أصبح الموسيقي ومطرب الروك الإيراني شاهين نجفي، 36 سنة ويعيش خارج بلده، أول إيراني على الإطلاق يغني في إسرائيل منذ قيام الثورة الإيرانية الإسلامية عام 1979.
قال نجفي عشية زيارته إلى إسرائيل أنه لن يسمح لتهديدات النظام الدكتاتوري في ايران أن تخيفه وتمنعه من التعاون مع الفنانين الإسرائيليين من أجل السلام.
غنى نجفي أول أمس الجمعة في حفلة روك، هي الأولى من نوعها لمطرب ايراني، بتل أبيب جنبا إلى جنب مع نجم الروك الإسرائيلي عفيف غيفين، وذلك بالرغم من العداء المستحكم بين إيران وإسرائيل منذ ما يقرب من أربعة عقود عندما قطعت السلطات الثورية في أيامها الأولى العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل وحولت سفارتها في طهران إلى مقر لبعثة فلسطين.
غير أن المراقبين يرون أن هذا العداء المستحكم المديد اقتصر على التراشق الإعلامي والتوظيف السياسي، ما عدا بعض الحروب التكتيكية والعمليات النوعية التي قام بها كل طرف ضد الآخر بالنيابة عبر عملاء أو حلفاء من جانب ايران وبالمباشر من قبل إسرائيل، وأن المصالح التي يجنيها الطرفان من حالة العداء أكبر بكثير من الضرر الذي يسببه العداء في العادة.
إيران أدركت منذ البداية أن فض شراكة النظام الشاهنشاهي مع اسرائيل والصهيونية العالمية ورفع راية تحرير فلسطين يمنحها الشرعية الإسلامية والثورية بين شعوب المنطقة العربية والإسلامية على السواء ويفتح لها الطريق لبسط نفوذها ونشر آيديولوجيتها الثورية والدينية وتبنت ولا تزال استراتيجية تصدير الثورة، وإذا نظرنا إلى خارطة الصراع الذي يفتك ببلدان المنطقة لوجدنا أن إيران نجحت فعلا فيها إلى حد بعيد.
إسرائيل من جانبها استغلت الموقف لكسب المزيد من التعاطف الأمريكي والغربي والحصول على المزيد من الدعم المادي والمعنوي الذي مكنها من تنفيذ سياستها العنصرية الصهيونية بسهولة، خلت الا من بعض المعارضة الخجولة، إن في فرنسة أوربا أو أمريكة أوباما، وساعدها على إبتلاع الأراضي عن طريق سياسة الإستيطان وتسقيط حقوق الشعب الفلسطيني الواحد تلو الأخر، الى الحد الذي جعل “النتن ياهو” يتراجع حتى عن حل الدولتين .