23 نوفمبر، 2024 4:05 ص
Search
Close this search box.

إيثار ملكٌ عادل …لأجل شعب يعيشُ حياة الملوك

إيثار ملكٌ عادل …لأجل شعب يعيشُ حياة الملوك

يحكى أن ملك خرج للصيد معه وزرائه وحاشيته ,فذهب لأصطياد غزال فمضى ورائها الا أنه أظل الطريق في بيداء الصحراء بعد أن ابتعد عن رحله,فأنتظره وزراؤه ومن معهم ولم يأتي ,فعادوا أدراجهم وأبلغوا الشعب أن الملك العادل أكلته الذئاب في لجج الصحراء ,حزن الشعب حزناً عميقاً ,لأن الانسان الذي يمتلك الحس الانساني والضمير من الصعوبة جداً تعويضه ,فهو كالدرر والياقوت نجدها في مستقر قاع البحار,بينما الأوساخ والجيف النتنة تطفوا على السطح ,بعد أن يأس الملك في العثور على من ينجده من هذه المتاهة وجد خيمة صغيرة فيها رجل مسن عجوز وزوجته المسنة ,لايوجد لديهم سوى شاتين منها يأخذون حليبهم ويعيشون عليها ,فقد قدموا له في اليوم الأول حليب واليوم الثاني لبن واليوم الثالث ذبحوا له الشاة ,فتعجب لكرمهم الملك الذي أخفى هويته عنهم لعلة ً في نفسه ,فقال لهم لماذا أقدمت على هذا الفعل ,قالوا له أنك ضيف ومن الواجب أكرام الضيف ,فطلب منهم أن يدلاه على الطريق الذي يرجعه الى مكان عمله كونهم أدرى بحيثيات المسيرمن غيرهم ,لكن الملك قدم لهم هدية وهو خاتم الدولة الشخصي الذي فيه ختمه وأسمه وقال لهم لعله ينفعكم في وقت الضيق ,عليكم أن تأتوني بعد أن أصل حتى أكافئكم لما فعلتموه معي من جود وكرم ,وفعلاً وصل الملك الى دولته وعم الفرح والسرور والبهجة لشعبه بعد أن فقدوا الأمل في نجاته ,وقص على وزارئه ماحدث له مع الرجل العجوز وزوجته ,وبعد مضي مدة من الزمن نفذ جميع ماكان عند الرجل العجوز حيث ماتت شاته بعد أن أصابها المرض ,فقالت له زوجته أن الرجل ألم يعطيك خاتم دعنا نذهب للسوق ونبيعه بسعر باهض الثمن حتى نتمكن من العيش به ,وفعلاً جاؤوا الى القرية ودخلوا لمحل لبيع الذهب والفضة وعرضوا عليه الخاتم ليثمنه لهم ,ولما رأى الصائغ الخاتم أصيب بالدهشة ,فأبلغ شرطة المدينة عنهم ,فجاؤوا وقبضوا عليهم واودعوا السجن ,فعلم الملك بذلك فزداد غضباً فقال لهم :اكرموهم وأتوني بهم معززين ,ومن محاسن الصدف أن في ذلك اليوم كان الملك في حفل تتويج الأمبراطور,فالتقى بهم بعد فراق فأجلسهم بين وزارئه وكبار الشخصيات والوجهاء ,فقال لهم هؤلاء هم اصحاب الفضل الاول والأخير في بقائي سالماً على قيد الحياة, فأستشار كبار مستشاريه كيف نرد لهم الجميل والفضل وأنا

ملك ,فمنهم من أشار اليه بأعطائه وزارة الزاعة ,والاخر نجعله وزير التموين ,والاخر يشير نجعله وزير الخزانة لأمانته الكبيرة ووووو,تحير الملك بما يعطيه اليه من منصب أو وزارة فكرم الملك يختلف عن كرم أي شخص ,فكان الاختيار أن يخلع من على رأسه تاج الامبراطورية ويضعه على رأس الرجل العجوز,وقال له : مثلي سيعيش كمواطن كمثل حياة الملوك مليئة بالاحترام والتقدير أذا مسكت زمام الامور وآلت اليك السلطة سيعم الأمن والسلام والطمأنينة لهذا البد ,فالامانة والتضحية المتوفرة فيك لم نجدها في أي شخص يجود بكل مايملك ,ترى كم نحتاج مثل هذا الملك المضحي لأجل شعبه ؟وكم مسؤول نحن باجة أليه اليوم من الذين يقدمون مصلحة الوطن على مصالحهم الشخصية ؟والعجوز المليء بالإيثار الذي لايملك أي شيء من حطام الدنيا سوى شاة ضحى بها من أجل ضيفه ,وآخرون يمتلكون السلطة ومن الاموال والعقارات لم تغنيهم لأنهم يفتقدون لعزة النفس وأباؤها .

أحدث المقالات

أحدث المقالات