22 نوفمبر، 2024 6:27 م
Search
Close this search box.

إيران، دولة القبضة الحديدية

إيران، دولة القبضة الحديدية

(2ـ2)
حزب توده الذي أعتبر في مرحلة من عهد نظام الشاه أقوى خصم سياسي للنظام، لکن نجاح النظام في التغلغل بين صفوفه و توجيه مختلف الضربات القوية و المؤثرة له جعلت من تأثيره ثانويا في حين برزت منظمة مجاهدي خلق بطروحاتها و مواقفها السياسية و الفکرية المتميزة کأخطر خصم سياسي ذو تأثير استثنائي للنظام.
معظم الذين يزعمون حاليا بتراجع دور منظمة مجاهدي خلق في إيران، يتفقون تماما مع الرأي القائل بأنه لولا الدور السياسي التنظيمي التعبوي البارز الذي أدته المنظمة بين صفوف الشعب الايراني، لما کان ممکنا أبدا التمهيد للأرضية المناسبة لسقوط النظام،والذي کان يلفت الانظار کثيرا و يثير التعجب و الذهول هو أن المنظمة کلما کانت تتلقى ضربات غير عادية من جانب القوات الامنية التابعة للشاه، کانت تعود و بصورة أقوى للنضال بين الجماهير بل وانها کانت تضيف قوة جديدة الى قوتها، والغريب أن نظام ولاية الفقيه الذي ورث الکثير من تراث و نهج نظام الشاه في التعاطي و التعامل مع الشعب الايراني، قد ورث أيضا عن ذلك النظام مسألة معاداة و خصومة منظمة مجاهدي خلق و تصميمه على القضاء عليها قضائا مبرما تماما کما فعل نظام الشاه.
إجراء عملية إستقراء دقيقة للصراع الذي خاضته منظمة مجاهدي خلق ضد نظام الشاه و کذلك الصراع الحالي الذي تخوضه ضد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، ومن ثم إجراء عملية مقارنة بينهما، نجد أن هناك الکثير من أوجه التشابه بين النظامين من حيث إصرارهما غير العادي على معاداةالمنظمة و القضاء عليها عليها قضاءا مبرما و الحکم عليها بصورة لايمکن أن تتقبل أية حالة من التراجع او التغيير، لکن، وفي الجانب الاخر من الصورة نجد أن منظمة مجاهدي خلق قد عقدت العزم هي الاخرى على عدم إبقاء أي خط رجعة للتفاوض او المساومة او الحوار مع هذين النظامين، وصممت على رفع شعار إسقاطهما مهما کلف او إقتضى الامر من تضحيات و قرابين تقدمها، والواضح أن المنظمة قد نجحت أيما نجاح في إسقاط عرش الطاوس و سجلت بذلك موقفا تأريخيا مشرفا لايمکن لأحد من تجاهله او نسيانه، واليوم و عندما نجد المنظمة تصر أيما إصرار على مسألة إسقاط النظام الديني القمعي في طهران فإنها تصر على ذلك لکون جوهر و معدن و ماهية هذا النظام لايختلف من حيث الاساس عن نظام الشاه أن لم يکن أکثر عفونة و قذارة و إجراما منه، وان نظام الملالي قد أدرك هذه الحقيقة ولذلك يريد دائما الحيلولة دونها و يتبع مختلف الطرق و الوسائل من أجل القضاء على المنظمة و إزاحتها عن طريقه.
السعي لتشويه و تحريف و تزييف تأريخ و تراث المنظمة النضالي الناصع کان هدفا استراتيجيا للنظامين القمعيين وقد سلکا و إتبعا مختلف السبل من أجل تحقيق تلك الغاية الخبيثة، وبحکم الطابع القمعي و البوليسي للنظامين فإنهما إستخدما الاساليب الامنية الاستخبارية من أجل الوصول الى ذلك الهدف المشبوه، ومثلما حاول النظام الملکي إسقاط المنظمة من أعين الشعب الايراني عن طريق تعييرها بمختلف الاتهامات و التخرصات الباطلة، فإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، أيضا قد جرب حظه بهذا الخصوص و زاد على نظام الشاه عندما أضاف أنماط جديدة من الوسائل الدنيئة من أجل التأثير على سمعة و مکانة و إعتبار منظمة مجاهدي خلق لدى أبناء الشعب الايراني، ومنها إنتهاج
الطرق الوضيعة و بالغة الانحطاط من أجل تجنيد أعضاء سابقين في منظمة مجاهدي خلق للعمل في الانشطة الاجرامية و التجسسية لوزارة الاستخبارات التابعة للنظام بعد إجبارهم على ذلك عنوة، وقد أشار تقارير دولية مختلفة الى هذا الامر، ناهيك عن أن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، حاول دائما و عبر الطرق و الوسائل الامنية التأثير على المنظمة و الحد من دورها الکبير على صعيد الاوضاع في إيران و المنطقة و العالم.
دولة الشاه البوليسية التي کانت منظمة مجاهدي خلق واحدة من أهم العوامل المباشرة و المؤدية الى سقوطها، سوف لن تکون دولة الملالي البوليسية بأفضل منها في مواجهتها مع المنظمة وان کأس الهزيمة و السقوط الذي أذاقته المنظمة لنظام الشاه سوف تعود و تذيقه عن قريب و قريب جدا لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وان الامر ليس ببعيد.
 [email protected]

أحدث المقالات