صوت الحرية، طرق أبواب العديد من الشعوب العربية، حتى أخذ مأخذه فيها، من تغيير شمل العديد من نواحي البلدان، سواء آكان فكرياً أم إدارياً.
إن لكل صوت مصدر ومدى، ومصدر صرخات الحرية، التي رسم على شكل تظاهرات وإحتجاجات، سميت بالربيع العربي، كان لأمريكا وروسيا وإيران المستضعفة دور كبير فيها .
إن البعض يرى أن رياح التغيير، وزلازل الاحتجاجات، التي بدأت في الوطن العربي، كانت نتيجة الإضطهاد والظلم والفقر، الذي يقع على كاهل الشعوب العربية، والبعض الآخر يرى أنها مظاهرات مفتعلة، لغرض إسقاط أنظمة الحكم في البلدان العربية، وكل منهم يميل إلى جهة إنتمائه، فرياح التغيير، التي راح ضحيتها، الشيخ النمر في السعودية، الكل يشير بأصابع الإتهام إلى إيران، وأنها تريد الإطاحة، بنظام الحكم في المملكة، وكذلك ما يحدث الآن في اليمن، وصرخات الحرية، التي تعتلي منارات البحرين، لغرض تغيير نظام الحكم، الكل يربطه بأيران، وأما الحرب الأهلية، التي تتخللها الأجندات الخارجية في سوريا، فكل أصابع الإتهام، تشير إلى السعودية وأمريكا، ودعم الإرهاب (داعش) في العراق، كذلك يرتبط بحكام دول الخليج وأبرزهم آل سعود.
إن ذكاء وحذاقة القادة في السلطة الإيرانية، جعلتهم يصنعون قبة فكرية، لتحمي نظام الحكم في إيران، من كافة منشورات، مواقع التواصل الاجتماعي، فبحكم الاطلاع تبين أن الدولة الإيرانية، تحظر إستخدام الفيسبوك، وبعض برامج ومواقع الشبكة العنكبوتية، إن هذه الخطوة لم تأتِ عن فراغ، بل من دراسة رصينة، لأنهم يعلمون أن رياح التغيير، التي إجتاحت الدول المجاورة لها، لابد وأن تعصف فيها، وأصوات التغيير مصدرها أجندات، وناشطين السوشيل ميديا، وهاشتاك نقل المعركة إلى داخل إيران، قد روج له من الدول المعادية لإيران، فبحكم عداواتها الكثيرة، وإصرارها على برنامجها النووي، ودعمها لجزء من الربيع العربي، جعلها محل خطر على إسرائيل، وكان لابد على أمريكا، أن تسقط نظام الفقيه في إيران، وأول شرارات الإسقاط، هي المظاهرات.
قبل شهرين حدثت حالات شغب داخل إسرائيل، ولكن تمت معالجتها من قبل الحكومة الصهيونية، وهذه الحالات كانت عبارة، عن رسالة توصلها إيران إلى أعدائها، فحواها أن أذرعها تصل إلى أبعد الأماكن، وبالتالي كان لابد، من نقل حالات الشغب، إلى داخل إيران، وبالفعل وصلت إلى قلب طهران، إلا أن حنكة وقوة الحكومة الإيرانية، وتبعيتهم تحت لواء الفقيه، وتصدر مفهوم الوطن فوق كل شيء، جعلهم يسيطرون وبسهولة على هذه الحالات، حتى أنه ظهرت مظاهرات تعدادها، يتجاوز حاجز ال150 الف مواطن، دعماً للحكومة في إيران .
اليوم في العراق، نحن نفتقر لأهم مقومات الدولة القوية، فلا نملك حكومة سياسية محنكة، كما أن الشعب تنقصة الحنكة السياسية، فنرى أن أغلب الشعوب، كإيران وغيرها، تمتلك فكرة التكاتف من أجل الوطن، لمواجهة رياح التسقيط، فهل سيتحقق يوماً، ونصبح دولة شباب قوية، لا تتأثر بالأجندات الخارجية؟ هل سيأتي يوم نستطيع، أن نغلق أفواه الفاسدين، ونتوحد من أجل بلدنا؟