8 أبريل، 2024 2:31 ص
Search
Close this search box.

إيثار ملكٌ عادل …لأجل شعب يعيشُ حياة الملوك

Facebook
Twitter
LinkedIn

يحكى أن ملكاً خرج للصيد ,ومعه وزرائه وحاشيته ,فأرمق بنظره من بعيد غزال فمضى خلفها , ألا أنه أظل الطريق في بيداء الصحراء بعد أن ابتعد عن وزراؤه وحاشيته , ولم يأتي فتصوروا أن الملك قد لقي حتفه ,فعادوا أدراجهم وأبلغوا الشعب أن الملك العادل أكلته الذئاب في لجج الصحراء ,حزن الشعب حزناً عميقاً ,لأن الانسان الذي يمتلك الحس الانساني والضمير من الصعوبة جداً تعويضه ,فهو كالدر والياقوت نجده في مستقر قاع البحار,بينما الأوساخ والجيف النتنة تطفوا على السطح ,بعد أن يأس الملك في العثور على من يسعفه وينجده من هذه المتاهة وجد خيمة صغيرة فيها رجل مسن عجوز وزوجته المسنة ,لايوجد لديهم سوى شاة منها يأخذون حليبهم ويعيشون عليها ,فقد قدموا له في اليوم الأول حليب واليوم الثاني لبن واليوم الثالث ذبحوا له الشاة ,فتعجب لكرمهم الملك الذي أخفى هويته عنهم لعلة ً في نفسه .
فقال له لماذا : أقدمت على هذا الفعل .
قال له : أنك ضيف ومن الواجب أكرام الضيف .
فطلب منه أن يرشده على الطريق الذي يرجعه الى مكان عمله كونهم أدرى بحيثيات المسيرمن غيرهم ,لكن الملك قدم له هدية وهو خاتم الدولة الشخصي الذي فيه ختمه وأسمه .
وقال له: لعله ينفعكم في وقت الضيق ,عليكم أن تأتوني بعد أن أصل حتى أكافئكم لما فعلتموه معي من جود وكرم .
وفعلاً وصل الملك الى دولته وعم الفرح والسرور والبهجة لشعبه بعد أن فقدوا الأمل في نجاته ,وقص على وزارئه ماحدث له مع الرجل العجوز وزوجته ,وبعد مضي مدة من الزمن نفذ جميع ماكان عند الرجل العجوز حيث أصابهم القحط ,فقالت له زوجته أن الرجل ألم يعطيك خاتم دعنا نذهب للسوق ونبيعه بسعر باهض الثمن حتى نتمكن من العيش به ,وفعلاً جاء ومعه زوجته الى القرية ودخلوا لمحل لبيع الذهب والفضة وستخرج العجوزالخاتم الثمين ,ولما رأى الصائغ الخاتم أصيب بالدهشة ,فأبلغ شرطة المدينة عنهم ,فجاؤوا وقبضوا عليهما واودعوهما السجن ,فعلم الملك بذلك فزداد غضباً .
فقال لهم :اكرموهما وأتوني بهما معززين مكرمين.
ومن محاسن الصدف أن في ذلك اليوم كان الملك في حفل تتويج الأمبراطور,فالتقى بهما بعد فراق فأجلسهم بين وزارئه وكبار الشخصيات والوجهاء .
فقال لهم : هؤلاء هم اصحاب الفضل الاول والأخير في بقائي سالماً على قيد الحياة, فأستشار كبار مستشاريه كيف نرد لهم الجميل والفضل وأنا ملك ,فمنهم من أشار اليه بأعطائه وزارة الزاعة ,والاخر نجعله وزير التموين ,والاخر يشير نجعله وزير الخزانة لأمانته الكبيرة ووووو,تحير الملك بما يعطيه اليه من منصب أو وزارة ,فكرم الملك يختلف عن كرم أي شخص ,فكان الاختيار أن يخلع من على رأسه تاج الامبراطورية ويضعه على رأس الرجل العجوز.
وقال له : أن توليك لمنصب الامبراطورية سيجعلني أعيش كمواطن أنعنم بها كحياة الملوك مليئة بالاحترام والتقدير أذا مسكت زمام الامور وآلت اليك السلطة سيعم الأمن والسلام والطمأنينة لهذا البد ,فالامانة والتضحية المتوفرة فيك لم نجدها في أي شخص يجود بكل مايملك .
ترى كم نحتاج مثل هذا الملك المضحي لأجل شعبه ؟وكم مسؤول نحن باجة أليه اليوم من الذين يقدمون مصلحة الوطن على مصالحهم الشخصية ؟والعجوز المليء بالإيثار الذي لايملك أي شيء من حطام الدنيا سوى شاة ضحى بها من أجل ضيفه ,وآخرون يمتلكون السلطة ومن الاموال والعقارات لم تغنيهم لأنهم يفتقدون لعزة النفس وأباؤها

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب