يٶکد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و بصورة مستمرة و بطرق و اساليب مختلفة على إنه نصير للشيعة في کل مکان في العالم و يصر من أجل العمل للمطالبة بحقوقهم و إنهاء کل أنواع الغبن و الظلم اللاحق بهم، وبطبيعة الحال هناك الکثيرون ممن يصدقون هذا الامر و يعملون على نشره و الترکيز عليه على إنه حقيقة لاتقبل النقاش.
من الحقوق الاساسية للشيعة(شأنهم کأي شرائح او أطياف او طوائف أخرى)، العيش بسلام و أمن و رفاه، وهذه الحقوق هي من المسلمات الاساسية التي لايمکن تجاهلها و التغافل عنها، لکن السٶال الذي يجب طرحه هنا و الوقوف عنده طويلا هو: هل حقق نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية شيئا من تلك الحقوق الاساسية للشيعة ولاسيما في البلدان التي يهيمن عليها بنفوذه نظير العراق و سوريا و اليمن و لبنان؟
قبل أن نرد على هذا السٶال و ندخل في تفاصيله، حري بنا أن نتساءل بشأن ماقد قدمه هذا النظام لشعبه، ذلك إنه و تبعا للقاعدة الشرعية المعروفة(الاقربون أولى بالمعروف)، فإن الشعب الايراني أولى من غيره في أن ينال من برکات و نعم و مکاسب و منجزات هذا النظام، لکن وبمجرد إلقاء نظرة متفحصة على واقع معيشة الشعب الايراني و أوضاعه من مختلف النواحي بعد أکثر من 35 عاما على تأسيس هذا النظام، نجد واقعا مأساويا بما للکلمة من معنى، حيث إن أکثر من 70% يعيشوون تحت خط الفقر و قرابة 30 مليونا يعانون من المجاعة و 11 مليون عائلة إيرانية تعاني من الادمان، و نسبة البطالة 26% وإن الاحتجاجات و الاضرابات المختلفة و المستمرة لمختلف شرائح الشعب الايراني عموما و تظاهرات المعلمين و الطلبة و العمال خصوصا، تعطي إنطباعا للعالم بالواقع المزري في إيران.
أما إذا ماأتينا على أوضاع الشيعة في العراق و البلدان الاخرى الخاضعة للنفوذ الايراني، فإننا نجد واقعا أکثر مأساوية من ذلك الذي في إيران، حيث إن في إيران وعلى الرغم من سوء الاحوال المعيشية فإن هناك سلام و أمن و إستقرار نسبي، لکن في العراق و سوريا و اليمن مثلا، فإنه الى جانب الاوضاع المعيشية الصعبة فإن هناك أيضا أوضاعا أشد سوءا و وخامة من الناحية الامنية حيث لاإستقرار و لاأمان و سلام منعدم بالمرة، والانکى من ذلك إننا إذا ماتتبعنا الاسباب التي دفعت بأوضاع الشيعة الى هذا المستوى، فإن دور السياسات الايرانية في هذه البلدان و تدخلاتها المختلفة هي التي أدت بالاوضاع الى هذا المفترق الخطير.
طهران التي لم تکتف بما سببته و تسببه لشيعة البلدان العربية وانما توجهت أيضا للشيعة في أفغانستان و باکستان حيث تقوم بتجنيدهم کمرتزقة و تدفعهم نحو طاحونة الدم السورية، وإننا نتساءل أين هي الاوضاع الحسنة النسبية حتى للشيعة بعد مجئ هذا النظام؟ و نمنح الحق أکثر لأنفسنا کي نتساءل: هل کان وضعهم قبل هذا النظام أفضل أم بعده؟