي تنعم بها كردستان، وتحتاج كردستان لدعم الدول العربية لتحقيق نهضتها الإقتصادية واستكمال تجربة نجاحها، ويحتاج الطرفين بعضهما البعض لمواجهة التغول الإيراني بالمنطقة.
على الدول العربية أن تجعل من رئاسة نيجرفان بارزاني لكردستان نقطة تحول فى سياستها واستراتيجتها لمواجهة إيران بصورة يصبح معها دعم القوي الرافضة لإيران، ودعمها سياسيا وإقتصاديا، أولوية قصوي لتلك الدول التي عانت على مدار عقود من التهديدات الإيرانية التي لا تعترف بالشرعية ولا بالقانون الدولي.