إيران الدولة الجارة المسلمة للعالم العربي تجمعها مشتركات عديدة منذ آلاف السنين قبل وبعد الفتح الإسلامي المبين الذي طهر الأدران وأزكى النفوس ومهد السبل للعبادة الأسمى في النواحي الحياتية كافة وصولا الى الخلق القويم للإنسان المؤمن . كنا وما زلنا تزاحمنا الأمنيات بأن تكون إيران أول الماثلين لقيم الكتاب العزيز ولنصوصه المنزلة من الخالق سبحانه باحترام الجار لان العرب هم المرتع الخصب وأصحاب الفضل المتفضلين بالتكليف الإلهي العظيم الذين نقلوا اسباب الإيمان ومقومات الأخلاق للأنام ، كما علموا باقي الأقوام ماهية السيف والقلم أي النور والنار والقصد من النار لا العبادة وإنما فنون القتال بالأسياف والرماح العوالي . الشعب الإيراني طيب الأعراق وسليل الحضارات تعامل مع جيرانه وفق الضوابط الآمرة من العلي القدير بعيدا عن تدخل الغارقين بالوهم من رجال الدين المحبين الى الفرقة والطائفية والحالمين بخيال التوسع المذهبي والتائهين بين اليقظة والسبات الأبدي .
ان الضياع ليس تعبير مجازي في سياق البلاغة التعبيرية والحوارية بل انه يقفز بأصحابه الى حيث التدحرج بالوادي السحيق الذي لا يسمع صداه إلا بأذان الجهلة المارقين . من كل هذه المنطلقات الوضاءة نستنج ان النظام الديني المتطرف الحاكم في طهران يسير بهذا الشعب المعطاة الى حيث المجهول المحتوم . فالعبرة المعتبرة لحكم التاريخ البشري لا تقتصر على ماهية الحكام الفاسدين الذين تحكمهم عوامل الضبابية العقلية او انعدام عناصر التفكير الموضوعي بل لما ينتج من اثر كإرثي على المسرح السياسي او الاجتماعي او الديني والمذهبي إضافة الى المضاعفات المأساوية للاقتصاد الوطني ناهيك عن الآثار الخارجية للعلاقات الدولية .
ان موروث الأسلاف ربما يحدث أنماطا من السلوكيات الذهنية في عقلية الأحفاد غير البررة او الشائنة بالرغم من صياغتها بالذكاء الايراني المعروف بخبثه ومكره ولكنها تبقى علامة غير مضيئة في الشواهد التاريخية . وإذا ما عكسنا تلك التصورات على النظام الفاشي الديني سوف نصل بالتأكيد الى الحقيقة الناصعة التي ترشدنا لحتمية صواب القرار الاستراتيجي بأنه نظام لا يمكن رشده الى جادة الصواب او تقويض انحرافه إلا بالغة الراشدة لكل منحرف عن المسيرة الإنسانية . يظن الدجال أحيانا ان معطيات الأمور الدينية المسيسة تسير وفق منظوره المريض ولكنه يصطدم دائما بأرضية الواقع العقلاني الذي يحفز خلايا ضميره الميتة لا من اجل مصالحه الذاتية بل لأجل الملايين الإيرانيين المحرومين . صحيح ان الأساليب الملتوية في التعاملات العامة والخاصة قد تحدث مكسبا نفعيا بلا حدود ولكنها لن تمضي هكذا في عالم السياسة الوطنية والدولية مثلما هو الحال مع الأحزاب الدينية الحاكمة في العراق وهي توأم الحزب الديني الإيراني الذي اثبت بلا منازع بأن الطائفية المذهبية خطه العام في إدارة شؤون العباد وهو عازم على فرضها بالقوة النووية بأي حال من الأحوال . من المعروف عن الثوابت الدولية ان المسار العام الذي ينظم العلائق البشرية هو حسن النوايا والامتثال الى الأعراف والتقاليد التي نظمها القانون الدولي التي يفتقدها نظام الملالي . لقد خادع المجتمع الدولي حول مشروعه النووي دون ان يعلم بالعواقب الوخيمة التي تجره الى الضياع . كما خادع نظام الشاه المقبور العالم العربي بشأن الجزر الإماراتية المحتلة ( طنب الكبرى والصغرى وانو موسى )
بعد ان أرسى سياسته التوسعية نظام الحكم الديني الحالي الذي نقض دعائم الاتفاق الأخلاقي مع دولة الإمارات العربية المتحدة وراح يعربد بكل مفهوم قانوني تحكمه القوانين الدولية الخاصة بالبحار والجزر التابعة لها . وبذات الوقت انه استدرج منظمة الطاقة النووية الدولية الى حيث لا تدري ؟ وراح يغرق بالأوهام الذرية وتجعله ينتعش بالخداع حتى يقدم على تهديد العالم بغلق مضيق هرمز الحيوي ونحن نعلم كما يعلم صناع القرار الاستراتيجي الإيراني كونهم اضعف من غلق جيوب أنوفهم حين تشتد المنازلة مع أمريكا والغرب او المجتمع الدولي صاحب الإرادة في تطبيق المواثيق الدولية المانعة لوسائل الغش في العلاقات الدولية . اذن هذه المعايير أصبحت حجج دامغة بحق النظام الفاشي بل لكل الأنظمة القمعية التي تختبئ تحت مظلة الدين الحنيف .
ان متعددات التدنيس كثيرة ومتنوعة ضمن العلاقات المجتمعية التي تحكمها القوانين العقابية الوطنية ولكنها غير مقبولة بالمطلق إذا تعدت الحدود الجغرافية للبلد هذا ما تجاهله حكام إيران ظنا منهم بأن الخداع يحقق الأهداف والغايات ولكنهم في غيهم سائرون لان حقوق غيرهم تخضع الى مشيئة القوانين السماوية والوضعية . فأن الضياع المنتظر لهذه السياسات الهمجية أمر محسوم ؟؟؟؟