18 ديسمبر، 2024 10:49 م

إيران ..الصعودُ الى هاويةِ الحرب..!!

إيران ..الصعودُ الى هاويةِ الحرب..!!

يتجّهُ الصراع في الخليج العربي ومضيق هرمز،بين أمريكا وإيران ،الى التصعّيد الخطير، خاصة بعد نجاح الإدارة الامريكية ، إنشاء تحالف أمريكي – عربي خليجي –أوروبي، لحماية النقل البحري في مضيق هرمز،بعد تعرض البواخر والسفن النفطية والتجارية البريطانية والاوربية ،الى القرصنة الايرانية ، وإسقاط طائرة أمريكية مسيّرة في هرمز،وقبل ذلك قصف لحقول الضخ السعودية النفطية ،وتفجيرات الفجيرة الاماراتية، وغيرها من الاستفزازات الايرانية والتهديدات، التي نفذتها أذرع إيران في العراق، بقصف السفارة والمعسكرات الامريكية للجيش في العراق ،في ظلّ توسع التحالف الامريكي ضد ايران، ليشمل المانيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا واسبانيا ودول الخليج العربي، ومؤتمر البحرين الآن لتأمين الممرات مثالاً، يرافقه تهدّيد إيراني لدول أوربية، بإلغاء الاتفاق النووي، وتخفيض تمثيله،وتهدّيد علني لبريطانيا من قبل الرئيس روحاني (بعواقب وخيمة )،إذا لم تفرج بريطانيا عن السفينة المحتجزة في جبل طارق،إذن بريطانيا دخلت على خط الازمة بقوة ،وردٍّ قوي مباشر ورفض صفقة تبادل إحتجاز السفينتين الايرانية والبريطانية،بل وطالب وزير الخارجية البريطاني الدول الاوربية، بالإسراع الانضمام الى إنشاء جيش، تقوده أمريكا في مضيق هرمز،وهذا تناغم بريطاني – أمريكي مهم، وتطابق في الرؤى الإستراتيجية بينهما تجاه إيران، لحماية السفن والناقلات التجارية والنفطية، من التهديدات الايرانية ،إن التحشّد العسكري الهائل في الخليج العربي والمنطقة ، هدفه الأساسي ردع وإسقاط ومواجهة النظام الايراني ، الذي وصفه ماك بومبيو وزير الخارجية الامريكي، في آخر مؤتمر صحفي له قائلاً،(أن إيران راعية الارهاب الاولى في العالم ويجب ردعها)،إذن لايمكن فصل السياسة الامريكية وتحضيراتها في المنطقة، عن مجمل مايجري في مضيق هرمز وحرب الناقلات، في مقابل هذا إنعقد مؤتمر فيينا، بحضور ايراني وامريكي، ولم يثمر عن شيء يوقف العناد الايراني ويروّضه، وخرجت إيران خالية الوفاض وفشل المؤتمر، الذي كان ربّما الفرصة الأخيرة لإيران ،لكي تعود الى رشدها، وهي تتحّدى العالم كّله، نعم إيران أصبحت معزولة دولياً، ووحدها في خندق( هي وميليشياتها ) ، مقابل العالم كله في الخندق الآخر، إيران بكل تصريحاتها وإستفزازاتها لدول العالم والمنطقة تصعد برجلها ،نحو الهاوية بكل تأكيد، وهذه الهاوية هي نهاية نظام الملالي الذي حكم الشعب الايراني، بالحديد والنار طوال أربعين عاماً مضت، فهل ينتفّض الشعب الأيراني ضد نظامه الذي يهدّد العالم بإرهابه، وهل تعوّل السياسية الامريكية البطيئة ضد ايران، على إنتفاضة كبرى للشعب الايراني، وإسقاط نظامه، كما حصل في الجزائر والسودان، الإدارة الأمريكية كما يعلم الجميع،نفسها طويل في القضايا المصيرية، وبطيئة التقدم نحو أهدافها، قبل أن تضمن النتائج ،وهذا ماحصل مع العراق، ويحصل الآن مع إيران، الرئيس ترمب يستخدم سياسة ضبط النفس الى حد بعيد،أمام إستفزازات ايرانية لاتحتمل أمريكياً، ومع هذا أجّلَ ترمب ضربته العسكرية لإيران في لحظة صحو،بمعنى أن أمريكا مستعدّة للحرب العسكرية التي لابد منها في نهاية اللعبة ،أمام العناد والعنجهية الايرانية الفارغة، أما السياسة الامريكية في العراق، ضد النفوذ الايراني، فقد نجحت الادارة الامريكية، في خلخلة النفوذ وأخذ يترّنح هذا النفوذ، أمام جملة إجراءات امريكية صدعت العملية السياسية وفككّتها ، فقد أصدرت وزارة الخزانة الامريكية قراراً بفرض عقوبات قاسية على شخصيّات ( محسوبة ) على إيران، ووضعتها على لائحة الارهاب ،وانتهاك حقوق الانسان، وكذلك صادق مجلس النواب الامريكي على مشروع قرارآخر، هو ( قرار زعزعة أمن وإستقرار العراق)، بمعنى فرض الوصاية الامريكية الكاملة على العراق ، من أي إعتداء خارجي( يقصد به إيراني )،و وداخلي ويقصد به الميليشيات التابعة لايران )،وهذا يلزم العراق به، ويحذره من عدم تنفيذه والقبول به ، وهناك قائمة أمريكية أخرى ستصدر، بأسماء شخصيات متنفذة وكبيرة ،وضعتها أمريكا على لائحة الارهاب ،وإنتهاك حقوق الانسان في العراق، وهي أسماء ستهز الوسط السياسي والاقليمي،وقد كانت أولى ثمار السياسة والضغوطات الامريكية على العراق، هي إعلان فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي، حلّ الحشد، ودمجه خلال مدة شهرين ،مع الجيش والاجهزة والامنية والشرطة، تنفيذاً ونزولاً عند رغبة وقرار رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، الذي أعلنه قبل مدة بضرورة حل الحشد ودمجه في المؤسسات العسكرية والامنية ، وغلق المكاتب والمقرات كافة في جميع المحافظات العراقية ، وهذا القرار واجهه قادة الميليشيات، برفضٍ وتهديدٍ معلن، لكلِّ من تسوّل له نفسه، بمسّ الحشد الشعبي في العراق، هذه الإجراءات التي جاءت بعد ضغوط وتهديدات أمريكية واضحة، لحكومة عبد المهدي، بسحب يدّ امريكا من العراق، وتجميد أرصدته في العالم، عن طريق البنك الدولي، وايقاف التعاون التسليحي والأمني من قبل أمريكا وحلفائها مع العراق، وترك العراق والعملية السياسية لمصيرها، هنا ظهرت وبفعل خضوع عادل عبد المهدي ،لهذه الضغوط الامريكية ، صراعات وخلافات ،تنذر بحلِّ حكومة عبد المهدي، وإنهيارها، أولى هذه الصراعات ،قيام عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة، بالخروج من حكومة عبد المهدي الى المعارضة، بعد إنتقادات قاسية لأداء عبد المهدي وحكومته من قبل الحكيم وتياره ، وردّ على الحكيم عبد المهدي برسالة مباشرة يفنّد تصريحات الحكيم، ويقول له نظام ( المولاة ونموذج لبنان لايمشي في العراق) ،ثم يشنُّ حيدر العبادي من النجف ،هجوماً كاسحاً على عبد المهدي وحكومته، ويصفها ب( الورقية) ، ولاقيمة لقراراتها التي لاتطبق على الارض، بل يصف عبد المهدي (بالمنّظر)، في ذات السياق تتشكل جبهات وكتل جديدة معارضة لحكومة عبد المهدي ، بل معارضة لأسس حكومة المحاصصة الطائفية ، ومن هذه الجبهات (جبهة الانقاذ والتنمية ) التي يترأسها السيد أسامة النجيفي في سبع محافظات جلّ شخصياتها لم تتلطّخ سمعتها بالفساد والتبعية الايرانية ، وهناك( كتلة المنبر العراقي) ،الذي شكلها السيد اياد علاوي ببغداد، وانطلق الى المحافظات، بنفس أهداف جبهة اسامة النجيفي الانقاذ والتنمية ، وهذه إشارة واضحة على أن العملية السياسية في العراق تحتضر،بفضل المحاصصة والفساد والتبعّية لإيران، وقد وصلت الى الاحتضار والموت السريري، والفشل الحكومي في الخدمات بكافة العراق ، وفشل إعمار المدن المحرّرة وخاصة الموصل دليل هذا، وفي خضم هذا الفشل لابدّ أن تتدّخل الادارة الامريكية ،لفك شفرة المحاصصة ،وتغيّير النهج السياسي الطائفي ،الذي أوصل العراق الى أفسد وأفشل دولة في العالم،لهذا نرى أن السياسة الامريكية تولي أولوياتها للعراق، لأن العراق، والفوضى الذي تضرب شماله بجنوبه ،يمثل التحدّي الأكبر للمصالح الإستراتيجية في المنطقة، فالسيطرة على العراق ،تعني ضمان تطبيق المشروع الأمريكي في الشرق الاوسط، ولضمان ضبط إيقاع العراق، هو التخلّص من الأذرع الايرانية فيه، التي تشكّل التهديّد الأكبر لها في المنطقة ،حسب تصريح (بومبيو )، وهذا يسهّل مواجهة إيران وإسقاط نظامها، بالحصار الأقتصادي وليس بالحرب العسكرية ، كما تصرُّ الإدارة الامريكية ،على إنتهاج سياسة الخنق الاقتصادي المدّمر لإيران ، وهذه السياسية تجبر إيران على المزيد من العناد والتغوّل، وتضليّل الرأي العام ،أن ايران دولة لايمكن مواجهتها عسكرياً ،بفعل التطوّر الصاروخي الباليستي الذي تهّدد به ، وبفعل برنامجها النووي، الذي يشارف على الانتهاء بعد شهور قليلة، وتعوّل عليه كثيراً، في التسويّف والمماطلة ،والتلوّيح بالتفاوض دون شروط مسبقة كخدعة وتضليّل، والمطالبة برفع الحصار، في حين هي لاتقصد رفع الحصار رغم قسوته القصوى، ولكنها تتعّمد المماطلة لكسب الوقت ،لإعلانها دولة نووية ، وهي تقع في نفس الخطأ الاستراتيجي، الذي وقع في الرئيس الكوري الشمالي ،وفشل وسلم كل ما تريده أمريكا، إيران تصعد الى قمة الهاوية بنفسها ، بمحاربتها ومواجهتها العالم كّله ،ونشر الفوضى فيه ….