الصلاة عماد الدين، والدين أصبح لعبة الفاسدين، وحجة المدعين، ورياضة الخائنين في زمن الكاذبين المنافقين، لهذا فالصلاة لمثلهم بدعة، إياكم واللعب بعقول السذج، والمتاجرة بإسم الخالق الجبار، فأوراقكم قد كشفت، ووعودكم الكاذبة فضحت، ولعبتكم إنقلبت يا عبدة الدنيا والدينار.
رجل سحق كل القيم، لا يعرف معنى للطهارة والشرف والعفة، وإنتهك كل ما يندى له الجبين، ثم عاد الى بيته وتوضأ، فنصب سجادته وصلى، فدعا ربه أن يستر عيبه، ويحفظ عرضه، ويرزقه من حيث لا يحتسب، متناسياً أن كل عيوب الكون تعتليه، وتوهم أن الصلاة قد طهرته تطهيراً!
إمرأة فاجرة تعرف أن ذنوبها تهتك العصم، وتصرفاتها تجاوزت كل الخطوط الحمراء، فأصبحت عبارة عن وطن للإيجار، وسعرها يحدد من صغر سنها، وجمال خلقتها، فهي ألعوبة بيد المتصيدين، وتجار العواطف، تعود الى بيتها تتوضأ، وتضع سجادتها وتصلي، ودعائها غريب يُدمع العيون، وخشوعها أغرب، حين تقول ربي أني قد مسني الضر، وأنت أرحم الراحمين!
شاب مدمن لا يعي شيئاً غير الزنا، والخمر، قاطع للرحم، قاتل، سارق، متعالٍ، سفيه، يأكل السحت، ويتلذذ بلحم أخيه، نمام، كذاب، زنديق، يعود الى بيته المتهالك، فيجد قدوته والده الذي يتاجر بأعراض الناس، وكذلك والدته التي تعشق النوم بأحضان الغرباء، يتوضأ وينصب سجادته ويصلي!
شيخ مسن لا يحترم شيبته، يجلس في مقاهي الحي، يهتك أعراض الناس بلسانه، يعشق الباطل، ذمام، نمام، ألفاظه فاسقة، كلماته مؤلمة، لا يَحترم ولا يُحترم، لحيته بيضاء، وشيبته شمطاء، لا يدرك أنه أضحوكة للناس، وعندما يعود الى داره يتوضأ، ويضع سجادته بإتجاه القبلة ليصلي!
صورة سوداء يملئها الفجور والغباء، لبيت منحل، وعائلة فاجرة، جميعهم يدعي الصلاة، يتوجهون الى البارئ ليحفظهم، ويستر عيوبهم، غير مبالين بما يفعلون، لأنهم بجهالتهم يؤمنون أن الصلاة واجبة، وهي دقائق لربهم، التي تغفر ذنوبهم، أما باقي اليوم فكلها لقلبهم القذر، وأفعالهم النتنة، وما أكثرهم في هذا الكون.
أقول لهم: إن صلاتكم بدعة، إياكم والكذب على خالقكم، ولا بارك الله بصلاة، لا تأمر بالمعروف ولا تنهى عن الفحشاء والمنكر.