19 ديسمبر، 2024 12:23 ص

إيران..الهدف المقبل لهيمنة الغرب وروسيا..وتقسيم المنطقة قادم لامحالة..!!

إيران..الهدف المقبل لهيمنة الغرب وروسيا..وتقسيم المنطقة قادم لامحالة..!!

بوادر حرب بالوكالة ، تستعر في منطقتنا منذ أكثر من عقد من الزمان ، وها هو لهيب تلك النيران يتسع ، ليشمل دولا أخرى ، مرة تحت إطار ديني وفي أخرى قومي أو طائفي ، ويؤجج كل من الاميركيين والروس نيران تلك الحروب والفتن والصراعات القومية والمذهبية ، ليخرجوا هم المنتصرين في نهاية المطاف!!
كان الأمريكيون والروس على حد سواء حاضرون في اشعال نيران تلك الحروب بين دول المنطقة، وهم من يعدون لها العدة ، ويقدمون النصالح والمشورة ، لكي تشتعل اوار حروب لاتبقي ولا تذر!!
كانت حرب اليمن وسوريا والعراق وداعش ، إحدى صور تلك الاشكال من الحروب، التي اوصلت دولا عربية كثيرة الى الحالة المأساوية ، في انها قضت على بقايا أية قوة لدى العرب!!
وبالمقابل فأن إيران أحد أدوات تلك الحرب المستعرة نيرانها في المنطقة، وقد ترك لها الاميركيون والروس على حد سواء حبل القارب لكي تسعى للحضور بقوة في عمليات تأجيج حالات التوتر الطائفي والمخاطرة بالمشاركة في حروب المنطقة، ظنا منهم ان الحاق الهزيمة بطهران وتركيعها والقضاء على معالم قوتها لن يحدث بدون تحريضها على شن الفتن والحروب الطائفية وإشعال المعارك بين عدة جبهات على أساس طائفي ومذهبي، حتى ان ايران وجدت نفسها في نهاية المطاف انها امام معركة ربما أرغمت على خوضها مع العرب، بعد ان اعطتها الولايات المتحدة ضمانات بأنها لن تعترض سبيلها اذا ما ارادت سحق تطلعات الدول العربية وتحويلها الى كانتونات طائفية، ففي مثل هذه الخطوة من وجهة نظر الغرب خطوة تفرض أيران من خلالها إرادتها على دول المنطقة في نهاية المطاف وتكسب معركة ( الطائفة ) ويكون الغرب هو المستفيد الأول من تلك الأزمات!!
وقد تناغمت ايران مع طروحات كهذه ، ظنا منها ان الغرب لن يكون بمقدوره مواجهتها، وما درت ايران انها كانت ضحية ( تضليل غربي ) وعمليات ( نصب أفخاخ )  ادخلتها في متاهات لها اول وليس لها آخر!!
فعلى الرغم من ضعف السعودية من الناحية العسكرية ودول الخليج عموما وتفوق ايران العسكري على تلك الدول مجتمعة، الا ان الغرب لن يترك هذه الدول تستفرد بها ايران ، على طول الخط، ويمكن لواشنطن ان تقلب الطاولة على رؤوس الإيرانيين للدخول في تحالف دولي ضدهم ، على شاكلة ماجرى في العراق بعد عام 2003 ، ويتم قصم ظهر ايران وتلقينها الدروس المريرة ، تحت دعاوى تهديد الأمن والاستقرار في المنطقة ومصالح العالم الغربي ، وبخاصة المصالح النفطية للدول الكبرى ومنها الولايات المتحدة التي لن تترك ايران تتمدد على هواها دون ان تلقنها الدرس الذي تستحق ان هي خرجت عن الخطوط الحمر المرسومة لها!!
بل انه حتى الاتفاق النووي الغربي مع ايران انما كان ( خديعة ) لإيران وطهران تعرف انها دخلت في طوق حصار غربي دولي عليها، لكنها ما زالت تراهن على فرض هيمنتها على دول المنطقة العربية عل بعض شعوبها يكون لها عونا  (طائفيا) على ألاقل ، لكي تستغل ايران شعوب تلك المنطقة لتحول ساحات تلك الدول الى مواجهة مع الغرب والولايات المتحدة على وجه الخصوص.
وما حدث من توتر واحتراب متصاعد في العلاقات بين الرياض وطهران مؤخرا ادى الى أن تضطر السعودية وبعض دول الخليج والسودان لقطع علاقاتها مع ايران مايعد من وجهة نظر مراقبين  بداية اشتعال نيران حرب طائفية قد لاتبقي ولا تذر!!
كانت مواقف الادارة الامريكية أزاء إعدام النمر غريبة وغامضة ويبدو بين ثنايا تصريحاتها حالات من الشك والريبة وربما ( نفاقا ) أمريكيا لم يكن مألوفا على هذه الشاكلة مع الرياض ، اظهرت فيها الولايات المتحدة انها كانت غير راضية عن خطوة السعودية تجاه إعدام رجل الدين هذا ، متعللة بأن هذه الخطوة من شأنها  أن تعرض المنطقة وأمنها لعدم الاستقرار ، ويؤى فيها مراقبون ان تلك المواقف لاتتناسب وحجم علاقات الرياض القوية مع واشنطن.
ولم يتوقع السعوديون ان يكون النفاق الامريكي على هذه الشاكلة من التبرير غير المتوقع ازاء ما حصل للسعودية  من اعتداء سافر على سفارتها بسبب اعدامها رجل الدين الشيعي نمر النمر ، وكانت الرياض تتوقع ان تقف الولايات المتحدة الى جانبها في هذه المحنة ، أو على الأقٌل لاتشكك بما اتخذته من اجراءات لمكافحة الارهاب ، لا ان تترك لطهران مساحة من استغلال الظرف الدولي المتعاطف مع موقفها ، امريكيا واوربيا ، حتى تكتشف ان الغرب قد خدعها هذه المرة أيضا على شاكلة ماجرى مع ايران، لكن ايران راحت تصعد الموقف الى اقصاه مع السعودية بعد ان وجدت ان الموقف الامريكي مثار رضا ايراني ولم تكن حتى طهران تتوقع ان ترى موقفا امريكيا متذبذبا يتناغم مع توجهاتها العدائية ضد السعودية.
ويرى مراقبون انه لو وجدت ايران عينا حمراء من واشنطن لما تجرأت على مهاجة السفارة السعودية لديها وتحريض متطرفين من مواطنيها على احراقها، وما ادى كل ذلك من تدهور خطير في العلاقات بين الرياض وطهران حد القطيعة الكاملة بين البلدين .
اما المضحك المبكي في هذه الازمة والذي يدعو الى السخرية والرثاء هو هذا (العرض) الروسي لـ ( الوساطة ) بين ايران والسعودية تحت تبرير ان موسكو تسعى لتخفيف حالة التوتر بين البلدين!!
ويرى مراقبون أن السعودية تدرك تماما ان واحدا من اتساع مديات التهور الايراني في المنطقة كان بسبب الموقف الروسي الداعم لإيران في كل المديات وبخاصة ازاء الازمة السورية، وسعي موسكو لاقامة تحالف روسي ايراني عراقي سوري ، ليكون حلفا جديدا مناهضا للحلف العربي مع دول الغرب، فكيف يكون من له تدخل واضح في الشأن العربي ( وسيطا ) نزيها وهو غارق حتى اذنيه في التدخل بشؤون المنطقة ويسهم في اشعال نيران حروب طائفية ، وصب الزيت عليها لتزداد اشتعالا!!
بل ان (سمعة ) روسيا لدى العرب منذ سنوات طويلة كانت محل شك وريبة ، ان لم تكن غاية في التدهور والسوء ، بسبب تقلبات المواقف الروسية مع عموم الدول العربية وخذلانها لها ، في اغلب معارك العرب مع اسرائيل وامام كل التحديات التي واجهت انظمتها ، فقد خذلتهم روسيا في أكثر من مرة، ما خلف بحارا من الشكوك والمرارات أزاء الموقف الروسي أزاء العرب!!
ما نريد ان نقوله في نهاية هذا الاستعراض ان هناك ( توافقا ) روسيا امريكيا على اشعال نيران الحروب في المنطقة من جديد ، لتخوض كل من ايران ودول المنطقة حروبا بالنيابة عنهما ، ويمكن أن تكون ايران احدى ادوات تلك اللعبة المرتقبة،عله يكون بمقدور الغرب وموسكو على حد سواء ارغام ايران على دخول اوار تلك الحروب لاستنزاف قدراتها وتدميرها شيئا فشيئا ، على أمل أن تأتي مرحلة لاحقة تهيىء لـ ( مواجهة دولية ) مع إيران ، تتخذ من اية مغامرة ايرانية طائشة فرصتها للانتقام من طهران لتمريغ انفها في وحل المنطقة ، حتى تخرج ( ذليلة ) و(مكسورة الجناح ) ليس بمقدورها تصدير ( ولاية الفقيه ) مرة أخرى، ان لم تتحول ايران بعد تلقيها الضربة ( التأديبية ) الى ( حمل وديع ) ، سيضطر الى الرضوخ لارادة الغرب، شاءت طهران أم أبت ، وسيكون مصير شعبها أتعس حالا مما واجهه العراق من أهوال، وقد يحرك الغرب وموسكو كل قوميات ايران في ازمات اقتتال قومي وأتني، ويكون قصم ظهر ايران في هذه الحالة أكثر يسرا وسهولة دون ان يقدم الغرب خسائر تذكر في تلك الحرب التي اضرموا نيرانها في المنطقة لتخرج كل شعوبها خاسرة هذه المرة، وسيكون بمقدور كل من الولايات المتحدة والغرب وروسيا ضمان سيطرتها على هذه الدول، ويجري اعداد خارطة للمنطقة، لانستبعد فيها تقسيم الدول الى كانتونات قومية وطائفية، يتم تقسيم كل دولة الى ثلاث دويلات أو أكثر ، ليسهل ابتلاع المنطقة بعد ان جرى تفتيتها وتفكيك دولها الى كيانات تحترب وتتصارع فيما بينها بمن فيها إيران وتركيا ، وتجد كل من الولايات المتحدة والغرب وروسيا ان الفرصة أصبحت سانحة لإقتسام النفوذ مجددا هذه المرة!!
وتجد روسيا كذلك انها اتخذت من ايران ( مطية ) لتتحرك مع توجهاتها بالاتجاهات الطائفية لتشجع ايران على دخول حلبة الصراع تحت هذا العنوان، لتكون موسكو هي الفائزة بـ ( الجائرة ) في نهاية المطاف ، وتعمل على تفكيك بعض من محافظات إيرانية  مجاورة لروسيا سعيا منها الى الاستقلال!!
وينطبق على مصير إيران بعد كل حروبها الطائفية العبثية مع العرب المثل العربي المعروف ( لاحظت برجيلها ولا أخذت سيد علي ) !!
ولا ندري ان كان ( رجلها ) قد يكونوا ( اقطاب السلطة التنفيذية ) لإيران ، أما (سيد علي) فقد يكون المقصود به ( سيد علي خامنئي )،صاحب نظرية ( ولاية الفقيه ) ، الذي سيضيع المشيتين كما يقال!!
ويرى مراقبون أن طروحات (ولاية الفقيه ) التي يصر خامنئي على تطبيقها، لم تحافظ على إيران كدولة ، ولم تترك لشعوب ايران مجالا ان يكون الاسلام دين التسامح والمحبة ، بدل إشاعة مظاهر الكراهية والأحقاد والضغائن ، حتى كفر كثير من الإيرانيين بـ (الاسلام ) على الطريقة الإيرانية!!
بل ان كثيرا من شباب ايران وبخاصة من راكبي الدراجات ، عندما يصادف رجل دين معمم في شوارع طهران ، يصفع بتلك العمامة بعيدا لكي تتدحرج عند أقرب حفرة على مقربة من شوارعها الرئيسة، إضطر كثير من المعممين على إثرها الى ارتداء زي ( الأفندية ) تجنبا لإستهداف عمائمهم في شوارع طهران !!