18 ديسمبر، 2024 9:14 م

إن لم تغيثوهم … أنصفوهم

إن لم تغيثوهم … أنصفوهم

جاءت العاصفة الثلجية التي ضربت المنطقة لتضيف عبئا جديدا على اخوان لنا  تقطعت بهم السبل في مخيمات اللاجئين. ومن تابع الاخبار فانه لا يحتاج كثير شرح ليعرف ما حل بشريحة باتت تعرف اليوم بالنازحين وكيف يواجهون ازمة البرد القارص التي عملت عملها في تلك العظام الرقيقة التي لا تجد ما يغطيها.

 

ياتي ذلك في وقت اعلنت فيه منظمات انسانية عن نزوح أكثر من مليوني شخص بسبب أعمال العنف في العراق، محذرة من تفاقم أوضاعهم مع بدء تساقط الثلوج في إقليم كردستان الذي يستضيف القسم الأكبر منهم. وذكرت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة أن “هؤلاء النازحين البالغ عددهم 2,1 مليون نسمة يواجهون صعوبة في تحمل صقيع الشتاء وكانوا قد نزحوا عن ديارهم في موجات عنف متتالية، بدأت مطلع 2014 .

 

ان ازمة البرد التي ضربت مخيمات النازحين تعد خير مناسبة لاعادة التذكير بضرورة العمل على وقفة جديدة لاغاثة اخواننا وصنع هبّة على كافة المستويات لمواساة اخواننا ,,, ان تداعي الجسد باجمعه لاغاثة هذا الجزء الجريح لهو خير طريق لاستمطار رحمة الله التي نحن احوج ما نكون اليها في هذه الايام العصيبة, خاصة وان الكثير من “اللاجئين يعيشون في غالب الأحيان في ظروف بائسة، على الطرقات أو في مخيمات أو في مبان قيد الانشاء”، وفقا لمنظمة “عمل ضد الجوع” غير الحكومية التي طالبت بـ”تكثيف فوري للجهود التي أطلقتها الأمم المتحدة لمساعدتهم في فصل الشتاء.”

 

كما ان هذه الازمة هي مناسبة مهم للتذكير بان اموالا كان من الممكن ان تخفف كثيرا من معاناة المهرجين نهبت من قبل قوم لا يخافون لقاء الله وليس لديهم اي وازع من خلق او ضمير يردعهم عن ارتكاب هذه الجريمة التي يندى لها جبين الانسانية حياء, وتتضائل امام خستها جرائم المافيات وقطاع الطرق. لذا فان موجة المعاناة الجديدة هذه تدعونا لنذكر السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية للتسريع بمحاسبة هؤلاء وتقديمهم للقصاص العادل, وعلى اللجنة التي شكلها مجلس النواب ان تسارع في الكشف عن المتورطين سواء كان نائب رئيس الوزراء صالح المطلك او غيره من القطط السمان التي لا تشبع وهي جديرة بان تعاقب وتردع.

 

تعاطف .. تكافل .. انصاف, ثلاثية لابد منها في التعامل مع اهلنا النازحين, انصاف باخذ حقهم ممن سرقهم, تكافل بتقديم كل ما يستطاع لنجدتهم, وتعاطف بالاحساس بمعاناتهم والدعاء لهم عسى الله ان يجد لهمهم فرجا ولضيقهم مخرجا, ويردهم الى ديارهم من حيث لا يحتسبون.