18 ديسمبر، 2024 8:02 م

إن كان ولابد من الرذيلة،،، فلتكن بقانون

إن كان ولابد من الرذيلة،،، فلتكن بقانون

يبدو اننا -بقضّنا وقضيضنا- كمربّين وأساتذة وكتاب وموجهين أو اعلاميين شرفاء وحقوقيين ومشايخ عاملين وفئات أخرى من المحبطين ،عجزنا ان نقاوم الهجمة الشرسة المنظمة المدعومة من مفاصل في الدولة والمشجعة من فئات من المجتمع لنشر الرذيلة عن طريق -الساقطات- المتبنيات من قبل جهات حكومية و مفاصل أمنية او وسائل تواصل اجتماعية او نواد وملاه ومواخير ليلية ،إضافة الى تقديمهن كضيفات محميات ومقدرات على قنوات إعلامية رسمية وتحت مرأى ومسمع من القانون الصامت والمجتمع المداهن والدين الخائف والفضيلة المتراجعة والضمير المصدوم .
كنا نسمع عن هذه النماذج ولانراها لأن القانون كان يحاصرها والمجتمع ينبذها والاعلام يسلط عليها غضبه واشمئزازه ،ورجال الدولة يعاقبونهن بترفعهم وتهديدهن ومطاردتهن -في العلن على الأقل- وفي السياقات الرسمية ، و ان كان بعضهم يزورهن سرا كحال عوام الرجال.
لكن اليوم اصبحن الغالبات المتنفذات المتبجحات المتفاخرات والسفيرات! منهن “رسميا” وبتعيين! ومنهن “معنويا” باتخاذ اسم العرلق لقبا وشهرة , فهذه “فلانة العراقية” وتلك “بنت الرافدين” وأخرى بما جادت عليها قريحتها او ما اقترح عليها ممولها او داعمها او مشجعها من القاب فاخرة وخطيرة ،
لابد لهذا الامر من وقفة جادة فقد بلغ مداه واصبح خزيا وعارا على بلد كامل وعلينا كمنتسبين اليه ومجنسين بجنسيته ونحمل جوازه ، فان كنا لانستطيع ان نوقف سرقة ايران لثرواتنا عن طريق عملائها ، ولا نستطيع ان نمنع تركيا من التعدي على أرضنا بطائراتها ، ولا طاقة لنا بلجم امريكا عن اللعب بمصيرنا ومقدراتنا ، ولا أن نعذل اشقاءنا من استغلالنا او التآمر علينا وانتهاك حرماتنا ،
فلنمنع نساءنا وشبابنا على الاقل من ان يسيئوا اكثر لسمعتنا وكرامتنا ، نريد ان نعيش ماتبقى لنا من هذه الحياة باقل قدر من الكرامة، و ان كان لابد من الانحراف والرذيلة وبيع الاجساد والتجارة بالدعارة التي انتجت لنا الاف الساقطات اللاتي يركبن افخر السيارات ويسكن اغلى القصور ويخرجن على الملأ يتفاخرن بذلك ويعترفن بمصادرها ويهددن الناس برجال ذوي نفوذ يقفون وراءهن دون تردد او تخفي ، ويذكرن اسماءهم او مناصبهم ويقلن ان فلانا “وهو مجرد موظف حكومي” أهداني هذه السيارة او فلانا الذي هو “مسؤول في الدولة” اعطاني البيت او يساندني او او ،،
بلغ الامر مالايطاق ولايقبل ، وهن يسئن بالقابهن الى بلد عظيم وعشائر عريقة نبيلة ومحافظات أصيلة شريفة ،
فان كان لابد من الرذيلة فليحاسب الرجال الذين يساندونها علنا ،
وان كان لابد من الجبن عن ردعهم ولابد من سكوتنا عن منعها ، فليصدر قانون يمنع ان تتسمى الساقطة باسم العرلق او العشيرة او المحافظة او المنطقة او الجامعة او الجهة التي تتبناها ،
و لتجبر على ان تتسمى باسم ابيها الذي رباها او باسم زوجها الديوث الذي أهداها او باسم اخيها السمسار او باسم الرجل الذي يسندها ويتبناها ، وان لاتتجرأ على التحدث باسمنا فقد سئمنا ولحقنا العار واصبح الامر اشبه بالاغتصاب الجماعي المذل ،
فكفى لاجل الله ولأجل الخلق وكفى لأجل المجتمع ولأجل الدين ،كفى رحمة للاموات و رفقا بالاحياء ، والله مللنا فكفى لاجل العشيرة وكفى ,,من أجل العراق ، .