18 ديسمبر، 2024 7:09 م

“إيران”مصائد السياسة المكهربة

“إيران”مصائد السياسة المكهربة

هناك نوع غير شرعي أو قانوني من أنواع الصيد في المياه ، هوأن يلقي الصياد شباكه المكهربة في الماء فإذا اقترببت منها الأسماك طمعاً بالطعم كهربتها وكان مصيرها الهلاك والموت لينتهي بها المقام على مقلات الشواء.
هكذا هي إيران بطبيعتها وفسلجتها الخلقية الإستعلائية ، مجوسية كانت او علمانية او إسلامية ، كالكهرباء، من يحتضنها حباً قتلته ومن حاول مصارعتها آذته لذا نجد أن إمبراطوريةً عظمى مثل الإمبراطورية الرومانية لم تحاول أن تخطو خطوة نحو هذين الإتجاهين “في مجال السياسة” وأن النبي (ص )عندما أرسل رسله الى هرقل ملك الروم وإلى كسرى ملك الفرس قام كسرى بتمزيق رسالة النبي (ص) لأن طبيعته الأستعلائية لاترتضي أن يكون أحد فوقه فما كان من النبي (ص )إلا أن يدعو الله عليه أن يمزق ملكه ، وقد حاول الرئيس السابق للعراق صدام حسين بطبيعته المتحدية لكل ماهو غير ممكن أن يخطوها دخولاً إليها من باب الصداقة والسياسة وبادرة حسن النوايا مع الشاه ومن باب دفع الضرر الأكبر بالضرر الأصغر ولكن النتيجة جاءت عكسية وانتهت بحرب لأكثر من ثمان سنوات استنفدت مدخرات العراق الإقتصادية وأكلت الأخضر باليابس وهكذا عِبر التأريخ لاتجد تحالفاً يجمع إيران بدولة أخرى لأن الكل يفهم فسيلوجية الخلقة الفارسي، .لذا استثمرها الغرب كفزاعة لأحداث الإرباك في المنطقة وتمزيق الأمة وامتصاص خيراتها.
دولة إيران لاتكن صديقاً لها فتستعبد ويكون حالك كما يقولها القيادي في حماس خالد مشعل كحال المرءة تحت زوجها في فراشها ، وهذاهو حال قادة العراق اليوم ، ولاتبادلها العداء السياسي فيكون حالك كحال من يصارع خنزيراً في الوحل فيتسخ والخنزير يزداد متعة ، ولقد وعى ذلك الأمر الخليفة الثاني أمير المؤمنين عمر الخطاب (رضي الله عنه) وفهم هذه الطبيعة لذا فإنه وبعد انتصار جيش المسلمين على جيش كسرى فاجأ الكل بقولته المشهورة “ياليت بيني وبينهم جبل من نار لانصل إليهم ولايصلون إلينا ” , ويروى أن الشيخ زايد (رحمه الله) من قبل بما عُرف عليه من حكمة وحنكة كان يفهم هذه الفسيلوجية في الخِلقة الإيرانية لذلك عندما عرض عليه الرئيس المصري حسني مبارك أن يعينه للهجوم على الجزر الإماراتية لتحريرها من قبضة إيران قال: إن شاء الله، وعندما خرج الرئيس المصري التفت الشيخ زايد الى من حوله وقال “وهل هناك عاقل يضع يده في عش الدبابير” ، وعُمان وتركيا أفضل من فهم هذه الحقيقة وتعاملوا معها واقعياً فكم دُفعت عُمان للصدام مع إيران مستغلين قضية “مضيق هرمز” فكان الرد بالتغافل ، وكم دُفعت تركيا للصدام مع إيران حول “الورقة السورية” ولكن جاءت التحركات بعكس ماتوقع الكل فقد تم احتواء الأزمة كلها ولصالح تركيا ، وفهمتها دولة قطر اليوم “بشيخها تميم” فكان المخطط الغربي أن تدفع الى مصيدة الحضن الإيراني كما دُفعت من قبلها حماس لكنها التجأت بذكاء الى القطب الآخر تركيا فكونت معها شبكة حماية سياسية اقتصادية ومن ثم عسكرية استفاد منها كلا الطرفين حيث أن كلاهما مهدد وتحاك ضدهم الدسائس بل أن المنطقة كلها استفادت أمنيا وسياسيا واقتصاديا من هذا التحالف بما فيها دول الخليج من حيث لاتشعر.
الطبيعة الإيرانية لاعلاقة لها بإسلامية إيران أو علمانيتها هي فسلجة خَلقية ،الجنس الإيراني يجب ان يكون فوق دائماً ،هذه طبيعة وفطرة استعلائية مزروعة بجيناتهم الوراثية .
لذا فإن من يتزعم النظام الدولي فهم هذه الطبيعة الإيرانية ويحاول أن يستثمرها لصالحه والخطة تقوم على قاعدة :
“غلق الأبواب بوجه الدولة أو الجماعة المقصودة على أن يترك لها باباً مفتوحاً لتسلكه ظناً منها أنه باختيارها ولكن الحقيقة هو باختيار من دفعها اليه”،ذاك الباب هو “المصيدة الإيرانية المكهربة” كحال مصيدة الذباب الكهربائية يخدعه صفاء نورها فينجذب لها فإذا مااقترب منها صعقته وأهلكته، وبما أن من يدير النظام الدولي يتوقع عجز في موارده فلابد أن يكون المقصود من هذه الخطة(المصائد المكهربة) هي الدول الثرية بالنفط وغيره، وفي مقدمتها دول الخليج أو الدول التي من الممكن أن تستند عليها هذه الدول النفطية وفي مقدمتها دولة تركيا ، وكل من يظن أن أميركا وبريطانيا ومن خلفهم سيتراجعون عن هذه الأهداف فعليه أن يراجع حساباته ، “فالحالب الشرِه لايترك الشاة وفي ضرعها قطرة حليب “.
والحل هو أن يُتخذ القرار من قبل هذه الدول المستهدفة بعد أن تتغافل عن خلافاتها كالعراق(إن كان بهم عاقل رشيد) والسعودية والإمارات وقطر والكويت وعمان وتركيا وغيرها فتفعل وكما تعلمناه في قوانين السير في الجيش فجأةً يأتي النداء “الى الوراء در” فتُضرب القدم الأولى الى الأمام على الأرض ثم يلتفت الرعيل وتضرب الضربة الثانية بالقدم الأخرى الأرض مستديرين إلى الخلف ليعودوا للصلح فهو ضرورة العصر”الصلح الضرورة” ، وهكذا توضع الخلافات جانباً ويجلس حكماء القوم وصفوته على طاولة واحدة وبقلوب صادقة لمواجهة هذا التحدي بعيداً عن شبح اميركا وفزاعتها الإيرانية.