23 ديسمبر، 2024 7:17 ص

إيديولوجيا التكفير وإستباحة الدماء (داعش مثالاً)

إيديولوجيا التكفير وإستباحة الدماء (داعش مثالاً)

لا يمكن لإحد إنكار أن هناك هجمة إستكبارية شرسة ضد الإسلام , والدليل مايثُار هنا وهناك ان الاسلام دين تطرف وغلو , لذلك نلاحظ كيفية نمو الحركات العنصرية ضد الوجود الاسلامي ومحاولة احرافه عن طريقه الحقيقي بزرع تلك الحركات الشاذة عنه ..كلمات تصاغ كثيرة ضد هذه الحركات .التطرف, الغلو؛ التشدد؛ الارهاب ..وما الى ذلك كلها تنبع من فكر خاطىء مؤدلج نحو قضية ما هي قبول رأيهم وترك الرأي الاخر او الرضوخ لما يعتقدون به او تكفير الاخر ..هي افكار حبيسة الذات المنعزلة عن الروح الانسانية الخيرة ..يبلغ الارهاب غايته، حين يُسقط عصمة الآخرين، ويستبيح دماءهم وأموالهم، ولا يرى لهم حرمة ولا ذمة، وذلك إنما يكون حين يخوض لجّة التكفير، واتهام جمهور الناس بالخروج من الإسلام، أو عدم الدخول فيه أصلاً، كما هي دعوى بعضهم، وهذا يمثل قمة التطرف الذي يجعل صاحبه في واد، وسائر الأمة في واد آخرفلا عجب بما يقوم به التنظيم (داعش) 

من سفك للدماء وإزهاق الأرواح البريئة، دون رادع ديني أو انساني وزرع الفتنة واستباحة دماء الآمنين والاعتداء على المقدسات والحرمات، كما كان الخوارج من قبلهم في نهجهم وصنيعتهم وفكرهم التكفيري ،ولذا فهم يكفّرون كل من خالف معتقدهم وفكرهم الضال، فلم يكتفِ الداعشيون بسفك الدماء وقتل الأنفس البريئة وحسب بل تعدت أعمالهم الإجرامية بالتمثيل بالجثث وإحراقها وتصويرها لتكون شاهداً على دمويتهم ووحشيتهم، ولم يستمر بلوغ هذا التنظيم اسبار الواقع لولا الدعم الذي يتحشد له والذي يتلقاه بالفتاوى الدينية الضالة المضلة التي تبرز له استحلال اراقة الدماء بترويع الامنين وقتلهم …ومع تزايد الخطر الذي يفتك بالامة من قبل المسمى ( داعش) 

والتيارات المنحرفة وحضور نهجها الضال وفكرها الدموي التفجيري والمتطرف وماترتب عليه من إزهاق للأرواح والانفس والممتلكات والمقدسات انتقد المرجع الصرخي هذا الفكر المضل والمليشيات التي تتبع نفس السلوك والمنهج والفعل مستغربا ً ما يقومون به من عمليات انتحارية بحق الأبرياء , مذكرا إياهم بسيرة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) الذي لم يقتل قاتله متسائلا عن مشروعية تفجير وقتل الأبرياء؟ جاء ذلك في المحاضرة الثامنة لمبحث ( السيستاني ما قبل المهد الى ما بعد اللحد ) بتاريخ الجمعة 12- اب -2016 . والتي لم تكن المرة الاولى في انتقاده لهذا الفكر فقد سبق ذلك محاضرات سابقة مشدداً على تحصين الفكر من هذه الاعتقادات الخاطئة البعيدة عن الانسانية والدين ذاكرا ذلك بقوله ( يا من تتبعون التكفيريين الخوارج النواصب الدواعش ، 
حبُّ علي المقرون بالعمل الصالح والتقوى هو المنجي ، حبُّ علي هو الاتّباع لعلي ونهج علي وأخلاق علي ورحمة علي ولطف علي وعدالة علي وأبوَّة علي (عليه السلام) “واضاف ايضا..علي لم ينتقم من قاتله فكيف تفجِّرون أنفسكم بين الأبرياء؟!! كيف تقتلون الأطفال والنساء؟!! من يُبرر لكم هذا العمل؟” .وهذا ما وقع فيه الخوارج في فجر الإسلام، والذين كانوا من أشد الناس تمسكاً بالشعائر التعبدية، صياماً وقياماً وتلاوة قرآن، ولكنهم أتوا من فساد الفكر، لا من فساد الضمير. كما هو اليوم ماتقوم به وماتسمي نفسها الدولة الاسلامية (داعش) وكيف حرفت الدين والاسلام .فهم يكفرون كل من عرضوا عليه فكرهم، فلم يقبله، ولم يدخل فيما دخلوا فيه.ويكفرون كل من لم يدخل في جماعتهم ويبايع إمامهم.