23 ديسمبر، 2024 1:16 م

إيران بسطت سيطرتها في العراق وغيره من خلال المرجعيات الأعجمية

إيران بسطت سيطرتها في العراق وغيره من خلال المرجعيات الأعجمية

لا يخفى على احد المكانة والموقع الحساس الذي تحظى به المرجعية الدينية وخصوصا في المجتمعات الشيعية، فهي اللاعب والصانع الرئيسي للحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية للمجتمعات، وهي التي تمتلك القدرة على تحريك الجماهير بفتوى واحدة، لما تتمتع به من حق الطاعة الاعتباري الذي وضعه لها الشارع المقدس ضمن ضوابط واليات ذكرت في البحوث والدراسات الدينية، فراجع.من هنا ندرك جيدا أسباب قصة الصراع المستمر للهيمنة على هذا الموقع، فهو يمثل هدفا للدول المستبدة تتسابق من اجل السيطرة عليه والتحكم فيه، لحماية نظامها وسلطتها الحاكمة، وتوظيفه بما يخدم توجهاتها ومصالحها وأجنداتها العابرة للحدود، ولقد استطاعت إيران في بسط هيمنتها وتحكمها على المؤسسة الدينية، بعد أن تمكنت من اختزال هذا الموقع في شخوص إيرانية انتهازية أعجمية، وجعلته خطاً أحمرا على غيرهم، حتى صار يدار بطريقة النظام الوراثي فعندما يرحل المرجع يرثه آخر من سلالة أعجمية، تتوفر فيه الضوابط التي تنسجم مع إرادة طهران وتوجهاتها التوسعية التمددية، ولما كانت النجف القطب الذي تدور حوله رحى الشيعة وهي مهبط وقلعة ومقر المرجعية دخلت في حسابات الهيمنة الإيرانية.حرصت طهران على صناعة المرجعيات، وتصديرها للعالم العربي والإسلامي، مرجعيات إعلامية، فارغة من الجانب العلمي، لأن العلم يعتبر مصدر قوة للمرجع والحصن الذي يتحصن فيه من التحديات والضغوطات الخارجية ووسائل الترهيب والترغيب، وهذا ما لا ينسجم مع توجهات إيران فهي تريد من الشخص الذي يتقمص موقع المرجعية، مرجعا فارغا ضعيفا حتى تمتطيه وتوظفه لتحقيق مصالحها ومن أهمها التحكم في إرادة المجتمعات وتحريكها كيفما تريد واستخدامها وقودا لتسيير قافلة أجنداتها الخبيثة، وهذا يفسر لنا السر وراء الحرب العدائية الأزلية التي تشنها إيران وغيرها من الجهات ضد المرجعيات العراقية العربية التي تمتلك الجانب العلمي والمؤهلات التي تمكنها من قيادة المجتمع وتحريره من التبعية والجمود والتحجر.لقد نجت إيران ومن اصطف معها من دول الاحتلال والاستكبار وفي طليعتها بريطانيا وأمريكا، وبحكم تلاقي المصالح في الهيمنة على موقع المرجعية واختزلته في مرجعيات طائفية أعجمية انتهازية جعلتها القطب الأوحد الذي تدور حولها رحى الشيعة ومن خلالها بسطت نفوذها وهيمنتها على مقدرات العراق وشعبه حتى صار بلاد الرافدين بلدا خاضعا للاحتلال الإيرانية والإمبراطورية المزعومة، ليعيش أسوأ مرحلة في تأريخه، ولم يتوقف التمدد والنفوذ الإيراني عبر جسر المرجعيات الأعجمية عند حدود العراق بل شمل معظم الدول العربية والإسلامية كما هو الحال في سوريا ولبنان واليمن والبحرين والسعودية وغيرها، مما شكل خطر فتّاكا يهدد أمن واستقرار تلك الدول كما نشاهده اليوم،لقد أشار المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني إلى هذه القضية وشخص خطورتها وتداعياتها الوخيمة على المجتمعات وخصوصا في العراق وشعبه مرارا وتكرارا في خطاباته وبياناته ولقاءاته ومحاضراته ففي اللقاء الذي أجرته معه جريدة الشرق الأوسط بتاريخ: 18 أبريل 2015، جدد الحديث عن هذا الخطر المحدق في سياق إجابته على احد الأسئلة التي وجهته إليه الجريدة حيث قال سماحته:((…على الرغم من ذلك الفشل الساحق لكن إيران نجحت وبأساليب مختلفة في السيطرة الكلية على الرموز الدينية والمرجعيات الفارغة الطائفية الانتهازية الأعجمية وغيرها فصارت تحركها كيفما تشاء ومتى تشاء ومن خلالهم تمت السيطرة على عموم الشارع العراقي الشيعي والسني… وهذا الأسلوب ممكن إن يتكرر مع باقي المجتمعات الشيعية في باقي البلدان فتحصل السيطرة الكلية والتحريك الجمعي بنفس المنهج والسلوك في العراق فيسير الجميع جاهلاً غافلاً نائماً مخدَّراً نحو تحقيق المشروع الإمبراطوري المزعوم … والى الله المشتكى وعليه المعوَّل في الشدة والرخاء.)).